بقلم/ محمد مأمون ليله
حدث في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنْ جاءه رجل أصاب من امرأة قُبلة، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ، وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا، فَأَنَا هَذَا، فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَقَدْ سَتَرَكَ اللهُ، لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ، قَالَ: فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا، فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ، فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا دَعَاهُ، وَتَلَا عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ: {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِيَّ اللهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً؟ قَالَ: «بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً».
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
من هنا، فمثل هذا العمل تجبره التوبة والأعمال الصالحة كالصلاة هذا إذا فعله سرا؛ فإن أظهره علانية ؛ فاللمسئول أن يضيف إليه عقوبة تناسب الجرم الذي أصابه؛ لأنه آذى المجتمع بذلك، وعاون على نشر شيء قبيح محرم قد يقلده غيره فيه، فينتشر في المجتمع التطرف الأخلاقي، وهذا حق المجتمع منه.
وينبغي أن لا يُدمر مستقبل الشاب والفتاة أيضا، وأن تستغل هذه الحادثة فنصدر قوانين جامعية شديدة مع عقوبات كبيرة تجرم مثل هذه الأفعال، حتى يحدث الانضباط الأخلاقي في الجامعات، وأن تكون هناك لجنة معروفة للشباب والشابات يتوجهون إليها للإبلاغ عن المتحرشين، أو الذين يخرقون الإطار الديني والمجتمعي والأخلاقي في الجامعة، وتحقق هذه اللجنة بسرعة ، وتصدر العقاب المناسب.
ويجب أن تكون هناك محاضرات ومؤتمرات تلف الجامعة، يُحضر بالدعاة والمصلحين إليها؛ ليغرسوا في الطلبة كيفية التعامل الصحيح في هذه الفترة من عمرهم.
كما أقترح أن نُفعّل بعض القاعات في الجامعة، تخصص للأفراح والمناسبات السعيدة كالأفراح، والعقيقة.. وتكون بأسعار رمزية للطلبة والعاملين وأعضاء هيئة التدريس فيها، وأن تكون بعيدة عن أماكن الدراسة شيئا ما، وفيها تتم المحاضرات العلمية والأخلاقية أيضا، وتكون مما يدر مالا على الجامعة، ولا مانع من تأجيرها ليلا للجمهور، وتراعى فيها الجوانب الأخلاقية بما يتناسب مع القيمة والقامة، بشروط محددة معروفة، ونظام صارم.