لن أزيد عما يعلمه الجميع عن مكانة وقدر المعلم وما يتحمله من أعباء ومشاق من خلال حمله لاأعظم رسالة رسالة الأأنبياء، لذا فهم وبحق المعلم وارث الأنبياء
وأهدى القارىء العزيز صورة مشرقة وموقف جليل حدث مع أحد المعلمين ويرويه بنفسه
يقول : ” أنه كان يقود سيارته فأوقفته لجنة المرور حيث طالبه ضابط المروربرخصة القيادة وأوراق السيارة وتعجبت منه حيث أطال النظرلى متفحصا من وراء نظارته الشمسية المعتمة
فسلمته كل ماطلب من وثائق ليبادرني بلهجة هادئة وحازمة
-لم تربط الحزام يا أستاذ
– قلت نعم للأسف
-قال هذه مخالفة
-قلت نعم أعترف أني أخطأت وأستحق المخالفة
بدأ الضابط بتدوين قسيمة المخالفة وقال لي انت أستاذ ومعلم تربوي قلت نعم قال إذا غش طالب في الامتحان هل تسامحه قلت لا قال اذا ماذا تفعل قال اطبق عليه القانون
فناولني ورقة المخالفة وهو يضحك قال هل يمكن أن تنزل من السيارة بتردد واستغراب نزلت
فقام باحتضاني فجأة ويقبل رأسي كنت مندهشآ مما يحصل..
أستاذ أنا الطالب فلان درست عندك أتذكر حين غشيت من ابنك فلان في الامتحان فعاقبتنا حينها وسحبت ورقتي وورقته ومنحتنا صفرآ وطبقت علي وابنك القانون
منذ ذلك اليوم عرفت ان القانون وضع ليطبق على الجميع ولا يستثنى منه أحد ولو كان ابنك يومها بكيت احتراماً لك وحزناً انك طبقت القانون على ابنك دون ان تجامل فجعلتك مثالا لي
واليوم استاذي أطبق عليك القانون ولا أستثني أحدا لوكان ابني
لم أستطع اتحكم بدموعي فرحاً بان هذا الضابط كان احد طلابي وعرف ماذا يعني تطبيق القانون وهو بالمقابل كان يناضل من أجل ألا تسيل دموعه حفاظآ على هيبة الزي العسكري الذي يرتديه
فاخرج مبلغ من جيبه الخلفي فقال : ” أقسمت عليك يا استاذي أن تقبل هديتي ” فأمتنعت
فألح علي وقال القانون طبقته عليك لكن قيمة المخالفة علي فانت معلمي وأبي وقدوتي وأدامك تاجآ فوق رؤوسنا حاولت الامتناع فألح بشدة وسانده زميله الذي شهد الموقف بتأثر
غادرت المكان وقد سرت بين أضلعي سكينة عجيبة وسعادة غامرة ودموع فخر انه تخرج من تحت يدي جيل لايخون وظيفته ولا وطنه
هكذا تبنى الأوطان بمعلميها المخلصين ، ولا تبنى بلاعب كرة لا يجيد التحدث بعبارة واحدة ، ولا بفنان غير مسئول يقدم لنا الغث التافه ، ولا بمغن لا هم له سوى نشر الرذيلة وجمع الثروة الطائلة فهؤلاء جميعهم حققوا الثروة والمال الوافر
أما معلمنا هذا بموقفه فقد أثبت للجميع ان ثروته الحقيقية هى علمه وعطاؤه الذى إذا غرسه في طلابه صلح المجتمع وصلح الوطن فالتعليم وتطبيق القانون لا يقدر بثمن