يشكل النفط عصب الاقتصاد العالمى لأنه من أهم السلع التجارية الدولية على الإطلاق، ويلبى النفط الحالى ما يقرب من ثلث معدلات الطلب العالمية، ويستخدم النفط فى العديد من الاستعمالات كمصدر رئيسى للطاقة وللتدفئة ومصدر أساسى للانتاج وغيرها من الاستخدامات المختلفة، وهناك العديد من العوامل التى تؤثر على تحركات أسعار النفط وتغير اتجاهاته لأنه سلعة سياسية بعكس أغلب السلع التى تباع فى الأسواق العالمية تتأثر بالتوترات والاختلافات السياسية، كما توجد عوامل اجتماعية واقتصادية إلى جانب قوانين العرض والطلب تسيطر على الأسعار أيضًا، الأمر الذى يجعلها من أكثر السلع عرضة للتقلب مقارنة بغيرها من الاستثمارات الأخرى.
يعتبر النفط الخام من أهم ركائز الاقتصاد العالمى والتى تؤثر فيه بشكل كبير، لهذا نجد أن غالبية الدول والشركات دائمًا ما تركز على معرفة تحركات أسعار النفط، ومن أهم العوامل التى تؤثر بشكل قوى على تحركات أسعار النفط هى قوى العرض والطلب، فإذا ارتفعت معدلات الطلب في سوق تداول النفط والعملات ارتفعت الأسعار وفى حالة زيادة المعروض ينخفض الأسعار.
يعتمد حجم المعروض العالمى من النفط على عدة عوامل أبرزها مقدرة شركات النفط على التنقيب واستخراج النفط الخام وتوزيعها على جميع أنحاء العالم، وتتأثر قدرة تلك الشركات بالتطورات التكنولوجية والعوامل البيئية وأيضًا الموارد المالية، وخلال الفترة الأخيرة ارتفع معدل المعروض من النفط بشكل كبير وذلك بسبب التطور والتغير التكنولوجى وبالأخص استخدام تقنية التكسير الهيدروليكى، أما بالنسبة لمعدل الطلب فيعتمد فى الغالب على احتياجات الدول من النفط وعادة ما ترتفع معدلات الطلب فى فترات النمو الاقتصادى الجيد وتتراجع معدلات الطلب فى فترات الركود الاقتصادى.
أيضًا من أهم القوى التى تتحكم بأسعار النفط هى منظمة أوبك حيث تسيطر أوبك على نسبة كبيرة من الإمدادات النفطية حول العالم والتى تقدر بنحو 40% لأن منظمة أوبك تضم نحو 13 دولة من أكبر منتجى النفط فى العالم، فمثًلا من إحدى أهم الأسباب التى أدت إلى حدوث انهيار فى أسعار النفط وتراجعها بأكثر من النصف من مستوياتها هى تمسك أوبك بمعدلات انتاجها فى المقابل تراجع معدلات الطلب فى كل من أوروبا والصين.
تكلفة الانتاج واحدة من المؤثرات على أسعار النفط، فنجد أن تكلفة انتاج النفط والتى تشمل عملية التنقيب والاستخراج فى منطقة الشرق الأوسط رخيصة إذا ما قورنت بغيرها من المصادر الأخرى مثل كندا والولايات المتحدة، ودائمًا ما تميل الأسعار إلى الارتفاع فى حالة استنزاف جميع موارد النفط الرخيصة ويبقى المصادر ذات التكلفة العالية.
هناك أسباب أخرى تتحكم فى أسعار النفط والتى لا ترتبط بشكل مباشر بعمليات الانتاج والاستخراج أو قوى العرض والطلب مثل الأزمات الاقتصادية وعدم الاستقرار السياسى والكوارث الطبيعية، فعلى مدار التاريخ خلال فترات الحروب ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير بسبب تزايد معدلات الطلب نتيجة لتخوف المستهلكين من زيادة سوء الأوضاع الاقتصادية فى البلاد، على سبيل المثال: فى عام 2008 أثناء الحروب الدائرة فى كل من العراق وأفغانستان ارتفعت أسعار النفط ليصل سعر البرميل إلى 136 دولار.