بقلم / نسرين يسرى
بعض الحكايات ندخلها بكامل نمونا ونغادرها بقايا …
هذه هى حكاية أنثى … ويبدا حديثها أكبر خطأ بحق نفسى فى حكايتك أنى كنت أنثى تؤمن داخليا بأن الأشياء التى تكسر لا يمكن إصلاحها فتحولت كل الاشياء حولى مع الوقت إلى مجموعة أشياء تم إصلاحها بعد الكسر عادت … لكن … لم تعد كما كانت … فأصبحت كتحف فنية مشوهة لكثرة الشروخ فبعض الاشياء رميها بعد الكسر أفضل من محاولة إصلاحها … لكنى كنت أحتفظ بالمكسور منك ولا أرميه … كنت كأى أنثى أحتفظ بكل البقايا والتفاصيل كأنها أرثى من حكاية فاشلة … ولم أكن أعلم أن هذه البقايا قد تهدد يوما سعادتى أو أنها قد تتحول مع الوقت إلى أشياء مؤلمة تعوق وصولى إلى الضفة اﻷخرى حيث الفرصة اﻷخرى للحياة … لهذا كنت أحرص عند غرق الحكاية أن أحمل معى أكبر قدر من البقايا ورق صور رسائل نعم ورق صور لم أكن أجيد انتقاء البقايا فأنا لم أكن أنثى مادية ولا للمال فى أحلامى أهمية فأبسط الأشياء منك كانت تفرحنى وأبسط الأشياء منك كانت تعادل لدى الكثير الكثير لهذا كانت مقتنياتى منك عفوية جدا وبسيطة جدا دفتر رسائل بنقوش رومانسية …. إسوارة من الخرز الملون … طوق ياسمين … عقد فل … كتاب … مصحف … أو اسطوانة غنائية قديمة رحل صاحبه وبقى فى الوجود صوته …
فحيت نكون فى حالة حب … كل الافكار تكون جميلة وكل الظنون تكون طيبة … حين نكون فى حالة حب … فنحن لا نرى المساحات المظلمة ولا نرى نرى الوجه الحقيقى لردود اافعال ولا الطريق المرعب أمامنا …
حين نكون فى حالة حب … نفسر الاشياء ببساطة مريحة وبرومانسية تشرح قلوبنا … ففى الحب نرى بأعين قلوبنا والقلوب المحبة لا تبصر الاشياء بوضوح كامل لذا لم ألمح صورتك بوضوح ،كذلك الوضوح الذى لمحتها به وأنت تصعد القطار الأخير على محطة الحكاية تلك المحطة التى بقيت مهجورة … هذه بعض الحكايات … إنها كالحياة لا أحد يغادرها بخفى حنين حتى حين تخرج منها وكفوفنا فارغة نحن نكون قد حملنا منها الكثير الكثير …
بقايا أنثى … حكاية واقعية … كانت قابلة للكسر وتم اصلاحها