إليكم رواية من أربعة فصول :
الفصل الأول : (استعطاف)
“من جورج الثاني، ملك إنجلترا والسويد والنروج، إلى الخليفة، ملك المسلمين في مملكة الأندلس، صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام ..
بعد التعظيم والتوقير، نفيدكم أننا سمعنا عن الرقي العظيم، الذي تتمتع بفيضه الضافي، معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فاردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل، لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم، ولنشر العلم في بلادنا، التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة ..
وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة دوبانت، على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف، لتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم ..
وقد زودت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها، مع التعظيم والحب الخالص .
الإمضاء :
خادمكم المطيع جورج الثاني
الفصل الثاني : (الرد )
جاء الجواب من الخليفة الأندلسي :
“بِسْم الله الرحمن الرحيم ..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين، وبعد :
إلى ملك إنجلترا وإسكندنافيا الأجلّ ..
اطَّلعت على التماسكم، فوافقت، بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن.. وعليه :
فإنه سوف يُنفق على هذه البعثة، من بيت مال المسلمين، دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي .. أمَّا هديتكم، فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل :
ابعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية، وهي من صنع أبنائنا، هدية لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي، للتدليل على التفاتتنا، ومحبتنا، والسلام .
التوقيع :
خليفة رسول الله في ديار الأندلس
الفصل الثالث (ألمانيا) بعد مرور ألف عام
النظام التعليمي في ألمانيا يتساوى فيه الغني والفقير، التعليم الخاص ممنوع.. ابن رئيس الشركة يجلس على نفس الطاولة التي يجلس فيها ابن عامل النظافة هذا النظام مقسم كالاتي :
المرحلة الابتدائية ومدتها أربع سنوات .. بعدها يبدأ تقسيم الاطفال الى مجتهدين جدا .. ومجتهدين .. ولا بأس به .. ومتوسط .. وضعيف .. المجتهدون جدا .
المجتهدون: يتم إرسالهم إلى الثانوي ..
لا بأس بهم: يتم إرسالهم إلى الإعدادي الثانوي..
المتوسطون: يتم إرسالهم إلى المدارس الرئيسية أو المهنية ..
الضعفاء: يتم إرسالهم إلى مدارس مختصة بالضعاف..
خلال المرحلة ما بين القسم الخامس والقسم الثاني عشر وهي سنة الباكلوريا يمكن لأي تلميذ تحسن مستواه أن ينتقل الى المدرسة الأفضل، ومن كان في المدرسة في درجة معينة وضعف مستواه سينتقل حتما الى مستوى أقل .. فالأهم ألا ينقطع التلميذ عن المدرسة.
.. السنوات الإلزامية لأي تلميذ في المدرسة هي تسع سنوات .. وبعدها لديه الحق في الانقطاع عن المدرسة .. ولكن يجب عليه أن يبحث عن مدرسة مهنية أو تكوين مهني .. إذا غاب أي تلميذ عن المدرسة في السنوات التسع الأولى فقط لخمس دقائق.. تتصل المدرسة بالمنزل لتستفسر عن سبب غيابه ..!
إن رفض التلميذ الذهاب إلى المدرسة يتم إحضاره عن طريق الشرطة، مع تكليف علماء النفس وعلماء الاجتماع إضافة إلى الدولة المكلفة في شخص مكتب الشباب لمعرفة السبب .. فإن كان السبب أسريا .. يتم حله وديَّا وإن كان غير ممكن حله يتم أخذ الطفل من الوالدين لكي ينمو الطفل في ظروف طبيعية ..!
لكل طفل الحق في الترفيه والرياضة وطعام صحي واستقرار أسري .. إن اكتشفت الدولة أن سببا من هذه الأسباب فيه خلل.. تتدخل .
مرحلة الجامعة : هي مكمن وسر تقدم المانيا .. تنتشر الجامعة في المانيا في كل مدينة صغيرة وكبيرة، كل زاوية من زوايا أي مدينة خاضعة لبحوث جامعية من حيث الاقتصاد والتقنيات والجغرافية وعلم النفس وعلم الاجتماع .. لا يمكن فصل أي فرد من المجتمع عن البحوث العلمية الجامعية .. أما الجامعات الطبية فهي موجودة في مستشفى وفي كل دار للعجزة ويدرس الأخلاق والرحمة قبل أن يصبح الطبيب طبيبا .. ويجب عليه أولا أن يقوم بتمرين تطبيقي أولي لمدة ثلاثة أشهر في دار العجزة .
ولا يعمل الطبيب في ألمانيا بالمستشفى فقط، بل في دور العجزة كذلك، وفي مستشفيات الأطفال ومستشفيات الأمراض النفسية والعقلية .. المستشفيات منتشرة على ربوع المدينة وهي متساوية تقريبا كلها في التجهيزات.. ولا يمكن أن يتدخل وسيط أو يدفع رشوة لكي يدرس الطب ..
ألمانيا تستثمر في الإنسان لأنه مستقبلها .. الطالب أو القاضي أو الشرطي أو الوزير أو البرلماني .. لا يحتاج وساطة، ولا يولد في ألمانيا طفل وفي فمه ملعقة من ذهب، بل ولدوا جميعا متساوين أمام القانون ولديهم جميعا الحق في التعليم والصحة والطب والعمل ..
هذا سر تقدم المانيا كما جاء على لسان مغربية تعيش في ألمانيا توضح سر تقدمها وكانت قد نسيت أن تضيف :
أما عن التعليم المهني ففي ألمانيا يسلك أكثر من 80 بالمئة من الشباب طريق التعليم المهني ،ويعد من أفضل نظم التعليم في العالم. يضم هذا النظام أكثر من 370 مهنة تؤهل للقيام بأكثر من 20 ألف عمل مهني. أما فترة الدراسة فيه فتتراوح بين سنتين إلى ثلاث سنوات ويتم تطويره بشكل مستمر عن طريق مهن جديدة وفقا لما تتطلبه سوق العمل. فخلال السنوات العشر الماضية على سبيل المثال نشأت عشرات المهن الجديدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والإعلام، كما يجمع التعليم الصناعي أو المهني بين التعليم النظري والتدريب العملي لتعليم المتدرب وتعريفه على ظروف عمل حقيقية كتلك التي ستواجهه في سوق العمل لاحقا. وتكون حصة التدريب العملي ثلاثة إلى أربعة أيام، بينما تأخذ الحصص النظرية يوم إلى يومين في الأسبوع حسب طبيعة المهنة فكل مدرسة يلحق بها مصانع متنوعة، ويأخذ الطالب مرتبا شهريا محترما !
إنها ألمانيا ..
الفصل الرابع (مصر)
حقيقة علمية : الطفل المصري أذكى طفل في العالم حتى يدخل المدرسة !