عبد التواب مسلم
ألقى الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، حيث تناول موضوعها القرآن الكريم، وفضله على المسلمين وفضل تلاوته وتدبر كلماته ومعانيه وتطبيقه تطبيقًا عمليًّا في حياة المسلم وفي التعامل مع الآخرين.
وأكد “الهدهد” أن القرآن مأدبة الله، ويجب على المسلم أن يبادر إلى هذه المأدبة وألا يحرم نفسه من قراءة القرآن والفوز بالدرجات والحسنات وتقوية النفس والقلب والجسد، لأن القرآن شفاء للصدور والأبدان، وهو حبل الله المتين والنور المبين الذي يضيء الحياة وبينات من الهدى والفرقان، والتمسك به يعصم من الهوى والضلال، ويأخذ المسلم إلى الهدى والرشاد.
وحث المسلمين على مداومة قراءة القرآن وتدبر معانيه وتنفيذ تعاليمه والتأدب مع الله عند قراءته، حيث إن القرآن يهيئ النفوس لمجابهة المصاعب والشدائد ويمنح الإنسان عزيمة قوية لا تمنحه إياها كثرة النوم أو كثرة الطعام كما يظن بعض الناس، داعيًا إلى تقديم بناء القلوب على بناء القوالب، حتى تصل هذه الأمة إلى مجدها المنشود وتكون دائمًا أقوى الأمم.
واستدل “الهدهد” بقول الله عز وجل لنبينا محمد ﷺ: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، وذلك تمهيدًا للتكليف الذي سينزل على رسول الله ﷺ، والذي قال عنه الحق سبحانه: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)، وهنا دلالة على فضل تلاوة القرآن وقيام الليل في تقوية القلب والبدن وقدرة الإنسان المسلم على تحمل الشدائد.