إنها العالمة المصرية التي وقف لها العالم احتراما اعترافا بفضلها وعبقريتها
احفظوا هذا الاسم جيدا :
دكتورة هدي المراغي
اسمها الحقيقي هدى الجمال من عائلة الجمال (طبعا عارفين رأفت الهجان) وقد اكتسبت اسم المراغي من زوجها دكتور وجيه المراغي، وهو حفيد العالم الكبير شيخ الأزهر الإمام المراغي رحمة الله عليه .
سافر الاثنان إلى أوروبا حيث درست الهندسة الميكانيكية، وكانت أول سيدة تحصل على درجة الدكتوراه في مجال الهندسة الميكانيكية في تاريخ كندا ، وبعد الدكتوراه قامت بعمل مئات الأبحاث التي غيرت موازين الهندسة في العالم كله.
ونال زوجها الماجستير في تصميم القطار السريع الكندي، وفعلا تم الاستفادة من كل دراساته وتم تنفيذ القطار، بفضل هذا العالم المصري الذي نال بعدها درجة الدكتوراه في تصميم قطار بدورين، وهو الآن يجوب كندا حاملا كل الفضل للعالم المهندس المصري .
وبعد الحصول على الدكتوراه قرر الاثنان العودة إلى حضن بلدهما الأم لتحقيق حلم خدمة الوطن والوصول به إلى التقدم الذي شهداه في كندا..
قابلها رئيس القسم وبدلا من انزالهما المكانة اللائقة بهما قرر النزول بالدرجة العلمية لهما إلى درجة معيد بالجامعة !
تخيلوا .. من دكتورة أي مدرس وعضو هيئة تدريس إلى معيد ! وكأنه عقاب لها أنها لم تنل شرف الحصول على الدكتوراه من أم الدنيا وأخذتها من بلاد الفرنجة ! ماذا تساوي شهادتها أمام الشهادة المصرية ،فلابد أن تنزل درجة أو درجتين حتى تصبح من مستوانا العلمي !
ولم تعترف الجامعة بشهادتها ولا شهادته !
عادت مكسورة الخاطر (ونحمد الله أنه انكسر) حتى تصبح اول سيدة في تاريخ كندا عميدا لكلية الهندسة وأصبحت تُدَرّس هي شخصيا في منهج المدارس هناك كواحدة من أهم النساء في تاريخ كندا ! فهي أيضا أول امرأة مستشار لوزير الدفاع الكندي .
ماذا لو بقيت في مصر ؟
والله لقد تعبت من كثرة علامات التعجب ، فمن الواضح أن الجامعة كانت (بتشد عليها علشان مصلحتها) !!!
ألغت هدى وزوجها الفكرة تماما وقررا سويا العودة من حيث أتيا ..
هدى المراغي مثال للإصرار والتحدي ومن مظاهر هذا الإصرار عندما تقدمت لشغل وظيفة أستاذ هندسة بجامعة ماكماستر، كانت هي المرأة الوحيدة بين المتقدمين، فوجئت باستبعادها واختيار رجل!
فتقدمت بشكوى لرئيس الجامعة؛ لأنها كانت على علم بأنها الأكفأ بين المتقدمين، وأنه تم استبعادها فقط لمجرد أنها امرأة.
وبالفعل أمام إصرارها اضطر رئيس الجامعة إلى طلب التحقق من الأمر، وأمر بتعيينها إذ كانت هي بالفعل أكفأ المتقدمين، وحصلت وقتها على الوظيفة.
تدرجت في المناصب حتى صارت أستاذة هندسة بجامعة ماكماستر الكندية، وبعد الحصول على درجة الأستاذية وهي أعلى درجة علمية نالتها بكفاءتها وعبقريتها ،أعلنت جامعة وندسور عن حاجتها لعميد لكلية الهندسة، ترشحت للمنصب، ولسمعتها الطيبة و كفاءتها العلمية التي أثارت الإعجاب رشحها أشخاص آخرون فهي تعد واحدة من أهم أساتذة وباحثي الهندسة الصناعية في العالم،فقد قدمت 350 بحثًا علميًا غيرت موازين هندسة التصنيع في العالم ، فقد كانت هدى المراغي من أفضل المهندسين في العالم إن لم تكن أفضلهم !
وبناء عليه تم اختيارها من بين المتقدمين لشغل المنصب، لتصبح أول سيدة تتولى منصب عميد كلية الهندسة في عام 1994، وذلك للمرة الأولى في تاريخ كندا !
أما الجوائز التي حصلت عليها دكتورة هدى فهي أكثر من أن تعد، فمنها على سبيل المثال لا الحصر :
حصلت على جائزة أفضل مشرف على الطلبة في جامعة وندسور، لأن فلسفتها في التعليم تعتمد على توفير أفضل مناخ للطلبة للتعلم وتقديم الأبحاث، وتحفيزهم على القيام بالأبحاث الهامة.
ليس هذا فحسب فتتشرف مصر والأمة العربية بأن «هدى المراغي» أول سيدة عربية تحصل على وسام الشرف من الدرجة الأولى في مقاطعة أونتاريو بكندا، تكريماً لجهودها العلمية في مجال الهندسة.
ولهدى المراغي الفضل في تأسيس مركز أنظمة التصنيع الذكية، ومنها اخذ العالم كله.
تولت منصب عضو المجلس الاستشاري العلمي لوزارة الدفاع الكندية لمدة 5 سنوات متتالية.
ومن إنجازات الدكتورة هدى المراغي في كندا أنها أسهمت في إنشاء أهم مصانع السيارات في العالم .
كما يذكر للعالمة المصرية الكبيرة أنها أسست مركز «ويندسور»، وهو أول مركز بحثي متخصص في نظم الإنتاج وتكنولوجيا التصنيع في كندا، الذي يحتل المركز الثاني عالميًا بين مراكز الأبحاث في ذلك التخصص، كما تمكنت من تصميم برامج للإنتاج المرن والذكي، استفادت منها شركات تصنيع السيارات في العالم .
. من خلال العمل في مركز «ويندسور»، أسهمت في تصميم نظام جديد في الإنتاج داخل المصانع ليس ذكيًا فقط، وإنما مرن أيضًا يسمح بتغيير نوعية المنتج أثناء دورة إنتاج عادية، دون الحاجة لإيقاف العمل بما يتلاءم مع المنتج الجديد، وذلك يعد طفرة في نظم الإنتاج العالمية.
وهي تحاول دوما نقل خبراتها لمصر فشاركت في مؤتمر جودة التعليم العالي، وقدمت عددًا من ورش العمل، لنقل خبراتها لمصر، كما اقترحت عددا من التعديلات على البرامج التعليمية في الجامعات المصرية.
ولم تكتف بذلك بل زارت مصانع النصر للسيارات، قبل إغلاقها، في محاولة لمساعدتهم على تطوير عملية الإنتاج، وكانت المشكلة الأساسية التي تواجه المصنع، هي نقص قطع الغيار بسبب العملة الصعبة، فاقترحت عليهم تصنيع قطع الغيار محليًا بمواصفات عالمية.
هذا قليل من كثير ولو تحدثنا عن الدكتورة منى لضاقت هذه الصفحات القليلة عن أن توفيها فضلها ..
وفي النهاية ندعو الله لها بدوام الصحة وأن ينفع الله بها وأن يتوجه المسؤولون إلى الإفادة من علمائنا (فجحا أولى بلحم ثوره) ولكن جحا لا يعرف من أين تؤكل الكتف !