متابعات
في فصل الصيف، وعلى الرغم من سطوع الشمس بقوة، إلا أننا نكون أقل عرضة لأشعتها نتيجة تجنبنا التعرض المباشر لحرارة الشمس، ومن هنا تبرز مشكلات نقص فيتامين (د) حيث تعد أشعة الشمس مصدرا رئيسيا له، فنحن نتنقّل بين صناديق مُغلقة، من المنزل إلى السيارة ومنها إلى مكان العمل، فضلا عن تغير أنماط الحياة التي تؤدي إلى قلّة الحركة، وتراجع الاهتمام بالنشاط الرياضي، وهذا كله يؤدي إلى تراجع فيتامين (د) في الجسم، وبالتالي تنتشر الشكاوى من الشعور بالإرهاق وآلام العضلات، وغيرها من أعراض نقص هذا الفيتامين الحيوي لصحة الجسم. وفيتامين (د) هو الوحيد الذي يمكن أن يصنع عبر جلد الإنسان من خلال التعرض لأشعة الشمس، وهناك مصادر أخرى لفيتامين (د) حيث يمكن الاستعانة بالمكملات الغذائية الموجودة في الصيدليات أو من بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية، وزيت كبد الحوت، وصفار البيض، والفطر والحليب المكثف.
وتكمن أهمية فيتامين (د) في مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء بشكل سليم، كما أنه يحافظ على مستوى طبيعي لعنصر الكالسيوم والفوسفات في الدم، ويقوي العضلات والعظام، ويمنع من السقوط وهشاشة العظام والكسور العظمية، كما يؤثر فيتامين (د) أيضا على القلب وجهاز المناعة، ويلعب دورا مهما في الوقاية من السرطان.
ومن أعراض عدم توافر مستوى كافِ من فيتامين (د) ألم في العظام والعضلات، وضعف العضلات ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة احتمال السقوط والكسور العظمية، أما النقص الحاد فقد يتسبّب بمرض كساح الأطفال، أو مرض لين العظام لدى البالغين.
كما أن المخاطر الصحيّة قد لا تقتصر على العظام والعضلات بل قد ترتبط بأمراضٍ أخرى مثل السكري، والاكتئاب، والالتهابات الميكروبية، وأمراض القلب. وتضم قائمة الأفراد الأكثر عُرضة لنقص فيتامين (د) العديد من الفئات، منها: • المسنون: لأن القدرة على تصنيع فيتامين (د) تتقلص مع العمر. • الأطفال الرضع: فتركيبات حليب الأطفال الصناعي تحتوي على مستوى منخفض من فيتامين (د). • النساء: خاصة أثناء فترة الحمل والرضاعة. • أصحاب البشرة الداكنة: قدرة الجلد الداكن على تصنيع فيتامين (د) ضعيفة. • الأفراد الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد. • الأفراد الذين يُقيمون في مناطق ملوّثة. • الأفراد الذين خضعوا لعملية جراحية لمعالجة البدانة أو يعانون من سوء التغذية.
فإذا ثبت نقص فيتامين (د) فإن العلاج سهل ، حيث يلجأ الطبيب إلى وصف حبوب أو محاليل للشرب أو حقن.
ورغم مخاطر نقص فيتامين (د) في الجسم، فإن الإفراط في تناول الفيتامين له العديد من الأضرار أيضا، فزيادة نسبته في الجسم قد تؤدي إلى التسمم، وبالتالي تكون حصى في الكلى بسبب ارتفاع نسبة الكالسيوم في البول، أو قد يؤدي إلى الغثيان والإمساك وفقدان الشهية والتشوش.
ولتجنب التعرّض لنقص فيتامين (د) ينصح الأطباء بالتعرض لأشعة الشمس ثلاث مرات أسبوعيا تحديدا بعد الظهر ولعشرين دقيقة على الأقل للوجه والذراعين والساقين.
وإذا كنت تعاني من مشاكل جلدية فالأفصل لك أن تلجأ بدلاً من التعرض لأشعة الشمس إلى تدعيم نظامك الغذائي بالأطعمة الغنية بفيتامين (د).