.
بقلم الدكتور/علي عبدالظاهر الضيف
نستأنف سلسلة مقالاتنا من جديد ونطرح خارطة الطريق لتصحيح مسار وعي الأمة من خلال طرح عدة دروس :
الدرس الرابع
لا تأمن عدوك
يحكى أن أحد أعرابية وجدت ذئبا ً صغيراً (جرو ذئب) قد ولد للتو … فحنت عليه وأخذته وربته .. وكانت تطعمه من حليب شاة ٍ عندها ومن يومها أصبحت الشاة بمنزلة الأم لذلك الذئب .
وبعد مرور الوقت كبُر الذئب الصغير .. وعادت الأعرابية يوماً إلى بيتها فوجد ان الذئب قد هجم على الشاة وأكلها ..
فحزنت الأعرابية على صنيع الذئب اللئيم الذي عرف طبعه بالفطرة .. .. فأنشدت بحزن قائلة :
بقرتَ شويهتي وفجعتَ قلبي *** وأنت لشاتنا ولدٌٌ ربيب ُ
غذيتَ بدرها وربيتَ فينا *** فمن أنباكَ أن أباكَ ذيب ُ
إذا كان الطباع طباع سوء ٍ *** فلا أدب ٌ يفيد ولا أديب ُ
فمن أنباكَ أن أباكَ ذيب ُ ؟
في الحقيقة لم ينبئه أحد بأن أباه ذئب وأنه ورث التوحش من سلالته ولكنها طبيعة لا يمكن تغييرها
في الحقيقة لا يختلف مغزى القصة عن المثل الشعبي (ذيل الكلب عمره ما يتعدل ولو حطوا فيه قالب)
فالأمثال الشعبية جزء من وعي الأمة تولدت نتيجة خيرات توارثتها الأجيال جيلا بعد جيل
وكانت مدرسة من لا مدرسة له قديما
نعود إلى الذئب ابن العنزة بالتبني وربيبها
أول ما نضحت جيناته القديمة كانت ضحيتها من ربته وغذته من جسمها حتى إذا اشتد عوده أكلها الجاحد
علمته الرماية فلما اشتد ساعده رماني
وهكذا اللئام في كل عصر ومصر .. لايفون الجميل ولا يراعون حرمة الخليل … ولايردون المعروف
في معركة الوعي يتحقق الانتصار لمن كان حذرا يقظا لا يأمن فردا من أفراد عدوه طالما انتمى الى جنس الأعداء
دعكم من المغزى فهو واضح لكل ذي لُب وسأقولها بصراحة :
احذروا إسرائيل
الدرس الخامس
ابحث عن الحقيقة بنفسك
رجل أحب إمرأة فأراد خطبتها… ذهب ليسأل عنها
فأجابوا الناس :سيئة السمعة وقليلة الأدب ووقحة
فلم يعد يريد خطبتها ..!
وعند وصوله إلى أحد الممرات قابل شيخا عجوزا فسأله :
ما بك يابني تبدو شاحب الوجه؟
فحكى له قصته…
فقال الشيخ :تعال يا بني وسأعطيك واحدة من بناتي ..
لكن عليك أولا سؤال الناس عن سمعة بناتي؟
فذهب الرجل وعندما عاد قال :لقد قالوا لي أن بناتك كلهن سيئات وفاسقات
فرد الشيخ : تعال معي إلى البيت
فلم يجد الرجل سوى امرأته العجوز التي لا تنجب أبدا .. الرجل ليس له بنات ولا حتى أولاد!
العبرة
إذا أردت التقرب من شخص أعرفه بنفسك ولا تسأل عنه
ولا تجعل احدا يفكر بالنيابة عنك
الدرس السادس
اتخذ قرار التغيير (لا تستسلم)
عندما كان عمره شهرين وقع الفيل الأبيض الصغير في فخ الصيادين في أفريقيا ،وبيع في الأسواق لرجل ثري يملك حديقة حيوانات متكاملة .
بدأ المالك على الفور في إرسال الفيل إلى بيته الجديد في حديقة الحيوان ، وأطلق عليه اسم نيلسون . وعندما وصل المالك مع نيلسون إلى المكان الجديد ، قام عمال هذا الرجل الثري بربط أحد أرجل نيلسون بسلسة حديدية قوية ، وفي نهاية هذه السلسلة وضعوا كرة كبيره مصنوعةمن الحديد الصلب ، ووضعوا نيلسون في مكان بعيد في الحديقة . شعر نيلسون بالغضب الشديد من جراء هذه المعاملة القاسية ، وعزم على تحرير نفسه من هذا الأسر ، ولكنه كلما حاول أن يتحرك ويشد السلسة الحديدية أحس بألم شديد ، فما كان منه بعد عدةمحاولات إلا أن يتعب وينام.
وفي اليوم التالي استيقظ الفيل نيلسون وكرر مافعله بالأمس محاولاً تخليص نفسه ، ولكن دون جدوى ، وهكذا حتى يتعب ويتألم وينام… ومع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله قرر نيلسون أن يتقبل الواقع الجديد ، ولم يعديحاول تخليص نفسه مرة أخرى ، وبذلك استطاع المالك الثري أن يبرمج الفيل نيلسون تماماً كما يريد .
وفي إحدى الليالي عندما كان نيلسون نائماً ذهب المالك مع عماله وقاموا بتغيير الكره الحديدية الكبيرة بكرة صغيرة مصنوعة من الخشب . وكان من الممكن أن تكون فرصة نيلسون لتخليص نفسه ، ولكن الذي حدث هو العكس تماماً . فقد برمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل وستسبب له الآلام والجراح ، وكان مالك حديقة الحيوانات يعلم تماماً أن الفيل نيلسون قوي للغاية وأنه برمج تماماً بعدم قدرته وعدم استخدام قوته الذاتيه.
الفيل نيلسون قوي جداًويستطيع تخليص نفسه في أي وقت ، ولكن الأهم هو أن الفيل لايعلم ذلك ولا يعرف مدى قدرته الذاتية .. الفيل استسلم لفكرة اليأس فأصبحت الاستكانة والخضوع أسهل من فكرة المقاومة
معظم الناس أصبحوا سجناء برمجتهم واعتقاداتهم السلبية التي تحد من قدرتهم في الحصول على ما يستحقون في الحياة …يجب أن يبدأ الوعي بالخطوة الأولى ، وهو أن تقرر التغيير …. فقرارك هذا الذي سيضيء لك الطريق لحياةأفضل .. قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
ويجب عليك أن تعلم أن أي تغيير في حياتك يحدث أولاً في داخلك .. وفي الطريقة التي تفكر بها
ثم تنطلق منها إلى معركة التغيير مع كل ما هو سلبي