كتبت/ إيمان يسري
عندما تتعرف فتاة على شاب محترم في إطار الصداقة والأخوة؛ وبمرور الوقت والزمن يصبحوا أصدقاء حقيقيين مقربين ؛ فإنها تشعر براحة شديدة معه تكاد أن تصل إلى شعور الأمان التي ترغب به دائما من زوج أو أب. وعندئذ تتعامل الفتاة ع هذا الشاب براحة شديدة مثلما تتعامل مع أحدى صديقاتها من البنات المقربات لديها.
ولكن هنا يأتي السؤال ؛ هل عقلية الشاب المصري مجهزة ومهيئة لمثل هذا النوع من الصداقات؟ هل الشاب المصري أو العربي قادر حقا على النظر إلى الفتاة كصديقة فقط وقادرعلى أن يتخلى عن شهوته ورغبته الدائمة بجسدها والنظر إليها كجسد للمتعة فقط ؟
هنا ينقسم الشباب إلى نوعين- وربما أكثر- أول نوع: ينظر إلى تلك الفتاة ويعتبرها متحررة زيادة عن اللازم ويبدأ في استغلالها شيئا فشيئا لتحقيق رغباته الشهوانية بها ويمكن أيضا يوهمها بوقعه في غرامها وأنه حقا يحبها وأنه غير قاجر على العيش بدونها ولكنه في الأصل يخدعها بشدة ليأخذ منها ما يستطيع لإشباع رغباته الجسدية فقط.
أما النوع الثاني: فإنه يندمج في هذه الصداقة حقا وتصبح هي الأخرى صديقتة المقربة أو الأنتيم كما هو دارج بالمصطلح الشبابي. ومع مرور الزمن تتحول العلاقة بشكل غير متوقع إلى فئتين هما: الفئة الأولى: حب ثم إلى خطوبة وزواج بغرض أنها يعرفان كل شيء عن بعضهما البعض ويقضوا معظم الوقت سويا بل وأل الشاب يعرفون أهل الفتاه جيدا وتتحول الصداقة إلى علاقة أكثر مسؤلية ويربطهم الزواج وروتين الحياة الزوجية الذي يمكن أن يدمر علاقتها فيما بعد أو يجعلها أكثر ترابط ويتوقف ذلك على شخصية كلا من الطرفين وقدرتهم على إدارة حياتهم الزوجية معا وأما تكون هذه الصداقة نعمة يحمدون الله عليها أم أنها تتحول إلى نقمة ويظل كلا منهما يلعن الأخر ويلعن اليوم الذي تعرف فيه كلاهما.
أما الفئة الثانية -والتي تعتبر متخلفة نوعا ما في العقلية ورجعية في التفكير- هي أن يرفض أي من الشاب أو الفتاة رفض قطعي أن تتطور هذه العلاقة حتى إذا رغب أحدهما في هذا ويكون بحجة أنه يعرف كثير من التفاصيل السيئة التي بالطبع يعلمها الصديق عن صديقة ويشمل هذا المغامرات المثيرة معا وإخفاء الحقيقة عن الأهل ولا يعلم بلاويهم غيرهم بحكم ارتباطهم بعلاقة صداقة قوية. وعندما يحين سن الزواج الطبيعي لأي منهما بالتالي تذوب علاقة الصداقة القوية بسرعة شديدة إلى أن تختفي لأن المجتمع المصري أو العربي لا يقبل بصداقة فتاة وشاب وبناء عليه لا يقبل الزوج بوجود صديق لزوجتة ولا تقبل الزوجة بوجود صديقة لزوجها !
ولكن عندما يحدث هذا ويتزوج أحد الصديقين فإنه يترك فراغا كبيرا جدا في حياة صديقه بل يترك جرحا عميقا بقدرعمق هذه الصداقة التي كانت بينهم .. ولا يعلم بهذا الوجع الداخلي إلا من عاش هذه اللحظة بالفعل حتى إذا كانت صداقة بين شاب وشاب أو فتاة وفتاة وليس فقط صداقة شاب وفتاة. مما يؤكد على معنى الصداقة الحقيقي ومعنى الوفاء والإخلاص للصديق مهما كان سيئ الطبع أو العادات وتظل دائما بين الأصدقاء أجمل اللحظات التي لا يعلمها غيرهم ولا يشعر بها حقا إلا من عاش هذه الصداقة معهم.
عزيزي القارئ هل مازات الصداقة الحقيقية موجودة بالفعل في ظل سرعة هذه الحياة التي نعيشها الآن؟ إذا كانت موجودة فلنحمد الله عليها وعلى وجود أصدقاء أوفياء مخلصين وإذا كانت غير موجودة فلندعو الله بصدق نية أن يرزقنا خير الصحبة الصادقة الوفية والصديق الصدوق.