كتبت زينب عبده
إن جسم الإنسان صورة طبق الأصل عن هذا الكون. ففي جسدنا أيضاً الماء, الهواء, الحرارة, العناصر والمعادن, الخلايا, الطاقة الإلكترمغناطيسية, الذبذبات, الفضاء, والبلايين من الذرات التي هي فارغة بمعظمها من الداخل..
وكلما تأملنا بأنفسنا وجدنا فضاءً داخلياً أعمق وأعمق وأبعاد اً لا تنتهي. فهذه الرؤية الداخلية تتشابه الى حد كبير مع هذه الرؤية الخارجية التي نختبرها خلال رحلاتنا الروحية الى البعد الآخر. فكما أن طبيعة جلدنا مكونة بإبداع لتتناغم مع أجواء جسدنا الداخلي والخارجي في ذات الوقت, فإن أنفسنا مكونة بشفافية فائقة لتتناغم مع العالم الداخلي والعالم الخارجي لهذا الكون ونظامه المتكامل.
الرضى والتسليم لهذا النظام الكوني, أو نظام الله بدون شروط أو تحفظات, لأن حالتنا اللانهائية بالواقع هي في أمان. فليس هناك حاجة الى القلق على حاضرنا أو مستقبلنا. إن الإستكبار والأنانية, الكبرياء والتعجرف, الخوف والغضب هما لصغار النفوس الذين يضعون الحواجز بينهم وبين هذا الوعي الكوني الأكبر. لهذ, لماذا لا نسلم أمرنا لهذه الإرادة الكونية أو الله؟ لنتمكن من تحقيق هذ, نحتاج الى تليين صلابة عقولنا وتطهير أجسادنا أولاً.
إن هذا المنحى من الرضى والتسليم الكامل لهذا النظام الكوني أو نظام الله هو الطريق الأسهل لإختبار النمو الروحي, لأن كل شيء هو تجلّي من عند الله أو الروح. لهذا, كثيراً ما كان القدماء يتبعون هذه الطريقة
من الحكمة أن نتعرف على هاتين الطريقتين ونختبرهما, لأن الأولى محفزة لعدم الإستسلام الى الإستكبار وسيطرة العقل. أما الثانية فستساعدنا على إكتشاف الذات الواحدة الموحدة. فكلاهما طرقٌ صالحة وأساسية للوصول إلى هذا التناغم الروحى …