بقلم / كواعب أحمد البراهمي
قرأت بأحد الجرائد خبرا عن جريمة قتل .لم تهمني الجريمة بقدر ما اهمني سبب حدوثها .
فما حدث في حلوان أكبر من جريمة القتل أو جريمة السرقة أو حتي جريمة الزنا .
ففي كل تلك الجرائم المتهم يقوم بالفعل لسبب بداخله وغالبا يكون منفردا بالجريمة . وغالبا أيضا يكون المجني عليه هو شخص أقسى ما يحدث له هو الموت .
ولكن ما حدث في حلوان على غرار إحد المسلسلات كما يقال . فذلك أسوأ ما حدث من البشر للبشر كيف يجرؤ مجموعة من السيدات على
تعرية فتاة وإخراجها للشارع عارية تماما . سواء تم التقاط صور لها كما كتب عنه أم لا .
كيف وصل الشر في بلد مسلم وعربي وفي مصر إلى هذا المستوى من الانحطاط .
أين الرقابة على المصنفات الفنية .
أين الرقابة الداخلية بداخل كل انسان .لابد أن تصحو تلك الرقابة أنقذوا مصر
يبدو أن المسلسلات وما تعرضه أصبحت من ضمن الأسباب الرئيسية لهدم المجتمع .
الناس ما عادت تهتم بالقدوة الحسنة .
الناس أصبحت تقلد القدوة السيئة . .أصبح بطل العمل الدرامي اوالبطلة . هو المثل الذي يحتذى به .
لماذا لا نقلد الخير . كنا سابقا نقلد الممثلين والممثلات في ملابسهم .وحتى في تصرفاتهم والتي لم يكن فيها ذلك القدر من الدونية .
كان العمل الاجتماعي ينتقد السوء الذي بداخل المجتمع والعمل الفني كان يقدم المعالجة لهذا السوء.
ولكن أن يتم تقديم البطل على انه المنتقم الجبار الذي تعرض للظلم فيرد بكل طرق الرد .وبلا ضمير وبلا خلق .ثم يرى الناس أن ذلك صحيح .بل ويقلدونه .فتلك الطامة الكبرى .
أنا أرى ان والد الفتاة عندما قتل من كان السبب في تجريدها من ملابسها وإخراجها للشارع عارية فهو فعل أبسط ردة فعل .
أين الأخلاق. أين الأديان التي تحث على الستر والفضيلة .
حقيقة ما حدث أسوأ ما يحدث حاليا في التصرفات بين البشر وتخطي كل حواجز الدين والكرامة والنخوة .
لقد حدثت تلك الفعلة سابقا ومع سيدة كبيرة في السن . فهل كان العقاب رادعا وفوريا . لو كان حدث ذلك ما تكررت تلك الأفعال .
لابد من صحوة كي لا يعاقبنا الله كما عاقب المفسدين في الارض . ويحق علينا العذاب .