ولد عبيد بإحدى القبائل الصحراوية من عائلة بدوية كان والده الشيخ عتمان شيخ لهذه القبيلة وكان يمتاز بالحق والعدل والروح الطيبة تجاه كل من يعيشون بهذه القبيلة الجميع يحترم هذا الشيخ لحكمته وطريقة معاملته معهم..
عبيد كان دائما في مؤازرة والدة في كل الأماكن التي يذهب إليها ويجلس معه في كل الندوات والاجتماعات مع اهل القبيلة …
ومن اجل هذا بدأ عبيد وهو صغير السن وفى بداية حياته بتقمص شخصية والده شيخ القبيلة ولكن مع شباب القبيلة القريبين له وفى نفس عمره
كان يجتمع عبيد أيضا بشباب قبيلته يشاورهم وينصحهم فهو تعلم من والده وشرب من كأس العلم الذى يمتلكه والده من أجداده.
كانت نصيحة عبيد لهم دائما تتلخص في المسامحة والحب والامانة بين الجميع…
الايام تمر وعبيد يكبر يوم بعد يوم وشهر بعد شهر وعام بعد عام ويكبر معه خبرته في الحياة التي اكتسبها من والده بالرغم من عدم وجود مدارس الا ان عبيد كان يمتلك هواية القاء الكلمة باقتدار فهو لا يقرأ ولا يكتب لكنه كان يمتلك هواية الشعر فكلما شاهد امامه اي حدث كان على الفور يستخرج من هذا الحدث قصيدة جديدة ثم يجتمع بشباب القبيلة ويمطر عليهم كلماته واشعاره الساحرة..
بدأت القبيلة برجالها ونساءها تتحدث عن شاعرها الجديد حتى اطلقوا عليه شاعر الصحراء ..
كان والده الشيخ عتمان شيخ القبيلة فخورا به بعد هذا المستوى الذى وصل اليه من خلال اشعاره الجميلة التي نالت اعجاب الجميع.
تتوالى الأحداث وبدأ اسم شاعر الصحراء على كل لسان حتى وصل الامر لأحدى القبائل المجاورة لهم حتى بدأ بعض من شباب القبيلة يذهبون يوميا لحضور جلسات شاعر الصحراء الجديد وكانوا يستمتعون بكل اشعاره واحاديثه التي باتت متعلقة بهم في كل امور حياتهم حتى اصبحت كل اشعاره على لسان كل شباب القبائل فبدأ شاعر الصحراء عبيد يحظى باهتمام كبير من قبل كل القبائل حتى اعجبت به زينة ابنة كبير احدى القبائل بعدما سمعت عنه الكثير من اهل قبيلتها فطلبت من والدها الشيخ سالمان بدعوة شاعر الصحراء لقبيلتهم لإلقاء قصائده بالفعل كان يحضر عبيد شاعر الصحراء كل ليلة بهذه القبيلة حتى اصبح عبيد محطة اعجاب كبيرة لكل القبائل التي تتسابق عليه فقام والده الشيخ عتمان بالتحدث معه على أن يذهب لكل القبائل كل ليلة بالفعل عبيد في كل ليلة يذهب الي قبيلة مختلفة وظهر نجم عبيد شاعر الصحراء بكل انحاء القبائل حتي اصبح حديث الصحف والاعلام الى ان بدأت كل وسائل الاعلام تتسابق عليه من اجل عمل لقاءات تليفزيونية معه وايضا مكاتب النشر والتوزيع قاموا بإرسال عروض له كي يقوموا بطبع كل اعماله.
بالفعل احدى دار النشر الكبيرة فازت بموافقة عبيد بطبع كل اعماله التي انتشرت بين ايادي معجبيه في وقت قياسي علما بان عبيد لا يقرأ ولا يكتب فقامت دار النشر بإرسال مندوب من خلالها يجلس يوميا مع عبيد ليكتب أشعاره
زينة بنت الشيخ سالمان من كثرة قراءتها لأشعار عبيد عشقته عشقا كبيرا ولكن هي في حيره كيف تخبره بحبها له كان لها صديقتها الوحيدة مايسة فأخبرتها بكل أحاسيسها ومشاعرها نحو عبيد وطلبت منها مساعدتها للوصول إليه.
طالبت مايسة من زينة أن تنتظره بعد الانتهاء من ندوته القادمة والاعتراف له بحبها لكن الامر بالنسبة لزينة صعب وخصوصا انها ابنة شيخ القبيلة فكيف تقف بالطريق ليلا تنتظر شابا وتتحدث معه.
الشيخ سالمان من شدة حبه لابنته زينة لا يرفض لها أي طلبات فقالت له انها تريد منه ان يستضيف عبيد بمنزلهم لإلقاء أشعار لها ولصديقتها مايسة وبعض فتيات القبيلة اندهش في البداية والدها ولكنها اقنعته بذلك.
بالفعل جاء عبيد لإلقاء أشعاره فكانت من بين الفتيات فتاة تدعي وردة كانت جريئة وملفته جدا لنظر كل الشباب نظرتها ساحقه قوامها جذاب فلفتت نظر عبيد لها بشدة وخصوصا عندما كانت تقاطعه باستمرار في كل بيت شعر في القصيدة وتناقشه بإحساسها وصوتها الناري.. وفى جه اخري تجلس زينة وهى في شدة الغيظ من وردة ولكنها لم تتجرأ لقطع احاديث وردة مع عبيد حتي انتهت الندوة الشعرية وفوجئت زينة بعبيد وهو يقف خارج منزلها مع وردة يتحدثون معا وضحكاتهم تعلو صوتا فانهمرت زينة في البكاء وبجوارها مايسة تواسيها وتعاتبها لخجلها وعدم فتح مجال في الحديث مع عبيد فكانت فرصة ذهبية بالنسبة لزينة ولكن خجلها منعها من ذلك.
حسان ابن عم زينة كان يعشقها ويحبها لدرجة الجنون ولكن حسان كان من الشباب المستهتر بالقبيلة كان يرافقه اسوأ مجموعة شباب في القبيلة وكانوا يحقدون علي عبيد ويكرهونه كرها شديدا وحاولوا أكثر مرة مقاطعة الطريق عليه وعمل بلبله له اثناء اجتماعه بالشباب لإلقاء اشعاره لهم.
تحدث حسان مع عمه سالمان بأنه يريد الزواج من زينة الشيخ سالمان وباقي القبيلة كانوا يخافون من اجرام حسان الذى لا يقدر عليه احد بالقبيلة ليوقفه عن افعاله الدنيئة فاستسلم الشيخ سالمان لطلب حسان خوفا منه على ابنته زينة حتي لا يؤذيها فأخبر الشيخ سالمان ابنته عن طلب حسان للزواج منها فأغشي عليها من المفاجأة وعندما افاقتها صديقتها مايسة انخرطت في البكاء الشديد وتوسلت والدها كي يرفض طلب حسان لكن الامر صعب على شيخ سالمان كيف يواجه حسان بكل جبروته ويقول له ذلك
مرضت زينة من كثرة الضغوط التي اصابتها من كل جانب فشلها في التقرب لحبيبها عبيد وطلب حسان منها الزواج .
حضر حسان لمنزل الشيخ سالمان ليسأله عن موقفه بالنسبة لطلبه فطلب منه الشيخ سالمان الانتظار حتى تشفى زينة لأنها مريضة بالفراش حاليا..
تمر الأيام القليلة وتنفجر قنبلة نووية بالقبيلة إنها قنبلة خطوبة عبيد لوردة هذه القنبلة كانت مفرحه لكل القبيلة وكانت مدمرة لزينة التي تعشق عبيد عشقا لدرجة الموت فباتت تنظر زينة للحياة بنظرة سوداء كرهت الحياة لأنها فشلت في تحقيق امانيها والفوز بما عشقه قلبها وذاد الأمر بله عليها عندما تقدما لها حسان المجرم بالزواج وابدى والدها الموافقة المبدئية
وصل الأمر بزينة الى الانتحار فقامت بشرب السم حتى تنتهي من حياتها دخلت عليها صديقتها مايسة وجدتها مغشيا عليها وهي منبطحه ارضا وزجاجة السم بيدها فارتفع صوت مايسة وهي تطلب النجدة من والد زينة الشيخ سالمان الذى دخل غرفة ابنته وشاهدها على الأرض فأخذها وذهب بها خارج القبيلة متجها لأقرب مدينة لها ودخلت المستشفى زينة ليتم علاجها.
حادث زينة انتشر بالقبيلة والجميع ظن أن سبب انتحارها هو تقدم حسان لطلبها للزواج ولكن الامر ليس كذلك فقط انما سبب الانتحار ايضا هو عبيد الذى عشقته سرا ولا تعلم عن هذا العشق سوي صديقتها مايسة…
عبيد شاعر الصحراء مثله مثل كل أهالي القبائل ذهب إلي الشيخ سالمان يواسيه في مرض ابنته زينة واثناء وجود عبيد بمنزل الشيخ سالمان كانت تتواجد مايسة صديقة زينة لتكون بجوار الشيخ سالمان بالمنزل فعندما رأت عبيد بالمنزل انتظرته خارج المنزل حتى خرج واستوقفته وطلبت منه ان تنفرد به لبعض الوقت عبيد شعر بأن مايسة تستوقفه مثلها مثل أي معجب من معجبيه ولكن مايسة امطرته بكلمات العتاب الشديدة ووجهت له الاتهامات فيما حدث لزينة وانه السبب الرئيسي في كل ما اصاب زينة .
اندهش عبيد لحديث مايسة وسألها لماذا كل هذه الاتهامات انا لا اعلم شيء عن زينة سوي انها ابنة شيخ القبيلة سالمان فقالت له مايسة نعم انت لا تعلم عنها شيء لأنها لم تتحدث معك من قبل ولم تتجرأ في ان تحدثك عن مشاعرها نحوك فإنها تعشقك منذ فترة كبيرة …
ثم سردت له مايسة قصة زينة وعن الندوة التي كانت في منزلها وهي كانت سببا في حضورك عندما طلبت من والدها الشيخ سالمان ان يستضيفك لتلقي لنا اشعاراتك ولكنك حضرت وتجاهلتها وانجذبت نحو وردة بسبب جرأتها ودلالها ولبسها وقوامها وكانت نتيجة ذلك هو انك ارتبطت بوردة وكانت صدمة كبيرة لزينة والصدمة الكبرى عندما تقدم حسان للزواج ومنها وخوفا من اجرام حسان وافق الشيخ سالمان ولكن زينة رفضت وعندما استشعرت ان الحياة تعاكسها فكرت في الانتحار .
صمتت مايسة ونظرت لعبيد الذى عجز لسانه عن الكلام بعد سماع قصة زينة من مايسة ..
مايسة تقول له ياعبيد زينة تعشقك فلا تتركها.
عبيد تأثر من حديث مايسة وقال لها سوف اعترف لكي بما اشعر به هذه الايام بعدما ارتبطت بوردة وبعد عدة لقاءات بيننا اكتشفت بان وردة غير مناسبة لي من فكر واتزان وحب واحساس فانا الان في حيرة ماذا افعل مع وردة اولا..
عبيد ترك مايسة وذهب ولكنه قبل ان يذهب لقبيلته ذهب لمنزل خطيبته وردة ليطمئن عليها ولكنه وجدها خارج المنزل وانتظرها حتى عادت وعندما عادت جلست بجواره تتحدث اليه ولكنه لم يشعر بحديثها ولم يتأثر به وشعر بانها غريبة عنه وخصوصا من تصرفات هي تتعمدها حتى تثير عبيد نحوها.
غضب عبيد من أفعال وردة معه وتركها وذهب لقبيلته وهو مشغول بزينة حتى جاء صباح اليوم التالي وذهب عبيد دون ان يعلم احد الى المستشفى التي تتواجد فيها زينة ليزورها وعندما دخل عبيد غرفة زينة اصبح الموقف مثير جدا للغاية عندما علم عبيد بعشق زينة له وزينة لم تصدق ما تراه امامها عبيد شاعر الصحراء عشقها الذى كادت ان تموت من اجله الصدمة العاطفية أدت بهم إلي توقف النطق وعدم تحرك اللسان وقلوبهم تكاد تنفجر من قوة دقاتها المتلاحقة فأسرع نحوها عبيد وامسك بيدها وقبلها ودموعه تتساقط مع ابتسامه خفيفة ثم قامت زينة هي الأخرى بتقبيل يديه ثم نطق لسان عبيد مناديا عليها زينة إني علمت بكل شيء علمت بحبك وعشقك لي ثم امطر عليها اشعاره الجميلة وعندما علمت ممرضات المستشفى عن تواجد شاعر الصحراء بغرفة زينة ذهبوا إليها ليشاركوا زينة الاستماع لأشعار شاعر الصحراء…
نسبة كبيرة من علاج زينة كانت سببها زيارة شاعر الصحراء لها الذى اعادها للحياة مرة أخري ..
ذهب عبيد وعاد لقبيلته وهو يفكر في زينة ونسي وردة تماما وعندما ذهب لوالده ليخبره بما حدث سأله والده الشيخ عتمان عن وردة ماذا تفعل معها فتحدث عبيد لوالده واخبره بأن وردة كانت اختيار خاطئ من البداية وهذا تعلمته بعدما تقربت منها فشعرت بأنها ليست هي التي كنت ابحث عنها وأن زينة هي الافضل لي بعدما تأكدت من حبها لي .
بالفعل ترك عبيد وردة ليتقدم لزينة وهنا بدأت الإثارة
الاثارة بدأت عندما تقدم عبيد للزواج من زينة ولكن والدها الشيخ سالمان في حيرة شديدة خوفا عن بطش حسان الذى قد تقدم من قبل ليرتبط بزينة وكان من ضمن اسباب مرض زينة فانتشر الخبر بالقبيلة بأن شاعر الصحراء عبيد يريد الارتباط من زينة بعدما ترك وردة .
على صعيد اخر علمت وردة وعائلتها بالخبر وأيضا حسان ابن عم زينة الامر الذى اغضبهم بشدة وانضمت عائلة وردة الى حسان ورفاقه حتى يدبروا وقيعه لعبيد حتى يتخلصوا منه.
ذهب حسان لمنزل عمه الشيخ سالمان ليهدده اذا تمت هذه الزيجة ولكن في هذه المرة ثار الشيخ سالمان في وجه حسان وقال له سعادة ابنتي اغلي من حياتي غضب حسان غضبا شديدا وترك منزل عمه الشيخ سالمان وعلامات الشر تظهر بشدة على وجهه فقابل رفقائه واتفق معهم على التخلص من عبيد قبل أن يأتي الى منزل عمه ليطلب زينة للزواج فتتبعوا رفقاء حسان حركات عبيد وعلموا بأن عبيد سوف يأتي الى قبيلتهم بعد صلاة العشاء فتربصوا له وسط الزراعة حتى لا يراهم احد وعندما جاء عبيد وهو مار بالطريق متجها نحو القبيلة وخاصة نحو منزل العروسة. وهو بمصاحبة والدة الشيخ عتمان فوجئ بوابل من طلقات النار تتجه نحوهم فحاول الهروب هو ووالده ولكن الطلقات اصابت والده الشيخ عتمان الذى لقى مصرعه في الحال ثم هرب حسان ورفاقه وتركوا الشيخ عتمان جثة هامدة وبجواره ابنه عبيد الذى اصيب بإصابات بالغة وعندما شاهد عبيد والده ارتمي على الارض مغشيا عليه ومات الشيخ عتمان معلم شاعر الصحراء وشيخ القبيلة الهادئة وترك بصمة كبيرة الا وهى العلم الرباني الذى رزق به هبة من الله وورثه عن اجداده.
نقل عبيد للمستشفى لتلقي العلاج وبدأت الامور تتأزم بين القبيلتين حتى ذهب الشيخ سالمان لقبيلة الشيخ عتمان ليشرح لهم موقفه من هذا الحادث الأليم ولكن لم يرى من ابناء القبيلة مقابلة حسنه ولكنه قابل نقد واتهام كبير من قبل شباب القبيلة واتهموا الشيخ سالمان بالتقاعس مع ابن اخيه حسان وعدم محاسبته على اعماله الاجرامية حاول الشيخ سالمان الدفاع عن نفسه ولكن دون جدوى ذهب الشيخ سالمان الى قبيلته وهو حزين بما حدث وفى صباح اليوم الثاني ذهب الشيخ سالمان الى المستشفى للاطمئنان علي عبيد
واخبره بما حد بالأمس من خلال مقابلته مع شباب القبيلة عندما ذهب ليحضر مراسم العزاء
عبيد تحدث للشيخ سالمان وتأسف له عما بدر من شباب القبيلة لهم فرد عليه الشيخ سالمان بانه يعلم مدى تأثيرهم بعد وفاة الشيخ عتمان فكلنا نعلم قيمة الشيخ عتمان.
انتهي الحديث بينهم على ان الشيخ سالمان سيقوم بإبلاغ الشرطة للبحث عن حسان الهارب .
مارست الشرطة عملها في البحث عن حسان ولكن حسان هاربا وسط الجبال هو ورفقاءه مرت الايام على حسان داخل الجبال بصعوبة بدون اكل ولا شراب فبدأ هو ورفقاءه التسلل ليلا داخل أي قبيلة تقابلهم فينقضون عليها بأجرامهم ويستولون على ما لذ وطاب لهم ومن يقف امامهم يضربونه بالرصاص الامر ازداد قلقا وتوترا على كل القبائل بعد انتشر الخبر على انحاء القبائل عن إجرام حسان وباتت كل محاولات الشرطة فاشلة في العثور على حسان ورفقاءه..
خرج عبيد من المستشفى بعد تماثله للشفاء واصبح عبيد هو كبير قبيلته واستعاد نشاطه في الاشعار والاجتماع كل ليلة بشباب وأهالي قبيلته ولكن توقف عبيد عن الاشعار الرومانسية التي كان دائما يمطرها على اهل القبيلة ولكن جلسات واجتماعات عبيد اصبحت تحفيز وتشجيع جميع الأهالي بجميع اعمارهم على الاتحاد نحو التصدي للخطر القادم وعدم الانتظار للشرطة كي تحميهم وتدافع عنهم .
الجميع يتأهب الموقف وفرضوا حصارا حول منطقة قبيلتهم لتأمينها من الخارج والداخل أيضا وانتظروا حتى تهدأ الأمور.
حسان كان له عيون داخل قبيلة عمه سالمان تنقله الاخبار اول بأول ومراقبة عمه وابنة عمه زينة
في يوم من الايام ذهب عبيد الى قبيلة الشيخ سالمان ويرافقه بعض الشباب تامينا له واجتمع بالشيخ سالمان وطلب منه ان يتزوج ابنته زينه على الفور رحب الشيخ سالمان ووافق على الفور واتفقا على ان يتم عمل حفل العرس في اقرب وقت وتم قراءة الفاتحة
شقيق وردة عندما علم ذلك وهو من ضمن البصاصين لحسان له اخبره ما حدث فثار حسان غاضبا وجلس منفردا يبكى على معشوقته التي يحلم بها طوال حياته حسان يظن بأن الحالة الاجرامية التي وصل إليها هي سبب عشقه لزينة ففكر كثيرا كيف يرتب لخطف زينة
مفتاح دخول حسان القبيلة هو شقيق وردة الذى يريد الانتقام من عبيد وزينة بسبب ما حدث لشقيقته ورده
بالفعل تم الاتفاق على ان يدخل حسان القبيلة متنكرا ومعه رفيق من رفقاءه وشقيق وردة وتسللوا ليلا منزل الشيخ سالمان ودخلوا غرفة زينة وهي نائمة فقام بتخديرها وحملها وفر هاربا بها إلى المكان الذى يسكن فيه ببطن الجبل كان بجوار زينة اثناء نومها علبة حمراء ظن شقيق وردة ان بداخلها ذهبا فاخذ العلبة ودسها بجلبابه شقيق وردة كان مرتبطا بفتاة من داخل القبيلة وعندما ذهب الى منزله فتح العلبة التي كانت بجوار زينة كي يرى ما بداخلها فوجد خلخالا مطرزا بماء الذهب فظن انه شيء عادي لم يخطر ببال احد لتواضعه ورخصه فلو كان ذهبا سيهتم به الجميع ويبحثون عنه شعر شقيق وردة بالاطمئنان وذهب إلى الفتاة المرتبط بها واعطاها الخلخال كهدية تذكارية لها علما بأن هذا الخلخال كان هدية من عبيد لزينة بعد ارتباطهما ..
وفي صباح اليوم الثاني استيقظت زينة من نومها فوجدت نفسها في مكان غريب ومظلم فأصيبت بالرعب والقلق وقامت مسرعة لتكتشف الأمر فوجدت نفسها امام حسان فصرخت في وجهه وهي في حالة يرثي لها وتبكي بشدة وتصرخ في وجهه وتقول له ماذا تريد مني فأجابها حسان اريد منك الزواج أنا اولي بك من أي انسان اخر وعشقي لكي هو سبب ما وصلت إليه من إجرام فردت عليه زينة لا انت مجرم طول حياتك وانا طوال حياتي اكرهك بشدة والموت لي افضل واهون من الزواج منك.
اعتراف زينة لحسان جعل حسان اكثر غضبا وقال لها ستظلين هنا بجواري لخدمتي وسأتزوجك رغما عنك.
تركها حسان وذهب للجلوس مع رفقاءه ليخططن ويرتبون لجرائهم القادمة ..
على صعيد آخر اكتشف الشيخ سالمان عدم وجود زينة بالمنزل وقام بإبلاغ الشرطة على اختفاء ابنته وعندما علم عبيد ذهب مسرعا الى منزل الشيخ سالمان ليكتشف الامر الذى حدث اختفاء زينة..
تمر الايام والليالي على الشيخ سالمان بصعوبة بسبب فقدان ابنته التي لا يعلم عنها شيء …
قام عبيد بعمل ندوة من ندواته بقبيلة الشيخ سالمان دعي فيها كل القبائل التي تضررت من اجرام حسان وطلب منهم المشاركة والتحالف ضد هذا المجرم للنول منه واتفق على ذلك ووجد ترحاب من كل القبائل المشاركة في الندوة شقيق وردة كالعادة ذهب واخبر حسان بماحدث وبما يرتب له عبيد.
جن جنون حسان وازداد كرها وعداوة لعبيد بصفة خاصة ولكل القبائل بصفة عامة فطالب رفقائه بالهجوم ليلا على قبيلة الشيخ سالمان لحرق محصولهم ومنازلهم ليرسل لهم تحذيرا حتي يتراجعوا عن التصدي له في هذه اللحظة واثناء هجومه على القبيلة كان قريبا من منزل عمه الشيخ سالمان الذى خرج من منزله بعدما سمع صوت الرصاص من كل جانب ولكن الرصاص الطائش اصاب الشيخ سالمان فمات على الفور نعم مات الشيخ سالمان هو الآخر ولحق بالشيخ عتمان .
حسان ورفقائه فروا وعادوا الى مساكنهم بعد الغارة النارية الذين قاموا بها ضد قبيلتهم وخربوا فيها وكان من ضمن الخسائر هو قتل الشيخ سالمان.
سيطر القلق والرعب والتوتر داخل القبيلة التي تجمع اهلها وشبابها كي يتفقون على انضمام قبيلتهم لقبيلة عبيد وان يتركوا المسؤولية لعبيد فهو الاكثر شهره وعلما بالقبيلتين تجمع عبيد بآهالي القبيلتين وتحدى حسان ورفقاءه من اجل عودة زينة وعودة الاستقرار وجلس مع رجال الشرطة يخططون ويدرسون خريطة الجبل والصحراء حتى يتمكنوا بعمل كمين حول المنطقة التي يتواجد حسان وكالعادة شقيق وردة الخائن يذهب لحسان ويبلغه عن الاحداث الجديدة التي يخطط لها عبيد وعن استدعائه لقوات الشرطة في مساعدته نحو العثور عليه .
ابتسم حسان في وجه شقيق وردة وقال له الشرطة وعبيد لن يتجرؤوا على التصدي لي والقرب مني في ظل وجود زينة معي…
ذهب شقيق وردة وترك حسان الذى بدأ يؤمن كل المداخل التي من خلالها يصل عبيد والشرطة له
فجن جنون عبيد عندما علم بان حسان يعلم كل شيء وظل يبحث عن الخائن ولكن دون جدوى
في يوم من الايام مايسة صديقة زينة ورفيقتها الوحيدة قابلت بالشارع الفتاة المرتبطة بشقيق وردة فلمحت خلخال مطرز بماء الذهب يلتف حول رجليها فسألتها مايسة ما هذا الجمال من اين أتيتي بهذا الخلخال الجميل فقالت لها الفتاة ان خطيبي هو الذى اهداني به مايسة تعلم ان خطيب هذه الفتاة هو شقيق وردة فشكت في الأمر فذهبت مسرعة لعبيد كي تسرد له ما حدث امام عينها
شكوك عبيد تحولت بمحيط منزل وردة خطيبته السابقة وبالأخص شقيقها فقام بإعلان داخل القبيلة بأنه سوف يجتمع بهم الليلة بجوار منزل الشيخ سالمان لأنه اكتشف احداث جديدة سوف تكون الخيط للوصول لحسان
بالفعل حضروا شباب القبيلتين وكالعادة معهم شقيق وردة كأنه فرد وشاب من شباب القبيلة المتضررة
عبيد رسم خطة وهمية على الرمال تمكنه من الوصول الى مكان حسان بمساعدة الشرطة التي استقر حالها داخل القبيلة
وقبل الانتهاء من الندوة قام شقيق وردة كالعادة من مكانه واتجه نحو الخلف تاركا الندوة وأعين عبيد تلاحقه وتراقبه كان عبيد متفقا مع ضابط الشرطة حتى يسير وراء شقيق وردة ويراقبه كي يري اين يذهب بالفعل اتجه شقيق وردة نحو الجبل ومن خلفه ضابط الشرطة الذى راقبه حتى النهاية وعلم ضابط الشرطة المكان الذى يختبئ به حسان ورفقاءه وأيضا علم بكل نقاط التأمين التي فرضها حسان حول المنطقة التي يسكن بها…
عاد ضابط الشرطة مرة اخري للقبيلة التي بها عبيد واخبره بالمكان الذى يختبئ به حسان عبيد تحمس بشدة وطالب بسرعة الهجوم ولكن طلب منه الضابط التريث حتى تتم العملية على أكمل وجه.
زينة تعيش اصعب لحظات حياتها مع مجرم في كوخ داخل الجبل ولا تستطيع عمل أي شيء وتتمني وتدعوا الله يوميا ان ينقذها من هذا المجرم .
من ناحية اخري ذهبت قوة من رجال الشرطة الي منزل وردة وقاموا بالقبض على شقيقها وكل من في المنزل حرصا على عدم علم حسان بهذا الأمر .
وبعد ذلك قامت قوات الشرطة بالاستعداد نحو الهجوم بعد التخطيط والترتيب
بدأت القوات تتحرك اتجاه الجبل والكوخ الذى يتواجد به حسان ورفقاءه رفقاء حسان المتواجدين اعلى الجبل شاهدوا القوات تزحف نحوهم فابلغوا حسان بالخبر فطالب منهم ان يظلوا في اماكن ويستعدوا لضرب النار عندما تقترب القوات منهم.
ثم اخذ زينة بقوة وجذبها من شعرها ووقف خلفها حتى يحتمي بها اذا هاجمته رجال الشرطة
عندما اقتربت قوات الشرطة بدأت تبادل اطلاق الاعيرة النارية بقوة من هنا وهناك.
عبيد كان متواجدا بجوار ضابط الشرطة فتركه وذهب بمفرده لمحاولة دخول الكوخ المتواجد ببطن الجبل والمتواجد فيه حسان وزينة .
بسبب انشغال رفقاء حسان بتبادل ضرب النار مع رجال الشرطة نجح عبيد في الوصول الى المقر الذى يختبئ فيه حسان وبرفقته زينة
وهنا المواجهة الحاسمة مواجهة حسان بعبيد في وجود زينة صرخ حسان في وجه عبيد وطالبه بالابتعاد عنه وعن زينة والا سيقتله فقال له عبيد لماذا اتركك بعد كل الجرائم التي قمت بها ضد قبيلتك ولم انسي عندما قتلت والدى وقتلت الشيخ سالمان وكنت سببا فيما حدث لي من اصابات بعدما اطلقت علي النار و تم دخولي المستشفى كيف اتركك وانت خاطف خطيبتي وحبيبتي لا لن اتركك
جن جنون حسان وصرخ بشدة في وجه عبيد وبيده سلاحه وبيده الاخرى يمسك زينة ثم ضغط على زناد سلاحه فخرجت منه رصاصة سكنت بكتف عبيد فصرخت زينة وقامت بدفع حسان بقوة وهى تصرخ ثم ارتمت على عبيد وهي تصرخ موقف زينة وخوفها على عبيد جعل حسان يغضب كثيرا عندما شاهدها ترمي بنفسها فوق عبيد لتنقذه فقام بحمل سلاحه واقترب منهم ووجه السلاح عليهم وقال لهم سوف اقتلكم ولن اترككم تستمتعون في الحياة حسان وجهه السلاح عليهم وقبل ان يضغط على زناد السلاح كان لضابط الشرطة رأى آخر فكان في تلك اللحظة خلف حسان فقام بإطلاق النار عليه ولن يتركه الا جثة هامدة وانقذ الضابط عبيد وزينة.
انتصر الحق وانتصر عبيد وشباب قبيلتهم بمساعدة الشرطة وعادت الحياة لطبيعتها مرة اخري
وعاد عبيد شاعر الصحراء بعد زواجه من زينة لعمل الندوات التي كان معتادا عليها ثم قام بمطالبة الحكومة بفتح مدارس تعليمية تخدم هذه القبائل ليتعلم ابناءها حرصا على نشر العلم داخل القبائل والقضاء على الجهل الذى كان سببا في تواجد أمثال حسان ورفقاءه….
مصطفى السبع..