بقلم الدكتور / علي عبدالظاهر الضيف
أيهما افضل أن نمتلك ثروات في باطن الأرض
أم عقولاً تفكر ؟
تعالوا نوضح بعض النقاط، ثم نربط بينها لنجد الإجابة :
– اليابان بعد الحرب العالمية دمرت وأصبحت تقريبا بلا موارد طبيعية .
– الصين تمتلك أكثر ثروة بشرية في العالم وهي من كبريات الدول الصناعية في العالم وغزت كل الاسواق العالمية .
– مصر لديها أكثر من ٨٠ ألف عالم خارج أرضها.
يقول العالم العراقي فاروق القاسم :
” هل فكرت وأنت تشتري جوال جالكسي أو آيفون كم يحتاج هذا التلفون من الثروات الطبيعية ؟
ستجده لا يكلف دولاراً واحداً من الثروات الطبيعية !!
جرامات بسيطة من الحديد وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستيك ، لكنك تشتريه بمئات الدولارات حيث تتجاوز قيمته عشرات من براميل النفط والغاز !
والسبب أنه يحتوي على ثروة فكرية تقنية من إنتاج عقول بشرية …!!؟؟
هل تعلم أن شخصاً واحدا مثل بل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت يربح في الثانية الواحد 226 دولارا ؟
يعني ما يملكه دول الخليج من احتياطي للثروات
لن تستطيع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب !!
هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات الطبيعية ، وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على جوالك ؟
هل تعلم أن أرباح شركة مثل سامسونج في عام واحد 327 مليار دولار ؟!
نحتاج عشرات السنين لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي ”
ما طرحه العالم العراقي يحتاج منا وقفة لنربط بين النقاط الثلاثة السابقة .
المعادلة أصبحت الآن تدور في المحاور الآتية :
– ثروة طبيعية فقط = ؟؟؟؟؟
– عقول مفكرة بلا ثروة طبيعية = ؟؟؟؟
– ثروة طبيعية + عقول مفكرة = ؟؟؟؟
اليابان بلا ثروات طبيعية لكن لديها عقول = نجاح
الصين لديها ثروات طبيعية وثروات بشرية = نجاح
مصر لديها ثروات طبيعية + أيدي عاملة + عقول فاضت عن الحاجة تم تصديرها إلى الخارج =
؟؟؟؟؟؟؟
أين نحن من الثورات العلمية العالمية:
ثورة النفط
ثورة اللدائن
ثورة تكنولوجيا الكمبيوتر
ثورة المعلومات ؟
ثورة النفط : أغنت بعض العرب فأصبحوا مستهلكين فقط.
ثورة اللدائن والمواد البلاستيكية: أصبحنا أيضا أسواقا لها
الثورة التكنولوجية : مجرد مستخدمين لها
ثورة الاتصالات :
أصبحنا نعيش على ما يلقونه إلينا من نواتج إصداراتهم فقط !
أين نحن ؟
في لحقيقة المؤلمة نحن لا نصلح إلا users فقط لم نشارك في أي ثورة صناعية او علمية طالما ظللنا بنفس العقلية الاستهلاكية ..
ولنقارن بين وضعنا قديما وحاليا سأحكي لكم تلك القصة :
أرسل هارون الرشيد إلى شارلمان إمبراطور الدولة الرومانية ساعة مائية من النحاس الأصفر بارتفاع نحو أربعة أمتار وتتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية يتبع بعضها البعض الآخر بحسب عدد الساعات فوق قاعدة نحاسية فتحدث رنينا جميلا في أنحاء القصر الإمبرطوري وكانت الساعة مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الاثنى عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منه فارس يدور حول الساعة ثم يعود إلى المكان الذي خرج منه وعندما تحين الساعة الثانية عشر يخرج اثنا عشر فارسا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث أتوا وتغلق الأبواب خلفهم.
وقد أثارت الساعة دهشة وتعجب الملك وحاشيته واعتقد رهبان الملك أن بداخل الساعة شيطان يسكنها ويحركها وجاءوا إلى الساعة أثناء الليل وأحضروا معهم فؤوسا وحطموها إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها، وقد حزن الملك شارلمان حزنًا بالغًا واستدعى حشدا من العلماء والصناع المهرة لمحاولة إصلاح الساعة وإعادة تشغيلها، ففشلوا فأرسل له هارون الرشيد العلماء ليصلحوها . (ومازالت موجودة حتى الآن في متاحف أوروبا وصورتها مرفقه مع المقال)
وساعة مكـة المـكرمة الأضـخم والأكبـر في العالم ..
صنعها لنا بالـمـال .. علـماء من السويسرين والألمان ..
لقد تعبت كل علامات التعجب وعلامات الاستفهام من حالنا نحن العرب..
ويبدو أن علامات الاستفهام ستظل سيدة الموقف الضبابي !
أين الخلل ؟