تقديم / هشام صلاح
يجيبنا فضيلة العالم الجليل الأحب أ د محمد قاسم المنسى عن ذلك
فيقول :
من فقه الحياة
-١-
في حياة كل منا مواقف واحداث ، تصيبه في بدنه أو نفسه أو ماله او ولده او زوجته ، يقف الإنسان امامها
حائرا وعاجزا عن وصفها وتقييمها ، وفي هذه الحالة لا يكون امام الإنسان العادي الا ان يواجه ما تعرض له بأحد أمرين:
الاول : ان يرفض التسليم بما حدث ولا يعترف به او بنتائجه .
الثاني :ان يتقبل ما حدث شيئا فشيئا بما يسمي القبول بالأمر الواقع..
ولكل من الأمرين أسبابه و نتائجه العقلية والنفسية
بل والبدنية .
فاما الموقف الاول فإن صاحبه يصاب بسببه باليأس والإحباط وتحيط به الظنون والأوهام و تصبح الحياة بالنسبة له عديمة الجدوي.
اما الموقف الثاني فإن صاحبه سيجد في نفسه عزما وقوة تزداد مع الزمن لأنه نجح في الخطوة الأولي عندما أختار القبول بالأمر الواقع وتعامل معه بواقعية شديدة ، رغم شعوره بالمرارة ، فاتخذ وضع المقاتل ، وتحول الحدث عنده إلي طاقة نور ومصدر إشعاع..
وهنا يأتي دور الإيمان الديني في تحديد الموقف الصحيح الذي ينبغي علي الإنسان أن يتخذه عندما يتعرض لمثل هذه المواقف ؛ لأن النظرة إلي الأمور مع الإيمان تختلف ، وتقدير جانب الربح والخسارة سيكون أكثر نضجا وانصافا
-٢-
والسؤال الآن ماذا يقدم الإيمان لمن تعرضوا لهذه المواقف والأحداث؟
يقدم أولا التوصيف السليم ، وقد اخبرنا القران بان
ما سنتعرض له في الحياة من صدمات ، هو في الحقيقة جزء من قانون الفتنة والابتلاء حيث خلق الله الناس ليختبرهم باختبارات متنوعة طبقا لما ورد في قوله تعالي (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا)
ويقدم ثانيا التوجيه العقلي الايجابي بان الحكم علي الأمور لا يعتمد علي ما يظهر منها فقط وذلك في قوله تعالي :
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وعسى ان
تحبوا شيئا وهو شر لكم و الله يعلم وانتم لا تعلمون)
ويقدم ثالثا ما يمكن وصفه بنقلة ايمانية في النظر إلي الحياة عموما حيث أشار القرآن إلي هذه النقلة
بقوله تعالي(فعسي ان تكرهو ا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
وهذه فلسفة قرآنية تجعل الخير الكثير فيما يكرهه الانسان وليس فيما يحبه ،
وعلي هذا فإن الأمر الموجع اوالمؤلم أو الكارثي ، يكون بابا إلي عطاء الهي لايخطر علي البال ، سماه القران الكريم (خيرا كثيرا) وهي تسمية لا تخلو من دلالة ومغزي ..وهنا ندرك قيمة الجملة التي قالها الشيخ الشعراوي :
لا تجعل جانب الكره منك ، يتغلب علي جانب الجعل من الله خيرا كثيرا …
-٣-
للحديث بقية