سمرا عنجريني / سورية
خاطرة يوم الأحد/ 20
————————————-
وأنا افتح باب بيتي الجديد لفتني قشعريرة غربة
سيكون علي ان أفعل شيئاً بشأن مرآة مسددة إلى وجهي مثل أصبع الاتهام ..
رأيت طفلة صغيرة بتنورة مكشكشة ابتسامتها شمس كبرت خلال خمس دقائق بعد أن نبشت قبوراً في ذاكرتها العنيدة ..( فلأبدأ )
( أغلبية النساء في شرقنا مؤودات بشكل منهجي لهن أعضاء غير مرئية مطمورة في أصص مهجورة بعضها تدفن بعضها بتعزية مقصودة ..يكتشفن فجأة أنهن فقدن القدرة على السعادة ..تم تفريغهن من قدرتهن على الحب والمنح والحياة..أنوثة جففها الزمان في لعبة اسمها ” سادية النصف الآخر ”
يتم تشكليهن بصور مختلفة لتتلائم مع رغبات ومصالح الرجل الآمر الناهي ..تنمو للمرأة في مجتمعاتنا أذرع كثيرة نتيجة ظروف الحياة القاسية .. هي مدبرة منزل ومربية وعاملة ، ومع بزوغ قمر النصف كل ليلة عليها أن تتحول كما ” ساسوكي ” بعشرة وجوه لتُسْعِد أنانيته الخطيرة
” حذار ياامرأة” ويعلو الصوت بالتجريح واليد تمتد بوقاحة التهديد إن أرادت حواراً وطلبت إنصافاً..فهي بنصف عقل ، خلقت من ضلع أعوج بنظر الفكر الصنديد لاتحسن النقاش إلا فوق السرير .. فجارية الوزير عليها دائماً الطاعة والتكفير
يبتزها مادياً وعاطفياً ، ويسعى في الخفاء لامتلاك أكثر من عشيقة ، يهمس لكل واحدة أنها وحدها الأثيرة ..
سكر الحديث ياسادة شديد الملوحة وله شقين في خاطرة يوم الأحد
يبقى الجسد حقيبة سفر.. والحب الصادق أذكار لاغفران لها نحن في زمن الأخلاق فيه تحتضر ، لاوعد ..لاعهد ..الاهمال شيم الكرام على سلم الهروب وهذا أسلم شيء بالمختصر
في فنجان هذا الصباح حفنة بُن بالكاد تكفيني في غربة رفيقة ..
أيمم شطر البحر ..امرأة حرة ، بلا علاقات أنهي في داخلي صراعاً مريراً ، قوة الفكرة هي قوة الفطرة، وقوة الحقيقة نفسها حقيقة السؤال
قوة القاف ، ومرونة الواو برفقة خفة التاء قيد معصمين متصالبين فوق رأسي ، اللهم امنحني القوة ، قوة العشبة التي تجرح الجدار، قوة القطرة التي تثقب الحجر ، قوة الصلاة التي تستجلب المطر ..
خمس دقائق فقط وأعود طفلة بتنورة مكشكشة ابتسامتها شمس ..يبللها المطر
أسمع أغنية فيروزية أرسلها ذاك الوزير عبر الأثير ضمن سبحة الأميرات الباهظة التكاليف وأضحك ..!!!!
—————
سمرا عنجريني / سورية
19/11/2017
اسطنبول