تفقدت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، خلال زيارتها لمحافظة الأقصر التي اختتمتها أمس، مدرسة الفتاتيح الذكية ذات الفصل الواحد، بمركز الطود، وذلك تزامنًا مع احتفالات العيد الخامس والسبعين للأمم المتحدة التي ترتبط بشراكة تنموية قوية مع جمهورية مصر العربية. ومدرسة الفتاتيح هي واحدة من المدارس المجتمعية الذكية التي نفذتها مديرية وزارة التربية والتعليم، بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي.
وقالت وزيرة التعاون الدولي، إن برنامج الأغذية العالمي يدعم هذه المدارس من خلال حزمة شاملة من الأنشطة التعليمية والتوعوية، حتى تكون مركزًا متكاملا للمعرفة لجميع أفراد القرية، فضلا عن رفع قدرات أمهات الأطفال وبلغ عدد السيدات اللاتي تم رفع ودعم قدراتهن نحو 2309 سيدة كما حصلت 569 سيدة منهن على قروض صغيرة، وحتى الآن تم تدشين 57 مدرسة في 7 محافظات ومن المستهدف تدشين 1300 مركزًا مجتمعيًا خلال عام 2021.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى الدور الحيوي الذي تقوم به هذه المدارس الذكية لدعم قدرات الأطفال وأمهاتهم وتوفير أدوات التعليم الحديثة والتفاعلية، مشيرة إلى أن المشروعات التي نفذها برنامج الأغذية العالمي في الأقصر، تعكس استراتيجية سرد المشاركات الدولية التي تعمل وفقها وزارة التعاون الدولي، وتضع المواطن في محور الاهتمام، والمشروعات الجارية، وأهداف التنمية المستدامة هي القوة الدافعة.
ولفتت إلى الخطة الاستراتيجية القطرية الخمسية التي تنظم التعاون بين جمهورية مصر العربية وبرنامج الأغذية العالمي خلال الفترة من 2018-2023، والمخصص لها نحو 586 مليون دولار، وترتكز على محاور رئيسية من بينها استكمال برامج الحماية الاجتماعية، وتوفير الأمن الغذائي للفئات الأكثر احتياجًا تركيزًا على النساء لاسيما الأمهات منهن، ودعم بناء قدرة المزارعين على الصمود.
وأضافت أن هذه الخطة تأتي في إطار التعاون مع منظمة الأمم المتحدة وبرامجها التابعة، حيث أن وزارة التعاون الدولي تتولى مسئولية الإشراف على تنفيذ الإطار الاستراتيجي للشراكة مع الأمم المتحدة 2018-2022 وترأس اللجنة التوجيهية، كما تشترك في رئاسة لجنة تيسير إطار الشراكة الإنمائي للأمم المتحدة (UNPDF) مع المنسق المقيم للأمم المتحدة، التي تضم مجموعات عمل حول (1) التنمية الاقتصادية الشاملة “الرخاء” (2) العدالة الاجتماعية (3) الاستدامة البيئية (4) تمكين المرأة.
من ناحيته قال منجستاب هايلي، الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في مصر والمدير القطري “نحن فخورون بكوننا شريكًا قويًا للحكومة المصرية في تنفيذ البرامج التي تتماشى مع رؤية مصر 2030، ونتيجة لهذا التعاون الوثيق فإننا نسعى لتوسيع نطاق الشراكة التنموية لمساعدة المزيد من الفئات، لاسيما في ظل جائحة كورونا، التي عرضت المزيد من المواطنين للخطر”.
وتابع الممثل المقيم لبرنامج الأغذية العالمي في مصر “بالنسبة لي الأقصر ليست الماضي فحسب، بل هي المستقبل أيضًا، سيتم مشاركة المعرفة التي نتجت هناك مع أفريقيا، ونحن نتطلع لدعم الأسر بأكملها لتحقيق التحول الكامل لهذه المجتمعات”.
وتعتبر محافظة الأقصر هي الداعم الرئيسي لبرنامج المدارس الذكية، بالإضافة إلى مديرية التربية والتعليم التي تشارك برنامج الأغذية العالمي في تنفيذ مختلف الأنشطة المتعلقة بالمدارس المجتمعية، كما أن المشروع يعتبر نموذجًا للتعاون بين شركاء التنمية ومنظمات المجتمع المدني في إمداد المدارس بالتغذية وتدريب المعلمات وتوفير فرص الإقراض للسيدات ومتابعتهن، كما أن هناك أطراف أخرى يتعاون معها برنامج الأغذية العالمي في إطار المشروع وهي مديرية الزراعة والصحة والشباب وفرع المجلس القومي للمرأة ووزارة الدولة للهجرة وشركاء آخرين.
جدير بالذكر أن الشراكة بين جمهورية مصر العربية وبرنامج الأغذية العالمي، أحد برامج منظمة الأمم المتحدة، تمتد لأكثر من 50 عامًا، عملت من خلالها الحكومة لدعم برامج التنمية المستدامة، من خلال تلبية الاحتياجات الفورية للفئات الأكثر احتياجًا ودعم برامج التنمية في كافة المجالات.