شلوطُ يُركلهُ .. محمد العايدي …
من الصعب في نظري أن يتكلم المرء عن نفسه ويصفها سواء بالإيجاب أو بالسلب .. فكيف أصف نفسي وأكون صادق ؟؟؟…
كنت ومازلت أؤمن بهذه النظرية، لأن الإنسان إذا وصف نفسه من خلال أي نوع من التعبير أراهُ سيفتقد حديثه إلي المصداقية ..
إلا المعاق .. ( ذوي القدرات ) ,..
أري أنهُ الوحيد الذي يستطيع التحدث عن مشاكله وعن ماينقصهُ من حقوق دون أن يجور علي حق أحد .
وبالتالي لا يستطيع الشخص الطبيعي أو السوي كما يزعم أن يتحدث هو عن مشاكل وأحلام المعاقين وأري أنه وقتها سوف يتحول السوي إلي شخص .. ( معاق ).. فاقد الأهلية هذا ليس أكثر من رأي شخصي بالطبع يحتمل الصواب ويحتمل أكثر ( الخطأ ) ..
ولكني هذه المرة سأتحدث ليس عن نفسي، بل سأتحدث عن أخواني وأخواتي منذ ذوي الاحتياجات الخاصة، أو ذوي القدرات الخاصة ..
سأتحدث بالأصالة عن نفسي وبالنيابه عنهم وذلك بعد أخذ الإذن منهم بالطبع .. لاسيما وأن الاعاقات متعددة ومختلفة فمنها السمعي .. والبصري .. والذهني والعياذ بالله .. وأخيرا .. العضوي .. ( مثلي ) ..
وحمدا لله الذي أنعم علي شخصي الضعيف بالقدرة علي التعبير .. أو كما أزعم أنه أعطاني هذه القدرة , حتي أستطيع التعبير عن مشكلات وأحلام من أفتقد القدرة علي التعبير من ذوي الاحتياجات .. ( أحلام المعاقين ) .
سأتحدث عن أحلام وأمنيات ذوي الاحتياجات , قبل الخوض في مشاكلنا .. التي تحاصرنا ونُعانيها ..
المعاقين بمصر هم ملايين وملايين , حتي أن المجلس القومي لم يحدد عدد ثابت ومعلن لأعداد ذوي الاحتياجات أحلامهم ( أحلامنا ) , أراها وأقسم علي ذلك بعزة الله العزيز القدير المُستغني , في غاية اليسر والبساطة وأن تحقيقها ليس بالأمر العسير .. احلام المعاق في نقاط سريعة ومحددة .. الشعور ب ( أنه فقط إنسان ) .
أعطائه الفرصة المناسبه لهُ ولإعاقاته لكي يُعطي للدولة ويقدم لها مايستطيع أن يقدمهُ لها طلاما أنهُ ببساطة ( يستطيع ) .. تحقيق أحلام المعاق في نقاط أسرع ..
السيرُ من قبل الدول ومؤسساتها علي خطان متوازيان .
( التكامل , والتنمية ) .. كنت قد ناقشتُ التكامل من خلال روايتي القصيرة ( خطوات بلا قيود ) , التكامل فيما يخص ذوي الاحتياجات ببساطة هو . أن تُكمل لي ماينقصُني ليس بزرع العضو المفقود مثلا , كلا وانما بالتعويض عنهُ ..عادل صفوت .. وفايق الجيار وسعداوي .. ورزق .. كلهم كانوا يعانون فقدان نعمة ما من نعم الله ولكنهم جميعا قرروا أن يكملوا بعضهم بما نقص بعضهم . ونجحوا في ذلك حتي استطاعوا السيرُ بخطوات بلا قيود .. وكان ذلك بالمجهودات الذاتية دون الإعتماد علي مؤسسات وقوانين الدولة .
وهنا أوُجه للدولة مني كمعاق من ذوي الاحتياجات الخاصة (ركلة بلا قدم) فأنا لا أملك القدم التي تُركل بل أملك القلم فقط , فلا استطيع الركلُ بسواه .. كلنا نعلم ان القانون الذي لا يتم تفعيلهُ بشكل صريح وايجابي يفقد شرعيتهُ في التطبيق كما أن المؤسسات ومراكز التأهيل التي لا تجد الدعم من كل الأوجه من قبل الدولة تصبح كأنها لم تكن علي الإطلاق أما الحديث عن التنمية وهو الخط الثاني الموازي للأول .
التكامل .. هو تنمية مواهب ذوي الاحتياجات ودعمهم نفسيا وثقافيا ومعنويا , وأخيرا ماديا . والدعم المادي ليس أهم أنواع الدعم التي يبحث عنها ذوي الاحتياجات .
وهنا سوف أتطرق الي مشكلات ذوي الاحتياجات . وهي كثيرة كما سبق وقلنا , وبعضها بكل أسف قُتل بحثا, وذلك أنها وبكل أسف طرح للمشكلة من دون العمل الجاد علي حلها .. المرافق .. المواصلات العامة وطرق النقل.. عدم تخصيص أي شيء في أي شيء لذوي الاحتياجات .. يوجد من بين ذوي الاحتياجات من هم لديهم قدرات وملكات فكرية خاصة وبعضهم يملك مواهب متعددة , هؤلاء يعانون غلاء اسعار الكتب والمراجع , وهذا ماقد يُعرقل مسيرة السعي لديه في البحث والاتطلاع .. وهناك أيضا مشكلة بل أراها معضلة , لا أعتقد أنه قد تم طرحها من قبل , مشكلة تواجه كل من يجلس علي كرسي المتحرك تلك التي واجهتني انا شخصيا !!..
البنايات .. كل من قام ببناء مبني ما يخص هيئة ما او مؤسسة ما قد نسي سهوا أو عمدا , أنه يوجد بمصر مواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة , كنت قد ذهبتُ الي الشهر العقاري بصفتي وشخصي ( وأعاقتي ) , وهنا لنا وقفة أخري أمام تعسف الروتين , والبيروقراطية . . وجدتُ نفسي أمام مبني به سلالم ذات أدراج عالية وكل درج أصعب وأعلي من الآخر . وعقب صعود هذا الدرج الذي بالكاد تصعدهُ تجد نفسك أمام بابآ للدخول , ضيق الي حد لا يوصف فهو لا يسمح بدخول أكثر من فردا واحدا ( بالكاد سيدخل ) .
ماهذا العبث ! ما كل هذه الأنانية !!؟؟..
ثم أين حق العجائز والمرضي بأمراض المفاصل من بنايتكم هذه ؟؟؟..
( اقتراحات )..
نادي الإرادة … هو نادي فقط لذوي الاحتياجات ومخصص لهم ولذويهم الذين سيرافقون العضو من ذوي الاحتياجات الي الذهاب اليه ..
المواصفات …. أشتراك سنوي يكون رمزي جملة وتفصيلا , بعني أن يكون اشتراك رمزي بالمعني الحرفي للكلمة , يكون معدا ومهيأ لكي يتناسب مع ذوي الاحتياجات باختلاف أعاقاتهم , وذلك من حيث مرافقهُ وطرق السير داخله .
يحتوي علي مطاعم وصالات رياضية وحمام للسباحة من أجل ذوي الاحتياجات ممن يستطيعون ممارسة الرياضات المختلفة .
وقبل كل ذلك اصحاب العقول والملكات المختلفة من ذوي الاحتياجات , لابد ان يكون لهم النصيب الاكبر من مميزات هذا النادي مع كل الاحترام طبعا لباقي الحالات , ولكن الاهتمام بمن فقدوا القدرة تماما علي الحركة ولا يملكون سوي عقول تفكر وبصائر ملهمة يجب ان يكون لهم اهتمام لا بأس به .. فمن يكون منهم من أصحاب القدرات العقلية الخاصة يجب توفير لهُ مكتبة ضخمة تحتوي علي أعتي وأثقل المراجع التي قد يحتاجها المفكر من ذوي الاحتياجات في أبحاثه وإبداعاته ..
ويجب أن يتم تصنيف هذا النادي بأنه ناد إجتماعي ورياضي وثقافي أيضا ..
مميزات المقترح .. هي كثيرة ومتعددة المحاور
( وحدة تناغم ) ..
سُتخلق وحدة تناغم وترابط فكري ومعنوي وأيضا أجتماعي , لذوي الاحتياجات حيث أن تجمعاتهم بمكان مخصص لهم يشعرون فيه بالراحة يخلق حالة التواصل والدعم المتواصل بينهم اليهم … مما سيساعد بلا أدني شك علي إخراج مايملكون من طاقات إيجابية كفيلة بسحق المستحيل ذاته. وأني أري من وجهة نظري البسيطة أن الأسوياء إذا رأوا المستحيل يتحقق علي أيد ذوي الاحتياجات والذين هم ليسوا أسوياء مثلهم سيخلق لديهم هم أيضا دوافع قوية نحو سحق نفس المستحيل الذي قاموا ذوي الاحتياجات بسحقه من قبل , وسيبذل الجميع الجهد والعرق. ولا شك أن المستفيد حينئذ من هذا ومن ذاك , هو المجتمع ككل , وقد سبق لي أن طرحتُ فكرة ( نادي الإرادة ) .
في روايتي ..حضرة سعادة رئيس الحكومة .. وطرحت ان هذه الفكرة لن تكلف الدول اموالا مبالغ فيها او لن تكلف الدولة اكثر من طاقتها . كما أن البداية ستكون بإنشاء فرع واحد فقط بأكثر من محافظة , حتي يتم التوسع بعد ذلك وتتعدد ألأفرع فيصبح بكل محافظة أكثر من فرع .. وتعويض الأموال التي تم إنفاقها علي النادي سيكون أمر في غاية السهولة واليُسر … ( حضرة سعادة رئيس الحكومة ) .. هذا ما أراهُ في صالح ليس ذوي الاحتياجات فحسب , بل في صالح الاسوياء أيضا والمجتمع بأكمله وعكس ذلك أراهُ ليس إلا ( هُراء وكلام فاضي ) .. يا أخواني لن ينصلح حال المجتمع ويصبح مجتمع تنموي وليس استهلاكي إلا من خلال إنشاء ( للُحمة ) .
تحوي بداخلها فئة من فئات الشعب , بمعني إنشاء للحمة تمثل ذوي الاحتياجات .. وأخري تمثل الاعلاميون الشرفاء وذلك علي غرار الدول المتقدمة .. وهنا لا أقصد الغرب فنحن أصبح بيننا وبينهم عشرات السنوات الضوئية , ولكن أقصد الخليج العربي ( الخليج المتطور ) . كيف يُعامل ذوي الاحتياجات مثلا !!! ..
وقبل أن أختم أودُ تسجيل تحفظي الشخصي علي أمرين .. (ركلة تحفظ ) .. ممثل ذوي الاحتياجات بمجلس الشعب !!!… والذي قام بالمشاركة في كتابة الدستور الأخير … والأمر الثاني … أسعار .. أسعار الكراسي المتحركة باهظة الي حد لا يتصورهُ إنسان .. والكرسي المتحرك يُعد بالنسبة لمن يجلس عليه الحياة الحركية كلها ومن دونه سيتطر الجليس الي اللجوء الي من يقوم بحملهُ وهو الأمر المؤلم نفسيا وجارح لدي مشاعر جليس الكرسي المتحرك .. وانا هنا الفت نظر السادة المسؤلين الي ذوي الاحتياجات من الفقراء فطامتهُ طامتان ألأولي عجزه والثانية ( فقره ).. وأخيرا اقول إن كل ما ورد بهذا المقال ليس ركلة قدم فأنا لا أملك القدم , بل هي ركلة قلم لأني لا أملك سوي القلم … الذي اقسم الحق سبحانه وتعالي قائلا في سورة ن (( ن والقلم ومايسطرون ))..
الي اخواني من ذوي القدرات : اذا كان الله اراد حرمانك من جزء ما من أجزاء الجسم .لن تستطيع إسترجاعهُ بل تستطيع ان تعوض نفسك عنهُ …. كما أودُ أن اقول : انه لايوجد شيءٌ محددٌ او مُعين أسمه المستحيل , لأن المستحيل ليس بأشياء وجودية محددة بل هو في نظري ( عقيدة ) , إما أن تكن راسخة بذهنك فتُصاحبٌك الي أن تُهلك عزيمتك وتُحطمك تحطيما وإما أن تسحقها وتمحوها من قاموسك الوجودي , كله وتجعل الذي يمحوها هو إجتهادك وسعيك المتواصلان واخيرا العنصر الذي تكتمل به حلقة الوجود الإنساني ( الإرادة ) ,… ركلة قلم .