أول مرة نسمع عنه كمصريين عندما كانت الدكتورة عزيزة مراد فهمي قنصل مصر في السفارة في مدينة برلين بألمانيا وأثناء حفل دبلوماسي رسمي , قابلها مسئول إسرائيلي كان جنديا في حرب أكتوبر يحارب ضد قواتنا المسلحة .
وأعطاها مجموعة من الأوراق تحتوي علي البطاقة الشخصية , وحافظة نقود , وخطاب
تلك الأشياء التي كان يحملها العريف الشهيد سيد زكريا .
وحكي لها قصته وهي أنه عندما كان ضمن فصيلة جنود إسرائيليين في حرب أكتوبر 1973وهاجمتهم النيران من كل إتجاه وتم قتل كل الفصيلة وهم ما يزيدون عن ثلاثين فردا . وأنه بعد موتهم نجي هذا االجندي الاسرائيلي والتف حول الجندي المصري وأفرغ فيه دفعه مدفع رشاش كامله . وأكتشف أن هذا الجندي ( سيد زكريا ) كان بمفرده وأنه هو الذي قتل كل هذا العدد بمفرده .
وأنه كان يجري ويطلق النيران ثم يغير مكانه ويبعد حوالي 20 مترا ويطلق النيران لدرجه أن العدو أعتقد أن الذين يقاتلونه كتيبة مصرية كاملة . إلي أن اكتشف هذا االجندي الذي بقي علي قيد الحياة أن الجندي المصري بمفرده هو الذي قتلهم .
وقد أحترم شجاعته وأخذ متعلقاته للإحتفاظ بها , وفي ألمانيا قدمها للدكتورة عزيزة مراد وحكي لها قصة الفخر هذه كامله ,
وقد قامت الدكتوره عزيزة بإرسال تلك المتعلقات مع القصة للقوات المسلحة المصرية ,بعد 22 سنة من حرب أكتوبر , بالرغم من أن صحيفة ايديعوت احرنوت قد نشرت تلك القصة .
وقد قامت القوات المسلحة بدورها بإرسال المتعلقات لأهل الشهيد وتم إطلاق اسمه علي بعض الشوارع , ولكن للأسف وكالعادة لا نعلم ما قام به صاحب اسم كل شارع من بطولة .
ولا تعلم الأجيال الحالية قصص هؤلاء الأبطال .
سيد زكريا هو مزارع بسيط من الأقصر بصعيد مصر , من مواليد 1949 كان عمره وقت إستشهاده 24 سنه . والذي لولا ما قاله وشهد به الجندي الإسرائيلي ما عرفنا قصته .
يوجد في مصر ملايين سيد زكريا خلف الماكينات في المصانع ويفلحون الأراضي الزراعية , ويجلسون خلف المكاتب ويحاضرون بالجامعات , وفي المدرجات وفي المدارس .
وعندما يحتاجنا الوطن نكون كلنا سيد زكريا , ويوجد كثير جدا من قصص بطولات مثل بطولة سيد زكريا ولا نعلمها .
لذا أناشد القوات المسلحة بأن تطبع كتاب تسميه شهود العيان في حرب أكتوبر وما رووه مما حدث . وكذلك ما حدث في حروب الإستنزاف .
الجندي المصري كما وصفه الجندي الإسرائيلي عندما وصف سيد زكريا بأنه كان مثل الأسد قال عنه بالحرف كان أسد في أرض المعركة .
تحية لكل من شاركوا بالحرب من أكبر قائد لأصغر جندي , لكل من عرفنا عنه ومن لم نعرف , لكل من وصلت لنا قصته ومن لم نعرف عنه شيئا . تحية لأبطال مصر علي مر العصور
بقلم / كواعب أحمد البراهمي