الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم
عازفة الفلوت العالمية
وقصة كفاح لاتُنسى ولا تبلى في كف الزمن
هكذا عرفتها زميلة في البعثة الدراسية المصرية في باريس
مشوار طويل أكثر من ثلاثة عقود من الإبداع
سر تألقها وعبقريتها في البساطة والتواضع
التنوير والثقافة هما الشاغل الاول لها
أدعوكم أصدقائي لقراءة تلك السطور
وذكرياتي مع معالى وزيرة الثقافة المصرية
الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم
وبهذه المناسبة بالأصالة عن نفسي ونيابة عم زملائي أعضاء اتحاد الكتاب والمثقفين العرب , يسعدنا أن نهنئ أنفسنا والثقافة المصرية والعربية والعالمية بتولي الدكتورة إيناس عبد الدايم حقيبة وزارة الثقافة لتكون أول وزيرة في تاريخ مصر تتولى تلك المهمة الكبيرة بتكليف شاق خاصة بالحرب على الإرهاب بالفكر والثقافة والإبداع , نسأل الله لها أن يعينها على ما كُلفت به
تم كتابه هذا البورتريه عنها قي 30 يونيو 2017 من العام الماضي
هكذا كنت أتوقع أن تتجه لها بوصلة وزارة الثقافة وقد جاءت لها بفضل الله .
ألف مبروك لزميلتي العزيزة الأستاذة الدكتورة / إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصلرية الجديدة , مع أطيب الأمنيات لها بالتوفيق والسداد .
هذا ما كتبته عنها في :
30 يونيو، 2017 · https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1402074206525959&set=pb.100001701791076.-2207520000.1515946765.&type=3&theater
دكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية وشهادة على العصر من المحلية للعالمية .
حينما تتسرب خيوط النور خلسة من وراء ستائر الليل لتعلن ميلاد فجر جديد
وأشرقت شمس الصباح في يوم من ايام الخريف الذهبي عام 1983
حيث تتساقط الأوراق الذهبية من الأشجار التي تحفظ لباريس تاريخها العريق
تلك الأشجار تحفظ كل شئ في جذورها وفروعها وأغصانها وأوراقها وزهورها حتى ثمارها .
شهادة على العصر يمكن أن تستخلصها من الأشجار
وما أدراك ما الأشجار ….؟
خطوات معدودة لجادة (( إيانا )) التي تقع فيها السفارة المصرية بباريس الدائرة السادسة عشر أرقي الاحياء الباريسية على خطوات من قوس النصر وشارع الشانزليزيه الأشهر في العالم .
وفي الطابق الثالث كان مكتب المستشار الثقافي المصري بباريس .
توجهت لتوثيق بعض الأوراق الخاصة بي .
جلست في صالة الإنتظار مع زميلتين من زملاء البعثة الدراسة المصرية بباريس
وكانتا مبعوثتان لدراسة الموسيقى في المدرسة العليا للموسيقى بباريس
تعرفنا سوياً
الزميلة الأولى الأستاذة / إيناس عبد الدايم
والزميلة الثانية الأستاذة / مها جرانة
ونحن في صالة الإنتظار
فُتِحَ باب غرفة رئيس البعثة التعليمية الاستاذ الدكتور / أحمد حسن الكاشف المستشار الثقافي المصري في تلك الحقبة , وجدنا نحن الثلاثة في الإنتظار , اتجه إلينا وأدى إلينا التحية وسألنا عن طلباتنا ودعانا إلى مكتبه .
وبدأ يتعرف علينا و…….. دق جرس الهاتف
واجاب معالي المستشار :
(( نعم نحن في إنتظارهم , متى تصل الحافلة ؟ أطمئن سوف نقوم بالواجب معهم على أكمل وجه ….شكراً…..نحن تحت الأمر يا فندم ….وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ))
إنتهت المكالمة الهاتفية .
ثم نظر إلينا نحن الثلاثة واتصل بهاتف داخلي لسرعة إنهاء أوراقنا ثم قال :
هل تعرفون معالم باريس جيداً ؟
لم يجب أحد منا .
مزق صمت الحديث وقال أقصد لو لديكم زوار أو أصدقاء هل يمكنكم بإعداد برنامج سياحي لزيارة معالم المدينة ؟ انفرجت أسارير كلا منا وأجبنا في صوت واحد :
بالتأكيد سعادة المستشار
فقال : عظيم ستصل بعد قليل حافلة زملاء لكم من البعثة الدارسية المصرية من بريطانيا ويودون زيارة باريس , اعتقد انكم تستطعيون القيام بتلك المهمة التي تحتاج سويعات قليلة لزيارة المدينة .
بالتأكيد وافقنا ولم ننبس ببنت كلمة , هذا واجب وطني وكرم الضيافة نحو زملائنا المصريين المبعوثين القادمين من كل الجامعات البريطانية .
وصلت الحافلة أمام مبني السفارة المصرية .
وبالتاكيد صعدتا زميلاتي (( إيناس ومها )) وبدات الحافلة تتجه نحو جادة الشانزليزيه
فقلت لإيناس : اتفضلي الميكروفون وتكلمي ….؟ ثم قلت لمها ….!!
وبدأت أسئلة الزوار ماهذا ….وبدأتُ الإجابة بقدر الإمكان .
من هذا اليوم أصبحت مرشد سياحي (( بالعافية )) وإيناس ومها تضحكان ومرت الزيارة بخير , ونُقلت الصورة للسيد المستشار الذي كان (( يدبسني )) في كل زيارة
استمرت علاقة الزمالة بيننا وبالاخص مع إيناس على مستوى العائلة , كنا نتزاور ولاسيما في عطلة نهاية الأسبوع التي كنا نقضيها في الغابات مع أولادها (( فيروز وشادي )) وكان عالم الفضاء الدكتور يوسف الجمال المدير لمركز ابحاث الفضاء الاوربي وقرينته الدكتورة نوال عامر وولدهما الوحيد كمي .
كانت إيناس تصحب ألة الفلوت معها في كل مكان حتى في زيارتها لنا , وكانت تعزف وتذاكر في نفس الوقت .
وتمر رحى الأيام وقد أسندت لي مسئولية تعليم (( فيروز وشادي مع بناتي وكمي )) اللغة العربية , وتحصل إيناس على درجة الدكتوراه في العزف على ألة (( الفلوت )) وفي أثناء الدراسة كنا نحضر معها الحفلات خاصة حفلات منظمة اليونسكو على مسرح اليونسكو بباريس .
تعرفت عن طريق إيناس بمغنية الأوبرا العالمية (( كارولين دوماس )) وأيضا السبرانو الرائعة (( إيمان مصطفى )) شقيقة إيناس من الأم .
كان بيتي يجمع هؤلاء مع عميد معهد الكونسرفتوار الدكتور حسن شرارة نجل رائد الكمان في مصر العملاق عطية شرارة .
قدمت إيناس العديد من الحفلات منها: حفلات موسيقية في مناطق عديدة بفرنسا، بالإضافة إلى عدد من الحفلات مع أوركسترا اليونسكو الدولي بباريس وكذلك حفلات الصولو مع أوركسترا كونسرفاتوار القاهرة. كما قدمت العديد من الحفلات الصولو في عدة بلدان أوروبية وعربية مثل: تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وبلغاريا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى العديد من البرامج الإذاعية التي كان من أهمها فى راديو فرانس بباريس، كما قامت بالاشتراك في تسجيل أعمال المؤلف المصري الراحل جمال عبد الرحيم في ألمانيا والقاهرة.
حصلت إيناس على العديد من التقديرات والجوائز طوال مسيرتها الفنية منها الجائزة الأولى من اتحاد معاهد الموسيقى بفرنسا عام 1982، وشهادة تقدير في المسابقة العالمية للفلوت بمدينة كيبا باليابان؛ وجائزة أحسن عازفة بمهرجان كوريا الشمالية للفنون. كما قامت بتمثيل مصر في مهرجان أوركسترا البحر الأبيض المتوسط، بمارسيليا وكانت أول مصرية تشارك فى هذا التجمع.
في 1999، قامت بتأسيس فصل دراسي لتعليم آلة الفلوت للأطفال فى سن مبكرة لتنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية، وأشرفت على العديد من الأبحاث العلمية للحصول على درجة الدكتوراة والماجستير في الفنون بالعديد من الجامعات والمعاهد المصرية، كما قامت بالمشاركة في إعداد المناهج الدراسية التعليمية في مصر وبعض البلدان العربية، وهي المستشار الفني لأوركسترا النور والأمل، وهي أوركسترا مصرية للكفيفات.
رُشحت لتولي حقيبة وزارة الثقافة المصرية لتكون أول سيدة في مصر تتجه نحوها بوصلة وزارة الثقافة التي تستحقها عن جدارة .
تاريخ طويل جمعنا بالصدفة من رحلة الزملاء من انجلترا والإرشاد السياحي حتى اليوم , كنا نتواصل حينما نقضي أجازاتنا في مصر .
تتميز إيناس بالبساطة والتواضع والحب والفن فهي أخت وصديقة وزميلة رحلة كفاح لا تعوض , لقد كنت أسعد الناس أن اكون شاهداً على العصر في رحلة الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية من المحلية إلى العالمية .
د محمد حسن كامل
رئيس اتحاد الكتاب والمثقفين العرب.