كتب لزهر دخان
يوافق تاريخ اليوم الثالث عشرة من سبتمبر أيلول يوم ميلاد لا عربية أخرى . لا هذه المرة قالها المجلس الوزاري العربي على مستوى القمة العربية الوزارية . التي صوت الحضور فيها على رفض الإستفتاء حول إمكانية إنفصال إقليم كردستان عن جمهورية العراق . وكان الرفض بالإجماع .
هذا الإجماع كان على إثره هناك حديث رسمي للمتحدث الرسمي بإسم وزارة خارجية العراق الذي قال ( إستجابة لطلب وزير الخارجية العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري في اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية، أصدر المجلس الوزاري قرارا عربيا، وبالإجماع، لرفض الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، لعدم قانونيته، وتعارضه مع الدستور العراقي الذي يجب احترامه والتمسك به، ودعم وحدة العراق لما تمثله من عامل رئيسي لأمن واستقرار المنطقة، وأن تهديد هذه الوحدة يمثل خطرا على أمن المنطقة وقدرة دولها وشعوبها على مواجهة الإرهاب .)إنتهى كلام المتحدث الرسمي العراقي أحمد جمال ..
الإستفتاء الذي يرفضه العراق والعرب كان من المفروض أن يكون في يوم 25 من أيلول سبتمبر 2017م . وفي ظل رفض الوزير الأول العراقي له وكذلك الخارجية العراقية وتصويت الجامعة العربية بالإجماع ضده .وكذلك تصويت البرلمان العراقي بالإجماع ضده .أصبح القانون الذي كان سينجب دولة جارة للعراق .هي في الأصل من صلبه القومي والوطني والتاريخي . أصبح القانون المرفوض في حالة مبهمة وبدون مستقبل قد نرى فيه أن الإستفتاء قد يتم ولو بعد الموعد المحدد له .
وكانت الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية قد إجتمعت في جلستها الإفتتاحية في الإجتماع العادي في دورته رقم 148 وكان المكان القاهرة . ومن القاهرة تباحث العرب حول قضاياهم التي أضافوا إليها هما جديدا . هو الإستفتاء حول تقرير المصير الكردي بعيدا عن المصير العراقي أو البقاء في نفس المصير . ومن الملاحظ هنا أن العرب والقيادة ودولة المؤسسات والدمقراطية في العراق قد ربطوا تقرير مصير الإقليم الكردي بلائاتهم .التي قد لا تلين في وجه الإنقسام وتبقى صلبة في صالح الوحدة التي ما زال العراق يدفع ثمنها باهضاً. وسيستمر في دفع هذا الثمن حتى تطوى كل الملفات في صالح وحدته الوطنية وهويته القومية الإسلامية العربية.
من جهة أخرى تظمن بيان قمة الوزراء العرب بنودا واضحة قرارها هو الدفاع عن سيادة العراق ضد تدخلات تركيا غير الشرعية . وكذلك جاء البيان بمشاريع دعم التنمية والسلام في السودان. وتأيد ودعم الفدرالية الصومالية. ومعها جمهورية القمر المتحدة . والبحث عن حل سلمي ثم دعمه في قضية النزاع بين جيبوتي وإرتريا. ومواصلة دعم النازحين في الدول العربية في حالة النزوح الداخلي لا سيما في العراق..
وإلى جانب صيانة الأمن القومي العربي . تطرق المجلس الوزاري العربي إلى مناقشة التسلح الإسرائلي وسبل التقليص من أخطاره على العالم العربي . وهذا في إطار الإعتناء بلجنة الحكماء المكلفة والمعنية بقضايا ظبط التسلح .
بالعربية لا وبالعراقية لا فماذا ستقول الكردية في فكرة الإستفتاء؟ بالطبع لا يوجد في كردستان العراق من سوف يتنازل عن حق الإستقلال إذا كان المهم بالنسبة له هو بناء وطن حر ومستقل للأكراد الذين عانوا كثيرا من كونهم أقلية تحكمهم القوانين العادلة والجائرة للدول التي هم مواطنوها كسوريا وتركيا والعراق . ولا يمكن أن تكون لائات العرب والعراقين كافية لإيقاف الحلم الكردستاني الذي سيستمر حتما في نضاله بنية الإستقلال الذي سيكون ربما أهم وأمجد وأعدل من الوحدة وإستمرارها سواء كانت مع العراق أو مع غير العراق .ولكن ومن جهة أخرى وفي ظل وجود الفدرالية العراقية قد لا يحلم الأكراد بغيرها وسيواصلون بها حياتهم على عراقيتهم وعلى أن ينالوا قسطا أخر من الحكم الذاتي الذي قد يرسله إليهم العراق بالتقسيط بدل أن يرسل إليهم الإستقلال.