بعد الشجاعة التي أبداها أكثر من مئة فنان فرنسي رفضوا دخول إسرائيل لإقامة مسابقة الأغنية والموسيقى الأوربية على حساب شعب فلسطين المحروم من أبسط حقوقه في الحياة . جاء دور وارسو. حيث رفضت اليوم دفع تعويضات لعائلات يهودية عن أملاك خسرتها ببولندا أثناء الغزو النازي لها . وقالت أن ألمانيا مدينة لبولندا بأكثر من تريليون دولار، كتعويضات عن أضرار الحرب.
المتحدثة بإسم الحكومة البولندية قالت في تصريح لها في حديث لإذاعة محلية أمس الخميس . أن الموقف البولندي حازم وواضح في هذا الشأن وقالت “لسنا مدينين بأي شيء لأي أحد”.
وقد تدخلت مجموعات يهودية وعبرت عن رفضها للرفض البولندي الرامي إلى عدم دفع تعويضات لليهود . فمثلا المنظمة اليهودية العالمية للتعويضات (WJRO) . تحركت ودعت وارسو إلى دفع تعويضات مالية للعائلات اليهودية التي تم الإستيلاء على ممتلكاتها ونهبها إبان الإحتلال الألماني النازي لبولندا في الحرب العالمية الثانية.
وعبر رئيس هذه المنظمة اليهودية جدعون تايلور . عن عدم رضاه وتحدث سابقا منتقداً بولندا . معتبرا أنها الدولة الوحيدة في الإتحاد الأوروبي التي لا تملك قانونا شاملا للتعويضات . وآن ذاك حدث نفس الشيء ولم تسمح وارسو لليهود بلوي ذراعها أو إنتقادها وقالت لتايلور ما ردت به على إدعائه . وأصرت على أن هذه المسألة تم حلها منذ مدة طويلة.
وهذا الأسبوع و بعدما ألغت وارسو بشكل مفاجئ زيارة كان من المقرر أن يقوم بها لبولندا وفد إسرائيلي برئاسة وزير العدالة الاجتماعية إيلي كوهين . إشتد الجدل بين بولندا واليهود. وللإشارة كانت الزيارة الملغية ستركز على إعادة الممتلكات اليهودية.
ونهائيا أصبحت بولندا تعتبر أن مسألة إعادة ممتلكات اليهود التي صودرت خلال الحرب العالمية الثانية ، هي واحدة من المسائل المغلقة.
ويواجه القانون الأمريكي لعام 2018 م بموجة غضب في بولندا . حيث تظاهر بتاريخ يوم السبت الماضي ألاف من شعب بولندا ضده لآنه كلف وزارة الخارجية الأمريكية بمراقبة كيفية تعامل الدول الأجنبية مع دفع التعويضات لليهود الناجين من المحرقة “هولوكوست” وأحفادهم.
وتعود الأحداث التي تضرر فيها اليهود إلى سنة الهجوم الألماني النازي على بولندا . وتاريخ الهجوم هو 1939 م .في يوم الفاتح من سبتمبر . وكان بمثابة يوم البداية للحرب العالمية الثانية . الذي بدأته جيوش الرخ النازي أدولف هتلر بفتح بولندا وغزوها.
وتقول دولة إسرائيل التي توصف في عالمنا العربي بالكيان الصهيوني . تقول أن بولندا تعاونت مع النازيين ضد اليهود ، وتتجاهل إسرائيل كون الرخ بدأ حربه العالمية الثانية على أعدائه إنطلاقا من الهجوم على بولندا . وتنفي بولندا ما تتهمه به إسرائيل . وتدافع عن نفسها بسن قوانين ضد من لا يحترمون سيادتها وموقفها من براءتها التاريخية من المحرقة النازية. وتجرم بولندا فتح مثل هذه الملفات في البلاد كما تعاقب من يتعامل بعبارات ومصطلحات مثل “معسكرات الموت البولندية”.
ويبقى رفض مسؤولو حزب القانون والعدالة اليميني الحاكم في بولندا دفع التعويضات لليهود. عائقا كبيراً في وجه المساعي اليهودية الرامية إلى تجريم بولندا أولا والحصول على تعويضات مادية ثانياً . وفي القانون والعدالة اليميني الحاكم المسؤولين يُصرون على أن تدفع ألمانيا تعويضا لبولندا عن الدمار الذي لحق بها في زمن الحرب.
ياروسلاف كاتشينسكي هو رئيس الحزب الحاكم في بولندا . وكان خلال حديثه مع المؤيدين للحزب الأسبوع الفائت قد قال “يجب أن يدفعوا لبولندا، وليس العكس”.
وأخيرا نشير إلى أن بولندا كافحت الطمع اليهودي . وربما تكون قد هزمته . وهي الأن تسعى لنيل تعويض عن ما طالها من العقاب النازي . إذا كانت للمعتدي عليهم حقوقاً . فوارسو تعرف أن حقها عند الجار والنازي . وقال رئيس الحزب الحاكم “بعض جيراننا على طول الحدود الغربية مدينون لنا بعشرات، بل مئات المليارات من اليوروهات أو الدولارات. وربما، أكثر من تريليون دولار”.