“الصلاة على النبي من الله رحمة، ومن الملائكة استغفار، ومن المؤمنين دعاء، فالمطلوب منا أن ندعوَ الله أن يَزيد من تعظيمه وإكرامه للنبيِّ صلى الله عليه وسلم .”
وكانت وزارة الأوقاف أصدرقرارا بدعوة المساجد إلى تخصيص من 3 إلى 5 دقائق بعد صلاة الجمعة بالصلاة والسلام على النبي محمد،
الأمر الذى أوجد حالة انقسام داخل المجتمع ما بين مؤيدين للفكرة من شيوخ وعلماء بالأزهر الشريف وعلى رأسهم شوقى علام مفتي الجمهورية الذي أكد أنه
“أمر مشروع على سبيل الاستحباب، ولا إثم فيه ولا بدعة”.
وكانت دار الإفتاء قد أصدرت بيانا أكدت فيه أن الدعوة للصلاة على النبي محمد “ليست بدعة”، مستشهدة بنص أهل العلم على مشروعية تخصيص زمان أو مكان معين بالأعمال الصالحة، واستحباب تخصيص يوم الجمعة وليلته بالإكثار من الصلاة على النبي، كما أكدت أن من يتهم المسلمين في فعلهم ذلك بالبدعة فهو الأولى بهذا الوصف
فى عرض لآراء أئمة المسلمين حول هذه المسألة
*يرى الأمام بن باز
“أن اجتماع الناس إلى الصلاة على النبي ﷺ بصوت جماعي أو بصوت مرتفع هذا بدعة والمشروع للمسلمين أن يصلوا على النبي ﷺ من دون رفع الصوت المستغرب المستنكر ومن دون أن يكون ذلك جماعيًا، كل واحد يصلي بينه وبين نفسه يقول:
” اللهم صل على رسول الله، اللهم صل وسلم على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره، يصلي بينه وبين نفسه؛ لأن يوم الجمعة يشرع فيها الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ لأنه أمر بهذا عليه الصلاة والسلام قال: إن خير أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيها، فإن صلاتكم معروضة علي قيل: يا رسول الله! تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت -يعني: بليت، قال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء.
فالمقصود أنه ﷺ شرع لنا أن نكثر من الصلاة عليه والسلام في يوم الجمعة فيشرع لنا أن نكثر من ذلك في المسجد وفي غيره لكن كل واحد يصلي على النبي ﷺ بينه وبين نفسه، بالصلوات المشروعة المعروفة من دون أن يكون ذلك بصوت مرتفع يشوش على من حوله أو بصوت جماعي يتكلم جماعة جميعًا كل هذا بدعة،
*أما الإمام الشاطبي رحمه الله – فقد قال عن الذكر الجماعي بصوت واحد – :
” لو كان حقا لكان السلف الصالح أولى بإدراكه وفهمه والعمل به ، وإلا فأين في الكتاب أو في السنة الاجتماع للذكر على صوت واحد جهرا عاليا ، وقد قال تعالى :
( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ) ، والمعتدون : هم الرافعون أصواتهم بالدعاء .
وعن أبي موسى قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فجعل الناس يجهرون بالتكبير ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( أيها الناس ! أربعوا على أنفسكم ، إنكم ليس تدعون أصم ولا غائبا ، إنكم تدعون سميعا قريبا ، وهو معكم )
*أما عن تحديد الصلاة على رسولنا بعدد معين :
” فإنه لا يجوز تحديد عدد معين لها ، لم يرد تحديده في الشرع ، سواء كان ألفا أو ثلاثة آلاف أو غير ذلك ، مما يخترعه المتصوفة ، فإن هذا التحديد بدعة مذمومة ، لمضاهاتها التشريع ، وقد نص العلماء على أن العبادة لابد أن تكون مشروعة بأصلها ووصفها وعددها
* وكانت بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، قد نشرت فيديوهات سابقة لشيوخ سلفية معروفين من بينهم الشيخ مصطفى العدوي، جاء فيها :
“بأن الدعوة للصلاة على النبي جماعة وبصوت مرتفه “أمر محدث، ودخيل على الإسلام ولم يكن على عهد النبي”،
مؤكدا أن الصحابة لم يقوموا بهذه الدعوات، ولم يرد بشأنها في المذاهب الأربعة.
ختاما نوجز القول حول ” فضل الصلاة على النبى الكريم بأنه :
” يؤجر المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم- بعشر حسنات، ويغفر له عشر سيئات ويُرفع عشر درجات. سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة. تكون الصلاة على النبي سببًا في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- للمصلي يوم القيامة. سبب في فتح أبواب الرحمة.