بقلم/ سعاد الدفتار
أكبر خدعة بنعيشها ونعيش أولادنا فيها عشرة شهور صراع متواصل مع الدروس الخصوصية ومصاريف ومواصلات وتترواح كل منها علي حسب الامكانيات
تعالوا نشوف بقي نوعية الطلاب واللي بيحصل، فهناك
* طالب متفوق طول عمره وحياته كلها بين الكتب والمذاكره ولازم لازم يكون من الأوائل وده بعد التوفيق من ربنا بيظل محافظ علي مستواه
* ومنهم طلاب بالحفظ عن ظهر قلب وبعضهم ممكن يظل قاعد 48 ساعة في الأربعة وعشرين بس المهم يحفظ حتي نوعية المسائل المختلفة
* وطالب متفوق طول عمره وتحدث له ظروف خارجة عن إرادته فيجد نفسه رغما عنه مش عايز يذاكر أو يهرب بالنوم وتوصل معاه إنه لم يعد شئ معاه فارق، هروب من الواقع علي شويتين اكتئاب مع إن دي مش شخصيته ودي للأسف عندي وعند ناس تانية
والنتيجة طبعا ينزل من التعداد ولا يفوز بالمارثون اللي هتحدد عليه نوعية حياته بعد كده ودي اكبر خدعة بردو
* طالب اخر يجيي في الإمتحانات كتب الإجابة صح وقبل ما يسلم يشطب عليها وعلي كذا سؤال ويكتب الغلط ( وكان امر الله مفعولا )
* طالب بيدح طول السنة دي وكان قبل كده ولا بيمسك كتاب ومضيع بس جه علي نفسه سنة وصم الكتب والمعيار هنا للي بيحفظ اكتر وبيذاكر اكتر، مالهاش دعوة بالشطارة من عدمه هيفرغها في الإمتحانات ولا اكنها لم تكن بعد كده
*طالب اخر وده المحظوظ في الدنيا متعوس في الاخرة ان شاء الله يجي حظه انه يكون قاعد قدامه واد فت وطبعا طبعا هو استاذ في الغش هيدخل طب او سياسية واقتصاد زيه على طول وهو لا يفقه شئ هتقولوا عمره ما يبقي كده وأنا بقولكم لا هيبقا كده وبالدليل الدامغ
فطلاب كتير أمامهم أو بجوارهم طلاب فائقة وبالغش بيجيبوا نفس المجموع وربما يزيد او يقل قليلا والأمثلة كتير وقدامنا إحنا علشان في المجال وقسما بالله أوائل ودي الخدعة اللي اهله بيخدها والمجتمع وبالتالي ضياع أجيال متتالية وإنهيار متتالي
* طالب بقي بيحفظ الكتب وربما أخر أفضل منه بكثير فهما وتطبيقا ولكن الأول يجيب قرب المائه وكله بما يرضي الله والأخر لظروف أو حدث ما لم يستطع معه أن يكون مثله أو يحصل علي ما يريد
طلاب بقي تاخد من ده شوية علي شويه من ده علي حبه تخاطيف كان بياخدوها من الكتب ويجيبوا كليه حلوة والأهل تفرح وتقام الأفراح ابني تفوق ونجح ويجي الابن يكمل اللي عمله في الكلية وربما يتعثر في الكلية أو يتفوق بها أو ينجح بردوا بالغش وربما يعين بها ما هو بقي حريف غش
أو ربما يكون بمجهوده وتفوق فيها لكن ما بني علي باطل فهو باطل دخلت الكلية دي بالغش، فلوسك كلها يا باشا حرام لأن أصلها ومنبعها كده جه من غش اللي هو حرام
* نسيت في طلاب حتي لو مش عارفة الإجابة مش هتسرقها من حد أيوة سرقه ماهي مش بمجهوده حتي وإن كان النظام نفسه عقيما فتيجي تتظلم دنيا، اللي غشوا جابوا أعلي وبالتالي فرصتهم في السباق أعلي
طلاب عايزة تفرح أهلها أو مش عايزاهم يزعلوا فيغشوا علشان لازم يجيبوا درجة معينة
لجان بقي ولجان، لجان البنات هادية وما بتسببش مشاكل أد كده وملاحظين كتير بيغموا عنيهم وفيها إيه لو البنات خدت شوية حاجات من صحباتها طالما مش عاملة صوت، السنة بيتحدد عليها مصير يا جدعان وإحنا عندنا أولاد بردوا
لجان تانية مشدودة والبنات هادية
ولجان أخري فيها شوية بنات مشكلة وممكن ترمي بلاها علي المراقبين وممكن رئيس اللجنة ويخافوا منها
نيجي للجان الأولاد حدث ولا حرج نلاقي معظم الملاحظين وده بردوا علي حسب المكان اللي بيتراقب فيه ودن من طين وودن من عجين ويسيبوا الأولاد مع بعض الا كده والا يحصل مالا يحمد عقباه، موت اكلينكي للأخلاق والقيم
لو طالب شاطر معاهم صيده جميلة لو مش معاهم الكتب تفتح عنوة بس كتب ايه خلاص عصر وانتهي موبيلات بقي واجهزة حديثة مع شوية تسريب من هنا وهناك
سنه طحن للأهالي والأولاد في مارثون الثانوية طحن نفسيا ومعنويا وإستنزاف مادي من جميع النواحي
أسر تدخل جمعيات علشان توفر الدروس، وموظف راتبه مش مكفي أكل لاسرته وملبس يستلف ويداين او يرتشي هو بيبقي شايفها اكراميه
بس هي رشوة واللي بيديها له عارف إنها رشوة وبيخدع نفسه هو كمان ويقولوا إكرامية أصل المصلحة مش هتنقضي إلا كده
الأهل بقي مش عايزه تعب أولادها يضيع ولا تعبهم هم كمان
يا حماده أو يا توته لو معرفتش حاجة مفيهاش حاجة لو سألت زميلك، ده نظام فاشل المهم تنجح وتجيب الكليه وتفرحنا أمال إيه
إبني جاب 98 % أهل تقف عند اللجان وهي اللي تغشش أولادها أو يجي كده ناس تتبرع من عندها وتغشش أهي بتساعد
نيجي بقي للتصحيح والقدر والحظ بيلعب دوره مع البعض، مصحح بيدقق وبيدور علي الواحده ، وأخر أيده كريمة أيده فرطه بيوزع درجات من عنده دلوقتي في ناس بتقول ياريت كلهم يبقوا كده الأولاد في عرض نصف درجة
ومصحح أخر مش مركز يصحح سؤال في ورقة صح وفي أخري غلط علي حسب المزاج
وتضيع أحلام البعض وتتحقق أوهام للبعض الأخر
نيجي بقي لكليات القمة ودي بقي أكبر هوة وقعنا فيها كلنا واللي علشانها ممكن يتعمل أي حاجة
لا الطالب أفاد ولا إستفاد، الطلاب بتدخل اللي يجيبه التنسيق وليس رغبتهم التنسيق اللي علي بابه بتضيع أحلام الكثيرين عايز حاجة بس للأسف المجموع ماجبهاش فيدخل حاجة تانية خالص ومش هيجيد فيها الا القليل
أزمة إنفلات في كل شئ أولويات ، أهداف، هاجيد في إيه مش مهم، المهم المجموع اللي جه بأي شكل من الاشكال سواء مشروع او غير مشروع
لو جينا وشوفنا حال اولادنا اللي في كليات القمة ومعظم طلابي فيها أو تخرجوا منها فأغلبهم مطحونين طوال الوقت، قدامهم اللي تعثر في الكليه واللي بيغش ويقولوا ما بينهم وبين نفسهم دول دخلوا كليات قمه إزاي وفيهم اللي ندم علي سنين ضيعها من عمره
كليات قمة تعني وجاهه إجتماعية أكثر منها وظيفة ورسالة لخدمة الناس سواء كان طبيب ، مهندس، مدرس، محامي ، ظابط، الخ
غش ويغش = أمة منهارة ولن تتقدم
إسالوا أولادكم علي اللي بيحصل وماتخلهمش يعيشوا في أوهام ويخدعوا نفسهم نظام مش هيتغير الا لو إحنا غيرنا تفكيرنا ورؤيتنا للاوضاع