ترى هل خان الابن أباه !؟
فى –” ثورة الشك”
بقلم هشام صلاح
” ثورة الشك “واحدة من أروع القصائد التى نظمها العاشق الأبى الأميرعبد الله الفيصل و شدت بها سيدة الغناء العربى أم كلثوم
وقيل عن مناسبة كتابتها أن الناس قد بدأت تلمح للأمير عبد الله الفيصل بوجود علاقة بين ابنه وزوجة الأمير ” زوجه أبيه “
وحين نطالع أبيات القصيدة نلحظ ذلك المحب العاشق وهو ليس كغيره فى حلم المستفيق .. فالشك في القصيدة ليس من هذا النوع بل شك جاء من حديث الناس.. فهناك واشون.. هناك من نقل للزوج أو العاشق كلاماً خطيراً عن خيانة محبوبته.. فحارت عواطفه بين ثقته في حبيبه.. وبين كلام الناس.حتى أضحى حبه شكا .وكلما زاد الشك كاد القلق أن يفتك به- فيالوجيعة شاعرنا وقساوة ألمه ترى أخانه ” ابنه ” أغلى الناس وأعزهم إلى قلبه ! مع زوجة أبيه ، ترى هل وقعت محبوبة الشاعر وزوجته فى خطيئتها! ومع من !مع من كان يراقبه بكل الحب وهو يكبر أمام عينيه لتقر عينه بعد أن بلغ مبلغ الشباب – يقول الشاعر:
“أكاد أشكّ في نفسي لأنِّي —- أكاد أشــــــكُّ فيكَ وأنتَ منــي
يقول الناس إنك خُنتَ عهدي—- ولم تحفظء هوايَ ولم تَصُنِّي
وأنتَ مُنَايَ أجمعها مشت لي—- إليك خُطى الشباب المطمئنِّ
*** وياللروعة نظمه حين وصلت أبيات القصيدة إلى قوله :
يُكَذِّبُ فيكَ كُلَّ الناس قلبي —-وتسمعُ فيك كُــلَّ الناسِ أُذني
وكم طافتء عليَّ ظلالُ شَكّ– أَقَضَّت مَضجعي واستعبدتني
كأنِّي طافَ بي رَكبُ الليالي– يُحَدِّثُ عنك في الدنيا.وعنِّي
على أنِّي أُغالطُ فيكَ سمعي— وتُبصرُ فيكَ غيرَ الشكِّ عيني
وما أنا بالمُصَدِّق فيكَ قولاً— ولكنِّــي شقيتُ بحُسن ظنــي
وبي مما يساورني كثيـر —- مَنَ الشكِّ المَؤَرِّقِ.لا تَدَعني
تَعَذَّبُ في لهيبِ الشكِّ روحي— وتشقى بالظنون وبالتمنِّي
أَجِبني إذ سأَلتُكَ: هل صحيحٌ — حديثُ الناس؟ خُنتَ؟ ألم تَخُنِّي؟
على أننا نلحظ أن هنالك عاملاً ثالثاً يكاد يمزق قلب الشاعر- غير الحب وكلام الناس وشكه – فهو عامل يؤجج نيران الشك ويضرم حيرة العواطف في نفس شاعرنا العاشق..
إنه فارق السن فهذا الملتاع قد أحب معشوقته ” الزوجة الشابة ” والتى تصغره فشبابه وعنفوانه قد ولي وذهب وحل عليه الضعف والهرم .. فما أصعب أن يعشق الكهل فتاة تصغره فالألم حينها أكبر والشك أقرب — تلك هى الوجيعة
فرغم أن العاطفة ورهافة الحس والحب الجارف قد أعاد لقلب الشاعر صباه —لكن
هيهات هيهات أن يعيد للجسد شباب