بقلم المحلل السياسى : سامى ابورجيلة
الكلمة من أعظم وأجل الأمانات ، لأنها مسؤلية وماأعظم الكلمة فى المجتمع ، وأى مجتمع ، الكلمة اما أن تجمع ، واما أن تفرق
الكلمة اما أن تنير الطريق واما أن تهدم علاقات
الكلمة اما طيبة كشجرة طيبة واما خبيثة كشجرة خبيثة أجتثت من فوق الأرض مالها من قرار.
الكلمة مسؤلية ، وامانة النطق بها ستحاسب عليه ، مهما كانت صغيرة ، أو قصيرة ، أو بسيطة ( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )
والمسؤلية شاملة ، على ماتسمع ، أو ترى ، أوتنقل ، فليس كل ماتسمعه تنقله ، وليس كل ماتراه تتحدث به ( ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا ) .
الكلمة فى ضمير الانسان وحسه ليس عبثا فارغا بل هى نهج عادل ( قد افلح المؤمنون الذين هم فى صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون )
لذلك القانون الالهى فرق بين أهل الحكمة والفضيلة ، وبين أهل الغواية والرذيلة فقال سبحانه ( واذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ، وقالوا لنا اعمالنا ، ولكم اعمالكم ، لاحجة بيننا وبينكم ) .
والكلمة نوعان : كلمة حق التى تنير بها طريق لكل من يريد .
وكلمة باطل هى كلمة تسمعها فتنقلها لطرف آخر لتفرق بين الناس وتوقع بينهم العداوة والبغضاء من اجل مصالحك الشخصية ، أو من أجل حب الظهور لاولن تنال أى من ذلك ، لأنك نسيت أن الرفعة ، والعز ليس بيد احد من الناس ، ولكمه بيد الخالق وحده ، وتسمة كلمة ( الفتنة ) وهى اشد من القتل كما اخبر بذلك القرآن الكريم.
والكلمة التى يراد بها هدم دولة ، أو تفرق شعبا ، أو هدم بيتا هى من أسوأ الخبائث ، واكبر الكبائر سواء فى وسائل الاعلام ، أو من شخص لآخر ، أو بين الصديقين كل ذلك ماهو الاهدما لمجتمع ، وتفرق بين الناس ، وسماها رسول الله بالحالقة ، وقال ( لاأقول تحلق الشعر ، بل تحلق الدين )
ومن صور امانة الكلمة ايضا هو نقل مادار بينك وبين احد من الناس الى صاحبه ، أو الى شخص آخر ، لأن الذى قال لك حملك أمانة ، ووثق فيك ، وللأسف انت غير اهل للثقة ، مع ان الرسول (ص) قال ( أدى الأمانة لمن ائتمنك ، ولاتخن من خانك ) أى لاتعطى الأمانة التى حملها لك احد الناس الا له ، ولايعرفها احد غيركم .
فاعتبروا ياأولى الأبصار .