كتب لزهر دخان
تريد كل من وزارة الدفاع ووزارة الخارجية في الولايات المتحدة أن تكون ميزانية الدفاع للعام 2018 م . تتضمن إجراءات إتخاذ خطوات ضد روسيا الإتحادية والسبب حسبهما. هو أن الأخيرة تشكل خطورة متزايدة على الوطن ” الولايات المتحدة الأمريكية ” وحلفائه غربيين وغير الغربيين .
وقد نالت الوثيقة الموافقة التي أكدها كل من مجلسي النواب والشيوخ .
ولم تترك الوثيقة التهمة الموجهة إلى روسيا بدون أن تكتبها في صدرها ..إن صح التعبير وفي نص الوثيقة ما ينص على ما يلي ( غزو جورجيا في عام 2008 وأوكرانيا في عام 2014″ و “التهديدات للحلفاء في الناتو” و “والتحديث العسكري الروسي بوتيرة عالية” و”تصاعد الفعالية العسكرية الروسية في القطب الشمالي والبحر الأبيض المتوسط “و”انتهاكات المعاهدات المتعلقة بالقضاء على الصواريخ المتوسطة المدى والقصيرة المدى والسماء المفتوحة)
وطلبت الوثيقة (من وزير الدفاع وضع وتنفيذ إستراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات الروسية) وقد بدأ ماتييس بالفعل مطالبة الكونغرس في أخر جلسة إستماع له فيه . بالسماح للإدارة ممثلة في الرئيس والوزراء بإستخدام خيار الحرية في الرد النووي الإستباقي .قصد ردع أي محاولة لإحراق أمريكا نووياً من قبل أعدائها . وكانت الجلسة قبل أسبوع تناقش الخطوات الجديدة لقانون سن قديماً في أعقاب نهاية الحرب على فتنام . وهو قانون سلطات الحرب الذي لا يسمح لغير الكونغرس بإتخاذ قرار الحرب خارج الولايات المتحدة الأمريكية .
ومن الناحية الإعلامية تريد الوثيقة أن تتقدم عن الروس إعلامياً . وهذا بعد شهادات من كبار المؤسسات الإعلامية في أمريكا وبريطانيا . بتفوق الإعلام الروسي على الإعلامين .و تحظر الوثيقة على موزعي برامج الفيديو المتعددة القنوات، ولا سيما مقدمي خدمات البث عبر الكابلات والأقمار الإصطناعية، في مشروع الميزانية، بث أية مواد فيديو “مملوكة أو خاضعة أو ممولة من الحكومة الروسية”. وسبق لشركات كل من فايس بوك وجوجل وتوتر أن شهدوا أمام الكونغرس بحدوث خرق لبيناتهم من قبل مؤسسة تطوير الأنترنت الروسية .التي تدخلت في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية عن طريق إختراق الشبكات الثلاثة . وفي بريطانيا في منتصف العام الماضي قدمت بي بي سي هيئة الإذاعة البريطانية بطلب إلى البرلمان .ينص على ضرورة رفع ميزانية الهيئة كي تتمكن من الرد على قناة وموقع روسيا اليوم أو التفوق عليه إعلامياً من جديد . وكتبت نيويورك تايمز في ذات الفترة من العام الماضي تقول أن الإعلام الروسي تسبب في تأخر شعبية حلف الناتو في أوربا وخصوصاً في السويد .
وتخصص الوثيقة كذلك 350 مليون دولار لضمان أمن أوكرانيا .بما في ذلك تمويل عملية توريد الأسلحة الفتاكة لهذه الدولة. وهي تخصص كذلك 100 مليون دولار لمساعدة دول البلطيق في مجال تحسين قدراتها الدفاعية لتتمكن من التصدي “للعدوان الروسي”.
وعن الدعم المالي ككل الذي قدمته الوثيقة إلى حلفاء الولايات المتحدة يمكننا القول بأنه مرتفع نسبيا رغم أنه لا يبتعد كثيراً عن ميزانية الحرب ضد داعش وحدها التي خصصها الكونغرس لإدارة الرئيس أبوما . وستنفق الوثيقة مبلغ 4.6 مليار دولار من بينها 300 مليون دولار لآوكرانيا. ومن بينها ثمن توريد السلاح الفتاك لها وهذا بقيمة 100 مليون دولار . وكذلك ستنفق الولايات المتحدة الأمريكية 58 مليون دولار على برنامج صواريخ متوسطة المدى جديدة أرضية التمركز