ما أروعه من شعور عاطفي يعبر عن الإحساس والرغبة و اللهفة لرؤية أحبة أو لمكان سكنه الأحبة أو منازل انبثقت منها أنوار السماء لتزيل ظلمة الأرض وظلامها
وكما أن للحب درجة فللشوق أيضا درجات، فشوق المشتاق على درجات منها :
” الشغف ” : ذلك الشعور الذى يعبر عن عمق الحب العاطفي الذي يأتي مع الحب الحقيقي.
وهناك ” الوله ” : حين يشعرالمشتاق بغياب النعيم والسعادة
أما ” الغرام ” : فهو تعبير عن الحب والحنين، وهو عدم القدرة على نسيان الأحبة
وما أشد ألم و لوعة المحب المشتاق حينما يظلم على يد احبته ليجد الطعنات النافذة فى سويداء القلب ممن وهبهم حياته وقلبه وشوقه ، لكن رحمة الله أسبق فقد وجد شاعرنا الآنس والسلوى حين انتقل إلى مراتب الحب والشوق العليا ذلك الشوق المنزه عن الأغراض والعرض الزائل
أظن شاعرنا ” نضال ” الخير قد جمع قلبه كل ذلك فهو المشتاق الشغوف الوله المغرم المتعلق قلبه ووجدانه بزيارة بيت الله الحرام والحج إليه والآنس بزيارة روضة حبيبنا وشفعينا الرسول المعظم ولن أطيل على القارىء العزيز فى التقدمة لهذه الأبيات التى نبض بها قلب شاعرنا
نضال أبو العينين والت قال فيها :
يا حادىَ الركبِ إن الصّحب قد بانوا رفــقــاً بــقـلــبـى فـكـلُّ الـقــلـب أشــجانُ
واهــدوا الـســلامَ رسولَ الله واغتنموا بـعـــض الـــــصـــلاة وروضـــه فــيــنــانُ
عـودوا ضيـوف البيـت إن الله طـهّركم فالحج مبرورٌ والذنب مغفورٌ والقلب ريانُ
تلك كانت فيوضات قلب شاعرنا معبرا عن تلك الرحلة والتى هى بحق رحلة التطهر رحلة تجعل صاحبها عاد كيوم ولدته أمه
فما أروع قول محمود حسن اسماعيل :
*ولما نزلنا بأرض الهدى ورد السلام حمام الحرم
وطفنا مع الشوق حول الستور ورحنا بأرواحنا نستلم
دعونا وماذا تقول الشفاه إذا الروح غنت بسحر النغم
وهكذا وستظل فريضة أداء الحج تحوز اهتمام كثير من الشعراء، الذين أخذوا يكتبون قصائدهم، تعبيرًا عن لهفتهم وخشوعهم عند آداء تلك الفريضة – كتبها الله لنا ولكل مشتاق