المحلل السياسى : سامى ابورجيلة
المتتبع للمشهد المصرى ، والعالم بالأمور السياسية ، ودهاليزها ، والدارس للمنظومة العالمية للدول الكبرى ، يعى تماما أن ماصرح به الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى مع ماكرون ( رئيس فرنسا ) هو سبب رئيسى لنجاح الزيارة هذا النجاح المبهر ، وسبب لابرام جميع الاتفاقيات بين الدولتين الشقيقتين
فقد تم ابرام اتفاقات بين البلدين تصب فى صالح الشعبين ( المصرى ، والفرنسى ) ، منها اتفاقيات فى الكهرباء ، والطاقة ، والطاقة المتجددة ، وصناعة السيارات ، وفى مقدمتها السيارات الكهربائية ( الموفرة للطاقة ، وصديقة البيئة ) ، وكذلك اتفاقيات تخص الصحة ، مثل التعاون فى تصنيع البلازما ، ومشتقات الدم الأخرى ، لاسيما أن فرنسا من الدول المتقدمة فى هذا المجال.
والجدير بالذكر أن فرنسا من اكبر الدول التى لها استثمارات فى مصر ، فهناك استثمارات لفرنسا بحوالى 5 مليار دولار تقريبا ، أو يزيد ، فى قطاع الطاقة ، والبنية التحتية ، والاتصالات ، وتكنولوجيا المعلومات.
لذلك ربما يتساءل البعض : هل بعد تصريح ( الرئيس السيسى ) فى المؤتمر الصحفى يتم بعد ذلك توقيع الاتفاقيات هذه ؟ ولماذا ؟
أجيب : من ينظر هذه النظرة لايعى معنى سياسات الدول الكبرى ، وكيف يتعاملون ؟ ومانظرتهم للبلاد من حيث القوة ، أو الضعف ، أو السيادة .
لذلك أقول ان كلمة الرئيس السيسى أظهرت قوة مصر على الصعيد العالمى ، وأن مصر ليست تابعة لأحد ، وأن ارادتها بيدها ، وسيادتها هى الحاكمة على أرضها ، لذلك لابد أن نعى جيدا الآتى :
أولا : الدول الكبرى لاتتعامل ولا تبرم أية اتفاقيات كبيرة فى الاستثمار الا مع الدول القوية ، القادرة على حماية الاتفاقيات المبرمة بينهما ، والتى لها مصداقية فى كل المجالات .
ثانيا : الدولة القوية هى من تملك ارادتها ، وسيادتها بيدها ، وليس بأيدى الآخرين ، لذلك فهى تعمل على استقرار المستثمر فيها ، بل وتعمل على زيادة وتجدد الوعاء الاستثمارى .
ثالثا : الدولة القوية مثل مصر قادرة على حماية مؤسساتها الاقتصادية والاستثمارية ، من العبث ، والتحايل .
رابعا : أن مصر لاتقبل بأى حال من الأحوال من يعمل على هز استقرارها ، سواء من أفراد ، أو دول ، وأنها قادرة بقوتها على حماية هذا الاستقرار سواء الأمنى ، أو الاقتصادى ، أو الاستثمارى .
خامسا : الدولة الضعيفة ، أو الواهنة ليس لها مجال فى عالم اليوم ، وليس لها وجود بين الكبار ، لأن عالم اليوم كالغابة ( ان لم تكن قويا ستأكلك السباع ) ، لأن هذه البلاد ( الضعيفة ) غير قادرة على حماية نفسها ، ولا مقدراتها ، فكيف ستحمى الآخرين من مستثمريها من البلاد الأخرى .
فالدولة الضعيفة من السهل الاستيلاء عليها ، وعلى مقدراتها ، كما حدث فى ليبيا ، والعراق ، وسوريا ، ومن الممكن ومن السهل تقسيمها مثل السودان .
سادسا : الدولة القوية مثل مصر لاتقبل بأى حال التدخل فى شئونها ، وترفض رفضا باتا المساس بسيادتها على أرضها .
أما الدولة الضعيفة فارادتها وسيادتها بيد الاخرين ، الذين جاؤا بقواعدهم العسكرية على أراضى تلك الدول بداعى الحماية , ولكن ليست حماية بل تسلط وايتنزاف لمقدرات هذه الدول ، كما يحدث فى العراق ، وقطر ، ومعظم دول الخليج
لذلك كلمة زعيم مصر أظهرت قوة مصر ، وأظهرت أنه لاسيادة لأحد على أرض مصر الا لشعبها
ومن يريد التلاعب بأمنها ، واستقرارها فليس له مكان على أرضها ، والحاكم عليه قضاؤها ، اذاك تم ابرام جميع الاتفاقيات
شكرا زعيم مصر .. هذه هى قوة مصر