قالت طهران بتاريخ هذا السبت 23 فبراير شباط 2019م .أنها تمكنت من الوصول إلى النجاح بنسبة 90بالمئة في كل عملياتها وأهدافها المسطرة في سوريا. وأكدت أن الإعتداءات الإسرائلية على قواعدها هناك كانت سلبية للغاية وغير فعالة .
وأكد السيد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، علي شمخاني . على أن لا للخروج من سوريا هي جملة إيرانية مبنية على إتفاق سوري إيراني . يقضي بتواجد جيش إيران في سوريا لبعض المهام المشتركة وفي كلامه أيضاً قال (“اتخذنا بعض الإجراءات لنحافظ على خطوطنا الحمراء من ناحية الخسائر البشرية الناجمة عن أي اعتداء صهيوني. وجرى القيام بهذا الأمر بالتعاون مع الجيش السوري وباقي الحلفاء في هذا البلد، وسنشهد قريباً تطوراً مهماً في مجال تعزيز ردع المقاومة في سوريا”)
وكانت الضربات الإسرائلية ضد أهداف إيرانية في سوريا تعتبر حسب شمخاني قد تجاوزت الخطوط الحمراء . التي عندما لمستها إسرائيل في مطار تي فور T4السوري قامت إيران بتوجيه ضرباتها القوية لإسرائيل وجاء في تصريحه (أن استهداف قوات إيران والمقاومة في بعض الاعتداءات كان تجاوزاً لخطوطنا الحمراء، لذلك الأمر قمنا بالرد القاسي بعد الاعتداء على مطار التيفور ووجهنا ضربة قاسية لهم(
ورتب شمخاني باقي كلامه حسب شموخ طهران وحماقة تل أبيب وجاء في تصريحه الذي بدى كأنه التحليل السياسي الذي تنشره إيران شرحا لحربها في سوريا وقال(أظن أن المسؤولين الصهاينة، لاسيما المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين، يدركون هذا الأمر جيداً، وسيكون أسلوب التعاطي مع اعتداءات الكيان الصهيوني على سوريا ومحور المقاومة في عام 2019 مختلفاً عن أسلوب التعاطي في السابق. من المؤكد والمحسوم بالنسبة لنا أن الكيان الصهيوني لا يسعى إلى حرب في الجبهة الشمالية ويشعر بضعف شديد في هذه النقطة، لذلك اتخذ سيناريو الردع على أساس هذا التقدير و لعدة مراحل. وإذا فتح نتنياهو عدة جبهات بالوقت ذاته فإنه سينهي حياته السياسية المتداعية على أعتاب الانتخابات، لا أظن بأنه سيكون أحمقاً إلى هذه الدرجة)
وبالنسبة للذين يطالبون إيران وقواتها وقواعدها العسكرية السرية والعلنية بالإنسحاب من سوريا والعراق ولبنان ومياه الخليج ومياه البحر الأحمر وأجواء الشرق الأوسط . أردت أن أكرر نصيحتي لهم بضرورة الإنتباه إلى أن إيران لم تقم بشيء جديد في المنطقة . وهي كما تظهر الأن ثابتة في مراكزها ومواقعها الأصلية . ولم تأتي فجأة لتحتل الجميع فجأة . بل هي من الأساس موجودة في لبنان وسوريا والعراق . تتدرب وتدرب ولها وعليها حقوق وواجبات . وكلما ما حدث هو أن الحرب كشفتها وغطتها. وسرعة الأحدث في المنطقة لم تسمح لها بالتغطية على سرية تواجدها. وكذلك لم تسمح لها بإحكام مخططاتها الرامية إلى حماية حلفائها المسلمين من أخطار أعدائها المشركين.
ولهذا إعتبر شامخاني من جديد أن ( “محاربة الإرهاب والتطرف الأعمى والطائش من أبرز سياسات إيران) وهذا الدور هو دور إيران ممثلة في الأسد ونظامه وحزب الله ومليشياته والعراق وحسينياته وشخصياته السياسية الدينية الصدرية الشيعية . من قبل أن تكون هناك حروب عربية شاملة كالتي أكلت أمن سوريا ولبنان في زمن الحرب . وأكملت البقية الباقية من العراق . وأضاف شامخاني( ونحن كنا خلال هذه السنوات في مقدمة محاربة الإرهاب وكنا دائماً نحارب هذا الوحش القبيح الذي أساء إلى المسلمين. وخلافاً لبعض الدول الزاعمة التي جلب تواجدها في المنطقة دائماً المصائب والويلات.) وهذا الحساب الإيراني لخطوات إيران من البداية في المنطقة يجعلنا نفهم أنها إنتهت عن تصرفات لم تبدأها الأن كما يظن البعض.
من جهة أخى ولآن شامخاني لم يفهم أن الرئيس الأمريكي ترامب فر من سوريا مباشرة بعد هزيمة داعش . وفراره هذا يأتي كي لا يقع في قبضة روسيا والصين وإيران وحلفاهم .الذين يخططون إلى جر أمريكا إلى حرب رد الإعتبار . جراء ما لحق بهم في قضايا أوكرانيا وسكر يابال والتجسس عن الإدارة الأمريكية . والتدخل في إنتخابات الرئاسة سنة 2016م . وأحيرا محاولة الإنتصار لفنزولا بقيادة الرئيس نيكولاس مادارو . ويقول شامخاني بعدم فهم (باعتقادي أن قرار ترامب بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ناجم عن فرض حقائق المنطقة نفسها على الولايات المتحدة) بينما في الشق الأخر من كلامه يبدي شمخاني تفهما للهزيمة الغربية فيقول(إن إحدى أهم الحقائق في سوريا وباقي الأماكن في المنطقة هي أن القوى الحليفة لأمريكا هُزمت أمام إرادة الشعوب، وتبعاً لذلك فرضت على أمريكا نفقات سياسية وعسكرية ومالية كثيرة. ترامب تاجر ولا يتحمل النفقات من دون منجزات”.) ومن بين النفقات السياسية التي دفعها ترامب مؤخرا . قراره الرامي إلى سحب قوات أمريكا من سوريا بحجة أن داعش قد مات نهائيا. وللمهمة السياسية التي ستعمل فيها روسيا إلى جانب أمريكا في العراق يترك ترامب قوة من 200جندي من أجل حفظ السلام. وقد قال بتاريخ الأمس فقط أنه ينوي ترك هذه القوات في سوريا لحفظ السلام.
ولآن الرئيس الأمريكي بوش دابليو وكر قد إحتل العراق طمعا في نفطه فعلا . يمكننا القول أنه لا يزال إلى غاية الأن يستطيع قيادته حسب الخطة التي وضعها في البداية بقيادة المستشارة كوندليزا رايس ،والجنرال كولن باول، ووزيره للدفاع دونالد رامسفيلد . ونائبه ديك تشيني ،والبقية كمثل الحاكم بول بريمر. وتظهر سيطرت بوش الإبن على مقاليد الحُكم في العراق من خلال رفض العراقيين لما يود أن يقوم به ترامب في العراق . والإشارة العراقية إلى أن العراق قد أصبح حراً ويمكنه رفض التواجد الأمريكي بدون طلب من الحكومة والبرلمان. تصب في إطار الدعاية للأمركيين الذين أسسوا العراق الجديد وأطلقوا عليه إسم العراق الحر . وتطبيق مثل هذه الخطوة في العراق يسمح لآمريكا بلعب نفس الدور مع اليمن وليبيا وسوريا والعراق نفسه من أجل مواصلة التحرير .الذي من بين نتائجه رفض تواجد أمريكا نفسها عن طريق البرلمان.