متابعة دكتور علاء ثابت مسلم
بداية أحسست أنى أمام بحر يسكن وسرعان ما يموج يعمق قاعه وتتقد ناره وتثقل عليه أمواج العلم فيجدد بمداده أسراره وما أنا إلا شاهد عصر على إبداعه وإن كان هناك من سبقونى وسجلوا شهادتهم فالحق أننى فكرت منذ زمن أن اسجل دراسة نقدية بل دراسات حول أستاذنا الموسوعى وأن أسلك سبيل الاجتهاد ما وسعتنى الطاقة
لأول مرة أجد أسلوبا يولد عملاقا تلقائيا نقيا صافيا يجمع بين البساطة والتعقيد فيه من العصف الذهنى ما يثير القرائح ويلهب المشاعر نلحظ ذلك فى يوميات مهاجر في بلاد الجن والملائكة
” تنحدر الشمس نحو الغروب وهى تجربه ذيلها من الشفق الأحمر الذى ينعكس على صفحة الماء فيزيدها روعة وخجلا وجمالا
ثم ينطلق بأسلوبه الرقراق الذى لا يستشعره أصحاب العقول الخاملة والهمم النائمة من رضوا بالحياة الراكدة
ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا
نجد ذلك فى شجرة الخلد
أول عقد إيجار فى العالم
المعطيات آدم صاحب أول عقد انتفاع بالجنة
بنود العقد سكن وطعام مجانى
الشرط الجزائي ألا يقربا شجرة محددة
كما ألمس فى أسلوبه العاصف نظرية النسبية حيث يختلف مردود القارىء له ويختلف اختلافا بينا يتفاعل فيه الخيال مع الحقيقة نجد ذلك فى قوله
نسبة العبقرية اقل من واحد فى المائة وهو يربط ذلك بقوله تعالى
” متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان”
معوضا عن حروف كلمة عبقري بالأرقام المقابلة للاستدلال على صدق النسبة
ولست أشك أن هذا الأسلوب الرائع يشغل الروح والعقل بما فيه من إقناع وامتاع وبما يملكه من قدرات عقلية وملكات بلاغية وثروة لغوية وموسيقى هادئة تارة وصاخبة تارة معتمدا على المعجم اللغوى كما فى مقاله الوشاية تسقط كل أوراق المنافقين
ومن سمات أسلوبه رقة معانيه حتى تبدو كاللبن الفصيح ثم ينظم ألفاظه كحبات عقد كأنها لؤلؤ منثور تبدو فيه حبكة الأديب ودقة المنطقى واستقصاء الرياضي يهذب العبارات يصرح احيانا ويلمح احيانا لكنه على كلا الحالين صادق يعتمد على الأسئلة الصادمة للعقل البشري مثل
ما مفهوم العبقرية؟
من هم العباقرة؟
ما مقاييس العبقرية؟
وآراه قد جمع بين الأسلوب العلمى والادبى معتمدا على المترادفات والمتناقضات بعبقرية فذة يقول :
أرى فى البحر صداقة بعراقة وأناقة وثقافة ولياقة ولباقة البحر يحمل كل المتناقضات
ولا شك أنه آثر التجديد ولم يعجبه من الفكر ما استكره فنجد بأسلوبه رنة ونبرة وطعما غير تلك الطعوم التى نتذوقها
أعمل فكره فيما تقتضيه الضرورة فهو يعالج قضية الحضارة بعبقرية حين يقول:
التعليم فى نظرى هو مقياس ريختر لقياس القوة الحضارية للدولة لن تكون هناك حضارة بلا أمن الأمن والأمان هما الخلايا الحية للحضارة الإنسانية ويؤكد على ذلك بالعصف الذهنى البديع بأناقة وحكمة لا تفسد الذوق فشيد قصور الإبداع وشغل الأفهام وشكل سبيكة من الوعى اوردها نار التأمل فصفت ونقت انظر إلى تلك المعادلة البديعة
التطور العلمي مع الرقى الأخلاق والنمو الاقتصادى والنظام السياسي العادل مع الرقى بالفن مع الأمن والاستقرار يساوى الحضارة
وقد أبحر عالمنا الموسوعى فجمع تراث السابقين الوافي واوغل فيه بحسه الصافي فنفى رديئه كما ينفى الكير خبث الحديد فكان منهجه صادقا مقبولا لا محالا مجهولا وأخيراً أقول ما خرج من القلب وقع القلب وما خرج من اللسان لم يتعد الآذان كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم” إن من البيان لسحرا ”
إن الكلام لفى الفؤاد وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا