بقلم الدكتور / علي عبدالظاهر الضيف
****************
امر الفيل حراسه من النمور بحبس الأرنب الكبير لأنه كان يهاجم الفيل ويثير الأرانب ضده
فاجتمعت الأرانب وشربوا بيريل وأجمعت أمرها على مهاجمة الفيل فلم يعد هناك بديل عن المواجهة بعد استمراره في ظلمه ورفض مطالبهم في مضاعفة مخزون الخس والجزر ليعيشوا عيشة كريمة، فأمر الفيل النمور (حراس الفيل) بالقبض على بعض الأرانب والقيام بذبحها حتى تكون عبرة لباقي الأرانب، ولم يكتفوا بذلك بل أقنعوا الجمال التي لا تأكل الأرانب أصلاً بأكلها لما فيها من فوائد كبيرة على صحة الجمال فانطلقت الجمال تأكل في الأرانب بوسط الغابة حيث تجمع الأرانب الغاضبون.
تصدت الأرانب للجمال واستبسلت للمرة الأولى في تاريخها وقدمت تضحيات كبيرة في سبيل الخلاص من الفيل الجبار !
ولما كان الفيل قد كبر سنه فقد تولت النمور أمر المعركة لكن صمود الأرانب وتكاتفها جعلا لهم الغلبة فخسرت النمور أمام التأرانب !
خرج الأرنب الكبير من السجن وتولى حكم الغابة وظلت النمور تحرس الفيل و الغابة وتركت الحكم للأرانب بقيادة الأرنب الكبير حتى تلتقط أنفاسها وتعيد ترتيب أوراقها وتعيد النظام إلى الغابة بعد الفوضى الأرنبية حتى اذا جاءت الفرصة هاجموا الأرانب وحبسوا الأرنب الكبير .
تولت النمور الحكم وأحكموا قبضتهم على الغابة وأمر كبير النمور ببناء غابة جديدة تكون مقراً لحكمه بناء على حلم رَآه حتى يظل متحصناً بالنمور والضباع ويترك بقية الغابة للرعاع ، فالنمور والضباع أولى من الرعاع .
وبناء عليه تم فرض الأتاوات على الأرانب وأخذوا منهم نصف مخزون الخس و الجزر الذي يملكونه حتى يبيعه ويشتري ما يحتاجه لبناء الغابة الجديدة التي ستتمتع بشكل جديد في الإدارة وشكل البنيان على طرز حديثة وبها أسلحة كافية للدفاع عن الغابة .
فعاشت الأرانب في فقر شديد، وأصبحت تعاني كل يوم من أتاوات جديدة بمسميات مختلفة ، فأصابها الهزال والضعف وندم بعضهم على الخروج على الفيل فقد كان يسرقهم لكنه كان يترك الجزر والخس لهم بمقدار يعيشهم عيشة الكفاف على عكس النمر الذي من رحمته بهم ترك لهم أكل فضلاته ولم يمانع أن يصنعوا من روثه وجبات همبورجر جاهزة تأكله طبقة النبلاء من الأرانب!
سمعت الغابات المجاورة بما فعله كبير النمور بكبير الأرانب فبدأوا يتذمرون وراحوا يطلقون النكات على النمر الأكبر ، الذي لم يجد مفراً من إخراج الأرنب الكبير، ومحاكمته على الملأ محاكمة قانونية وأخبر الجميع أنه نال الحكم بمؤامرة خارجية، و تأكيداً لهذه الفكرة أخرجوا الفيل (الحاكم القديم) الذي صرح بأن من هرّب الأرنب الكبير ورفاقه مئات من السناجب بالغابة المجاورة وسيطروا على الغابة بأكملها وقلبوا نظام الحكم لصالح الأرانب .
فسأله القاضي وأين كان حراسك من النمور؟
فأخبره الفيل قائلا :
“وأنا مالي .. هُمّا اللي قالولي ” !