عن إنفلات الذات
في مطلق التكوين
بعيدًا عن النُّسخ المُكررة
عن متواليةٍ
من الأحداث المتشابكة
والمتغايرة
التي لا تنتهي بقفلةٍ مدهشةٍ
في آخر النص!
عن الخيال الجامح
الذي يُولد من رحم الوعي
-ناضجًا-
لا يحتمل التأويل
ولا التفسير ولا التبرير!
عني/ عنك
حين أقفُ أمامَكَ
وجهًا لوجه
لأضاجعَ عقلَكَ
فأذرو ملامح وجهك/وجهي
في الهواء
فلا نعرفَ من منا
وهبَ الآخر الغبار!
ثم تنحتَ ملامحكَ/ ملامحي
الصلدة
في حجر الروح
كعلامةٍ فارقةٍ!
عن أشياءَ كثيرةٍ -هشَّةٍ-
تدور في رأسكَ/ رأسي
لتسقطَ من علوِّها
في عمق الهُوَّة
التي أحدَثَها السقوط
بيننا
عن الليل الأعمى
الذي يطأ ظلِّي/ ظلِّكَ
ونحن نائمَان
-ولا أحسبُكَ تنامُ-
ويبقى ماشيًا في الطريق
حتى يصلَ إلى بيتٍ
بلا بابٍ!
عن حِملِنا الثقيل
الذي نُرِيْحه
فوق ظهر نملةٍ!
عن لسانٍ
تعطَّلتْ لغتُهُ
حين نزف أحدنا
وجعه
في أذنَي الآخر
عن سماءٍ كبيرةٍ
غابت بين نظارتَيْن
سميكتين
ترَاكمَ الثلجُ في عينَيْها
منذ أنْ تجمَّدَ ثلج الغياب
عن ترابِكَ
الذي أنبتَني شجرةً
تشبُهُ أمكَ
التي لا تعرفني!
عن الغيوم
التي كلما بكتْ
رأيتُ في عيونها
شيئًا من نظراتي/ نظراتِكَ
عن أصواتِنا المنحشرة
في الفراغ الفاصل
بين النهر و الصحراء!
عن الجدران الترابية
التي تجهد الريحُ
في جعلِها
أثرًا بعد عين!
عن الموت
الذي يشبهُ
كلَّ شيءٍ
.
.
.
إلا النافذة!