إن فعل القراءة والكتابة كان فعلا محصورا ومحدودا ….والذى يقرر مصير التقدم فى أمة من الأمم ليس وجود ملايين البشر ممن يقرأون ويكتبون أو بمعنى أصح ممن يحملوا شهادات شكلية مكتوبة وهم من الداخل خاويين.
لكنها هى فئة قليلة تجيد هذا الدور وتستشعر بمدى أهميته وشرف رسالته …وتتمكن منه تمكنا إبداعيا وعلميا وتربويا وأخلاقيا .وهى التى تستطيع أن تقود الأمة للتقدم الفعلى الحقيقى ، وهذا ما تدل عليه وقائع التاريخ ، فشكسبير كان واحدا بين الملايين والعلماء اليوم من المخترعين هم فئة محدودة ولكنها حقيقية مؤثرة فى تقدم المجتمع ورقى الأمم.
كما أن الأمية فى الهند اليوم هى أكبر رقم فى العالم ولكن لم يمنع هذا ،من أن تتقدم الهند وتتفوق ، وهى لم تتفوق بملايين القراء وحاملى الشهادات _الشكلية الممنوحة_ولكنها تفوقت باعداد محدودة من العلماء …حصلوا على تأهيل علمى مناسب وحقيقى …مع نوع من اخلاقيات العمل والمثابرة ولذا حققوا مرادهم ونجاحاتهم وتقدموا .
عن حال تعليمنا أتحدث ، فنحن نحتاج إلى ثورة أخلاق و أصحاب ضمير حى ومقدرون حقيقيون لسمو و أهمية الرسالة بصرف النظر عن المقابل ، فمن يطبق ضميره وروح دينه لا ينتظر ثواب من البشر لأن ثوابه عند رب البشر ، فالضمير والإنسانية واتقاء الله فى العمل لا يكون هنا بشىء حينها سنتقدم ونخرج من جلباب التدنى التعليمى والتربوى المخجل.
سفيرة الحق والعدل