بقلم هشام صلاح
تحرير المرأة وحقوقها والمساواة بين الجنسين تلك مجموعة من القضايا المهم والتى تثار بين الفينة والأخرى تحت شعارات مختلفة وتوجهات متباينة وحين تثار نادرا ما نجد لأصحابها نوايا طيبة لان أغلب من نادوا وينادون بها من لهم أهداف خفية وغير معلنة ومن ذلك ما تدعوا إليه الجندرية
فالجندرية أو (الجندر) مصطلح (مراوغ) ليس له تعريف دقيق محدد يعبر عن حقيقة مضمونه وتطبيقاته حاليًّا في قضايا المرأة وقضايا الشواذ. وقد عرفته منظمة “الصحة العالمية” على أنه
“المصطلح الذي يفيد استعماله في وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعيًّا، لا علاقة لها بالاختلافات العضوية”.
“ الجندرية والمثلية ”
أما عن دعواهم والتى تأتى تحت عناوين ” التنوير وتحرير المرأة وحقوقها، والمساواة بين الجنسين ” فماهى إلا دعاوى فى حقيقتها لاتخدع المجتمعات الغربية وحدها بل المجتمعات الإسلامية أيضا
الباحث المدقق يجد أن “الجندرية” تجعل من تلك الأهداف ستارا يخفى نواياهم الحقيقة والتى يهدف بعضها للمساواة الكاملة والمطلقة بينهما
فالجندر وهو: التماثل بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات والخصائص والوظائف. لذا فهم ينادون بالمساواة بين الرجل والمرأة في القوامة، وتعدد الأزواج، والمساواة في الميراث، والتشجيع على حرية العلاقات الجنسية المحرمة وتبريرها بالحريات الشخصية- بل واعتبارها من حقوق المرأة الأساسية-، وإلغاء الأسرة التقليدية واستبدالها باللانمطية أو المتعددة الأسر* وهنا نأصل لحقيقة أن تلك الأهداف الخفية ترمى إلى تخريب وتدمير فى ” البنية الاجتماعية”، تمهيدا لنشأة مجتمع بشري جديد،و أنماط جديدة للأسرة،
فهم يعدون الأسرة اثنى عشر نوعا من بينها على سبيل المثال – ” أسر الشذوذ الجنسي” بمعنى أسرة رجالية (بين رجل ورجل)- وأسرة نسائية ( بين امرأة وامرأة )
تمهيدا لإلغاء وصاية الرجل على المرأة ، وإلى القول بأن الأمومة خُرافة فلايوجد شىء يسمى غريزة الأمومة، وعليه فيجب ألا تفكر المرأة فى الإنجاب بل البحث عن تحقيق الذات من خلال الوظيفة الاجتماعية – انتهاءا إلى أنه لا يوجد أى فروق بين الذكر والأنثى فهى كلها فروق مصطنعة؛ نتجت بتأثير من العوامل الدينية والثقافية والاجتماعية
* ولأن الغرب يعتقد أن المرأة العربية المُسلمة لا بد لها أن تتبع خططهم، قدموا الجندرية كحل لهذا الظلم الواقع، فنتج عن ذلك آثار مُدمرة للمجتمعات الإسلامية، سواء كانت تلك الآثار على الصعيد الثقافي أو الاجتماعي أو الأخلاقي أو التعليمي أو الاقتصادي!
** فى الرد على إحدى شبهاتهم
فمنهم من احتج بقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – “ النساء شقائق الرجال “ ليدعى أن الرسول الكريم قال بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة – وهنا نقول :
نعم هذا حديث نبوي شريف لكن عليك أيها المغيب الواهم أن تعى أنك تستخدام ” قضية حق وأنت تريد بها باطل ” فالرسول الكريم لم يقصد أبدا المساواةكما تدعون بين الرجل والمرأة
ودليلنا /
أن الشرع فرق بين الجنسين فى أنصبة الميراث، وفى العقيقة، و في الدية، كما فرق الله بينهما في خلقة كل منهما حتى الصلاة وشروط صحتها
إذا فالقول بان الرسول الكريم طالب بالمساواة بين الرجل والمرأة قول باطل لأنه يقتضى امور بعيدة كل البعض عن الفطرة السليمة وطبيعة كل منهما وهى أمور بعيدة حتى عن تصور العقل فبفهمكم الخاطىء لحديث الرسول الكريم يترتب عليه : أن على الرجل أن يتحجب، وعلى المرأة أن تصلي في وقت الحيض، وللمرأة أن تتزوج بأربعة رجال في وقت واحد
** أما الفهم الصحيح لقول الرسول ((النساء شقائق الرجال)) يعنى :
– أن أحكام المرأة مثل أحكام الرجل ما لم يدل الدليل على التفريق بينهما، وقد دلت الأدلة على التفريق بينهما في مواضع متعددة.
فالنساء مثيلات الرجال فيما شرع الله، وفيما منح الله لهن من النعم، إلا ما استثناه الشارع فيما يتعلق بطبيعة المرأة، وطبيعة الرجل، وفي الشؤون الأخرى خص الشارع المرأة بشيء، والرجل بشيء، والأصل أنهما سواء إلا فيما استثناه الشارع