بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
تطور ورقي أي مجتمع بات يقاس بدرجة التطور الثقافي أن التطور والبناء الحضاري لأي مجتمع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور ثقافة ووعي المرأة ومساهمتها الفعالة بهذا البناء ليكون مجتمعاً مدنياً وقائماً على المواطنة وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والمبادئ الإنسانية للمرأة ومساهمتها الفعالة في البناء الحضاري للمجتمع.
فالمجتمع الذي يصل إلى احترام المرأة والتعامل معها كإنسان متكامل له كامل الحقوق الإنسانية وأمن بدورها المؤثر في بناء وتطور المجتمع يكون مجتمعاً قد بلغ مرحلة من الوعي الإنساني وفهم أسس التربية الإنسانية الصحيحة والتي تتحمل المرأة وزرها الأكبر ويكون قد تخلص من التقاليد والأعراف البالية التي سادت المجتمع والتي تستحق كرامة المرأة .
ورغم حداثة مفهوم المشاركة النسائية، وارتباطه بتطورات حديثة في الحركة الاجتماعية بصورة عامة، والحركة النسائية بصفة خاصة، فإن ثمة أشكالاً من المشاركة التقليدية للنساء، وبصفة خاصة في مجتمعنا العربي لا ينبغي تجاهلها، بل إن أي دعوة لمشاركة المرأة العربية مرهونة في نجاحها، في تصوري، باستلهامها وارتباطها بأشكال المشاركة التقليدية المتجذرة في ثقافتنا، مع إفادتها في الوقت ذاته بالمدلولات الحديثة لمفهوم المشاركة.والمتتبع لخريطة تطور المجتمع المدني سيلاحظ دون ريب أن الجمعيات النسوية الأكثر انتشارا .
على اعتبار أن النساء هن الفئة الأكثر تضررا من الوضعية الصعبة للمجتمع و الإنخراط في العمل الأجتماعى يمد المرأة بالثقة و القدرة على مواجهة مشاكل الواقع.
فكما تعاني الجمعيات في عمومها من ضعف الإمكانيات المادية و غياب المساندين الرسميين ، بالتالي دخول بعضهم في نضال حقيقي لتوفير المقر من ثم تطوير إمكانياتهم لتقديم خدمات أكثر فعالية، في غياب اهتمام مسؤولي الدولة بهم بشكل كاف خاصة بالجمعيات الصغرى.
فلازالت النساء تتخبطن في الكثير من المشكلات التي تواجهتها في صمت . فلازالت المرأة تكافح لأجل أبراز عطائها و المساهمة بفعالية في بناء مجتمعها و أن كان التفاعل يقتضي تضافر مجموعة من الشروط الذاتية و الموضوعية على أن تلعب الأحزاب و المنظمات النسوية فيها الدور القائد لتعطي النتيجة المرغوبة لحركة التنمية في المجتمع و لكي نلمس تحولا ثوريا ناضجا و فاعلا يخدم المرأة .
وذلك من خلال المحيطين بها ,لابد من الإقدام والسعي لإقناع المجتمع المدني بإن المرأة لديها القدرة العالية والكفاءة لتمثيل المواطنين بشكل صحيح ولا تقل عن الرجل من فعاليته وتمكينه للوصول الى القمة كما ان المرأة تملك الامكانات والطاقات العلمية والكفاءة الأساسية لتحقيق الكثير من مجالات الحياة التي أصبحت عنصراً يشتد به في التنمية الاجتماعية