يذكرنى العنوان بما قاله الصادق الأمين منذ أربعة عشرقرنا من الزمان: ” المعدة بيت الداء والدواء”
فى إشارة واضحة إلى أن صلاح أمر الجسد او فساده منبعه مكان واحد فلو كان الانسان قنوعا معتدلا فى تصرفاته وشهواته فلم يجر وراء رغبات معدته كان صلاح جسده اما إن سار وراء مطالب معدته ورغباتها كان فى ذلك فساد جسده
وبقياس بسيط نستطيع أن نقول أيضا :
” القيادة هى بيت الداء والدواء “
فلو صلحت القيادات وآثرت العمل المخلص دونما إسراف فى تحقيق مطامعها ورغباتها وغلبت المصلحة العامة على الخاصة كان فى ذلك صلاح لها ولمرؤوسيها
أما إن أسرفت تلك القيادات فى استغلال سلطاتها لتحقيق هوى النفس والجرى وراء نجاح زائف وتميز هش كان فى ذلك فساد لها ولمرؤوسيها وبحاصة ضعاف النفوس ممن يزينون لقياداتهم أعمالهم حتى باتت تلك القيادات تؤمن” أن أتباعها لايرون إلا ما يرى “
رسالتى للقيادات – منصبك زائل لا شك فى ذلك – ومشيعوك ومن يلتفون حولك سيتركونك لا محالة فور مغادرتك لمنصبك بتقاعد او نقل وهنا لن يبق لك إلا عملك وما قدمت فتكون المحصلة – دعوات صادقة من القلوب ، أو لعنات تشق الغيوب
ورسالتى إلى من يأكلون على كل الموائد بضاعتكم مزجاة وسعيكم خائب وأقنعتكم كاشفة عن زيف ضمائركم فما تفعلونه ليس بخفى على أحد
فغدا — غدا — يغادر سيدكم مكانه لتصبحوا عراة أمام الجميع لا يستركم حجاب
إذا فلتكن حربنا على الفساد والفاسدين كما دعنا لها رئيسنا عبد الفتاح السيسى كحربنا على الأرهاب ، فكلاهما كالسوس الذى ينخر فى جسد الأمة ليضعفها ، لكن الله غالب على أمره وسيحفظ مصرنا بحفظه كما وعدنا فى كتابه المجيد
حفظ الله مصرنا وتعليمنا ومؤسساتنا ومعلمينا وطلابنا من كل مقصر أو منتفع أو خائن لأمانته ،