إن القيادة الحكيمة الرشيدة لا يقدرعليها كل إنسان لان عناصر نجاحها متعددة فهى لكى تؤتى ثمارها لابد من أن تغرس بأرض صالحة طيبة ثم تسقى من معين الضمير اليقظ والمبادىء القويمة لتستمد قوتها ونمائها من نور الاخلاص وتغليب مصلحة الجماعة على المصلحة الشخصية بكل ذلك نستطيع أن نتفيأ ظلالها من أغصانها الوارفة ونجنى ثمارها أمنا وصلاحا ينعم به الجميع ليسعد وطننا ويرقى تعليمنا
بهذه المقدمة أخاطب وكيل تعليم الجيزة وهو على أعتاب إصدار حركة عامة لمديرى الادارات ندرك جميعنا أن المقارنات صعبة والاختيارات أصعب إذا ما راقب المختارالله والضمير فما أصعب مهمة المختار وما أثقلها من تبعه يتحملها فيمن يختار
سيدى القرارقرارك لكنك مسئول أمام الله ثم الوطن ومصلحة مؤسساتنا التعليمية
فلا تعبأ سيدى بوساطة وسيط أونفوذ قريب فكلاهما يريد أن يدلس عليك فلن تجنى من ورائهما سوى تأنيب الضمير ومغبة عاقبة أعيذك أياها
سيدى كلمات إليك أهديها مغلفة بنصح محب يشفق عليك من ثقل المسئولية وخطورة التبعة ولن أبصرك بما بصرت به ، فأنت به منى أعلم
فهناك من مرت به السنون ليحين موعد مغادرته لمعترك التعليم بعد أن قدم ماقدم وهناك من لايزال يتبوأ منصبه وهو منه أقل وغيرهما ممن هان عنده الضميروغاب عن فكره الرقيب ففشل وأفشل
وقليل القليل منهم من راع الله فى ما أوكل إليه فلم يركن له بل عمل مبتغيا رضا الله وصلاح الوطن فجد واجتهد وصلح وأصلح
سيدى — اتساءل مع كثيرين – ألم يحن بعد وقت بزوغ الفجر!؟
ليأتى بنور الصلاح والاصلاح كلنا كلنا أمل بأن شعاع فجرنا الذى نرتقب من شعاع قرارك المرتقب وحراكك المنتظر لتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح
ونطالبك بأن تمعن تمعن النظر ولتتدقق فى الاختيار فما عادت مؤسساتنا تحتمل الاخطاء والتجريب ودعنا ننتظر منك حركة نتمنى من الله لك التوفيق فيها فإن كانت خيرا فثوابها وأجرها سيزين صحيفتك لدينا وسيرتك ستظل عالقة لدينا وإن كانت غير ذلك فأعيذوك أن تكون كذلك سلمك الله من الخطأ والذلل
وانهى مقالتى اليك بقوله الحق جل فى علاه :
(وابتغ فيما أتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد فى الارض إن الله لا يحب المفسدين )