كتب هشام صلاح
إن المتابع لمستجدات الأحداث يلحظ المحاولات التركية الآخيرة للتودد إلى مصروالتى ظهرت من خلال تصريح وزير الدفاع (خلوصي أكار) والتى قال فيها : لدينا العديد من القيم التاريخية مع مصر”،
وليست هذه المحاولة الوحيدة بل لقد حاولت التودد 4 مرات لمصر عبر تصريحات وزير خارجيتها، جاويش أوغلو، وكذلك المتحدث باسم الرئاسة، إبراهيم قالن، والمتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك
أما عن ردود الأفعال المصرية يجد أن تلك المحاولات التركية لم تلق إى رد من القاهرة،
فكان نتيجة لذلك أن وصفها المراقبون بأنها “محاولة يائسة” لكسر الحصار المفروض على أنقرة في شرق المتوسط
هذا المحاولات والتى تدل على نوع من مراجعة الحسابات والتى وصلت حد التراجع للخلف كانت موضع انتقاد المعارضة التركية فهاجمت ميرال أكشينار زعيمة حزب “الخير” التركي المعارض فى اكثر من مناسبة ولقاء نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بل وصفته بعبارة “شخصنة العلاقات الخارجية.” جاء ذلك خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب الخير بزعامة أكشينار المعروفة بـ”المرأة الحديدية”،
وأضافت ” أشكينار” خلال الاجتماع
“لقد سبق وأن حذرنا السلطة في كل فرصة تسنح لنا، من اعتمادها على الشخصنة في العلاقات الخارجية”. وتابعت “شددنا للسلطة على أن العلاقات بين البلدان تدار من خلال دبلوماسيين أكفاء، لكنها أغلقت آذانها، وقام أردوغان بربط كل سياسته الخارجية بعلاقاته الشخصية”.
ومضت قائلة: أود طرح سؤال على أردوغان:
– هل تجس النبض بفتح هذه القضايا عن طريق وزير الدفاع والمتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية؟ هل ستبيع رابعة؟”.
وتابعت: “لو لم يكن هذا العناد مع مصر لكانت أيدينا أقوى في شرق المتوسط..
– هل التاريخ يعيد نفسه؟ هل ستترك رابعة على طاولة (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي هذه المرة؟
“. واستطردت قائلة “الدولة لا تدار هكذا، لا يمكنك أن تجعل هذه الأمة تدفع ثمن أهوائك الشخصية”، متابعة: “ما دمت كنت ستنتهي إلى هذه المرحلة، لماذا كبدت البلاد كل هذه الخسائر؟”. وأوضحت: “من سيتحمل مسؤولية ما تكبدناه من خسائر تجارية واقتصادية وعسكرية جرّاء العناد؟ الأمر لن ينتهي بمجرد اتجاهك لفتح صفحة جديدة، وعليك أولا تحمل المسؤولية والاعتذار للشعب”. واختتمت حديثها قائلة “السلطة (التركية) لديها حسابات سياسية لكل خطوة، لهذا السبب لا تقوم بطمأنة أي شخص. ولهذا السبب لم يتبق لديها أي رصيد لا في الداخل ولا في الخارج
وكان دهاء السياسة المصرية الخارجية قد أثمر عن الاتفاقيات الثنائية التي تربط اليونان ومصر وقبرص الطريق والتى قطعت على تركيا أي وجود بمياه البحر المتوسط، وهو الأمر الذي سعى إليه رجب طيب أردوغان من خلال اتفاق مشبوه أبرمه، في نوفمبر 2019، مع فايز السراج، رئيس ما يسمى حكومة الوفاق غير الشرعية في طرابلس الليبية
جدير بالذكر أن ميرال أكشينار من (مواليد 1956) هي سياسة تركية، شغلت منصب وزير الداخلية ونائب رئيس البرلمان. شاركت في تأسيس حزب العدالة والتنمية الذي تركته لاحقًا، وانضمت لحزب الحركة القومية. في 2016، قادت مجموعة معارضة داخل حزب الحركة القومية ضد زعيمه دولت بهتشلي. أسست حزب الخير وأصبحت زعيمة له. أعلنت ترشحها في الانتخابات الرئاسية التركية ضد الرئيس الحاكم رجب طيب أردوغان.