دار العلوم ( ابنه علي مبارك)
بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر
بقلم هشام صلاح
شاءت إرادة الله لها أن تكون كرافدى النيل تنساب بعلومها الرقراقة فى وجدان وأفئدة وقلوب مريديها ، فقد اجتهد راعيها الأول ومؤسسها على باشا مبارك لأن تكون واسطة العقد بين تيارين من المعلمين بعد أن أحس بالهوة الكبيرة والعميقة و التي كانت بين ذاك التيارين حيث كان المعلمون تيارين جارفين أحدهما :
* تيار الأزهريين الذين كانوا يرمون مدرسي العلوم الأخرى كالجغرافيا والكيمياء والطبيعة وغيرها بالكفر والإلحاد. لأنهم يرون كل علم خرج عن علومهم التى درسوها الأزهر، إنما هو كفر وضلال ، وأن الاشتغال أو العمل به درب من العبث لافائدة منه
* أما التيار الأخر: فهو معلمو العلوم الكونية كالجغرافيا والكيمياء والطبيعة وهم أيضا الذين ينظرون إلى زملائهم من معلمي التيار الأول أو معلمى اللغة العربية نظرة أقل ان تقال دونية، ويسمونهم بالجهل والضلال
فكانت إرادة الله أن قيد لمولد دار العلوم راعيها علي مبارك” الذى أراد أن يقرب الهوة بين الفريقين فعمل على تأسيس “دار العلوم” ليجمع طلابها بين دراسة العلوم الكونية التي لا تتيسر دراستها في الأزهر، بالإضافة إلى العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية.
فكانت الثمرة تلك التي اقتطفها الإمام “محمد عبده في معرض حديثه عن “دار العلوم” والتي صارت تتحدى عوادي الزمان لتزداد رسوخا وثباتا قال واصفا اياها :
“إن باحثًا مدققًا إذا أراد أن يعرف أين تموت اللغة العربية؟ وأين تحيا؟ لوجدها تموت في كل مكان، ووجدها تحيا في هذا المكان”.
واليوم ترتدى دار العلوم ثوبا جديدة نسج وطرز بيد ناقد بارع وشاعرمرهف وعالم مدقق إنه عميدها أ – د أحمد بلبولة الذى نثق فى قدرته على تأسيس عهد جديد يضاف لصرح دار العلوم الشامخ يعاد به أصالة ماضيها وعراقة حاضرها فابنه الوادى ابنه علي مبارك هي وبحق دار العز قيثارة العلوم وحصنها المكين
نعلم سيادة العميد بل نعى جيدا ثقل المهمة التى قدر الله لك ان تحملها لكننا نثق فى أنه سبحانه وتعالى قد أعدك لذلك إعدادا يليق بما قدره لك واجتباك لذلك اصطفاءا واختيارا لتستكمل مسيرة الخالدين علي بصفحة دار العلوم
فعلى بركة الله لتنطلق دار العلوم تحت جناحيك إلى رحاب أوسع وآفاق أرحب لتكون وبحق ابنه النيل الصاعدة الواعدة لخير ومجد الوطن
دار العلوم ( ابنه علي مبارك)
بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر