بقلم/ محمد مأمون ليله
“رد على أحمد عبده ماهر”
كتب المدعو أحمد عبده ماهر على صفحته الفيس بوك، وهو المعروف بهجمته الشرسة على كتب الحديث والمنهج الأزهري:
الحديث الصحيح.. إن كان لديك حاسب آلي ووضعت به علم الرجال الذي يفخر به المسلمون رغم كونهم مختلفون حول كل الرجال في توثيق هذا وتضعيف ذاك.
فإذا ما وضعت سلسلة الإسناد لرجال أي حديث من أي كتاب من كتب الصحاح فستجد أن بسند الحديث ضعف مهما قال عنه علماء الحديث بأنه صحيحا ولا يستثنى من هذا الأمر حديثا واحدا.
هذا يعني عدم وجود حديث واحد صحيح بمقاييس علم الرجال الذي يفخرون به….وهذا يعني بأن أحسن الحديث وأصدق الحديث هو كتاب الله القرءان الكريم بلا منازع ومن أصدق من الله حديثا.
وهو يعني ايضا بأن أطروحة أن الحديث النبوي وحيا سماويا، إنما هي اكذوبة شعبية انتشرت بين المهابيل…وستعلم بأنه لا يوجد حديث صحيح واحد بالعالم وأن مصطلح [السنة الصحيحة] إنما هو أكذوبة كبرى.
قلت: فكان ردي على صفحته هناك بما حاصله:
هذا يعني أنك لا تفهم شيئًا في أسس العلوم كما هو واضح من كتابتك المليئة بالأخطاء النحوية، بل ولا تفهم شيئا من الأسس العقلية التي ينبني عليها فهم المسائل!
هناك فرق عند من يفقه بين الاحتمالات وبين إثبات الأخطاء، وليس كل كلام يقوله قائل يُعتمد، فلابد من الجواب عن الآتي:
من ضعف الراوي؟ وما رتبته العلمية ومنهجه؟ وهل هو ممن يعتمد على كلامه كما يعتمد على كلام أهل النظر من المحدثين؟ وهل كلامه في الراوي لسبب ما خاص، كأن يقصد به ضعفه في حديث ما، أو إذا روي عنه تلميذ ما، أو روى هو عن شيخ ما، أو في حالة ما أصابته كاختلاط..؟ وهل معنى انه ثقة أنه لا يخطئ؟ وهل ميز من أخرج الحديث غلطه من صوابه؟ وهل تعرف قواعد التمييز؟ وهل تدرك السبر؟
واختلاف العلماء في راو ما يدل على سعة هذا العلم ومرونته، وأنه علم عقلي من الدرجة الأولى كعلم نقدي، ولكن هذا الاختلاف ليس منشأه الهوى، بل هو لاختلافهم في الحفظ والعلم والاطلاع والسبر والفهم،؛ ومن ثم كانوا مدارس ومناهج.
ويدل كلامك على عمق جهلك العريض بعلم الحديث فهذه أحاديث الصحيحين اتفقت الأمة عليها إلا أحاديث يسيرة جرى فيها الخلاف، وإجماع المحدثين على الشيء حجة،
يا هذا دعك من الاحتمالات، وأثبت الخطأ بدليله، وإلا فكلام العقل يقول: الأصل في حديث الثقة الصواب ما لم يتبين الغلط.
وقد أظهرت لنا هدفك ومرادك وهو هدم السنة كلها والاكتفاء بالقرآن فقط، ومن هنا ضيعت الدين فلا دين في النهاية؛ لأن القرآن نقل بالرواة الثقات أيضا وإن كان الأمر في حاله مختلفا؛ لأنه نقل بالتواتر، فحفظه تواتر الرواة وثقتهم من دخول الغلط فيه، وكذلك السنة وإن لم يتواتر أكثرها، لكن وضع العلماء لها قواعد التمييز، يدركون بها الخطأ والصواب، وقد نص الإمام البخاري على انه لا يحدث عن الراوي إلا إذا تميز له صوابه من غلطه؛ فإذا لم يتميز له ترك الرواية عنه، ولكنَّ هذه العلوم لا تستطيع فهمها؛ لأنها أكبر من عقل مثلك!