خميس حبيب
استفاقت سريلانكا صباح الأحد على 8 انفجارات دامية، استهدفت كنائس وفنادق بالعاصمة كولومبو ومُحيطها بالتزامن مع الاحتفال بقُدّاس عيد الفصح، وأوقعت حتى الآن ما لا يقل عن 190 شخصًا، بينهم 35 أجنبيًا، ونحو 400 جريح، بحسب أحدث إحصاء حكومي.
واعتقلت السلطات 7 أشخاص مُشتبه بهم في التفجيرات التي وقعت بعد تحذير حكومي مُسبق من هجمات انتحارية مُحتملة.
تأتي هذه الهجمات بعد نحو 10 أعوام من انتهاء الحرب الأهلية، التي خاضت خلالها البلاد حربًا دامت عقودًا مع الحركة الانفصالية السريلانكية (نمور التاميل)، إلى أن تمكّنت الحكومة من القضاء على الحركة وقتل قائدها في مايو 2009.
ماذا حدث؟
في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجر اليوم الأحد، ذكرت تقارير أن 6 انفجارات على الأقل ضربت، في توقيت متزامن، كنائس وفنادق في جميع أنحاء سريلانكا.
استهدفت التفجيرات 3 فنادق من فئة 5 نجوم في العاصمة كولومبو، وهي شانجريلا وكينجزبيري وسينامون جراند هوتيل، القريب من المقر الرسمي لرئيس الوزراء السريلانكي، حيث وقع الانفجار في مطعم الفندق، حسبما أفاد مسؤول بالفندق لوكالة فرانس برس.
كما استهدفت 3 كنائس إحداها في مدينة كوتشيكادي بالعاصمة السريلانكية، والأخريين بمدينتيّ نيجومبو وباتيكالوا، أثناء إقامتها المراسم الدينية للاحتفال بعيد الفصح.
أظهرت مقاطع فيديو نشرها رواد التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية حجم الدمار الذي لحق بكنيسة “سان أنتوني” بالعاصمة السريلانكية.
ونشرت صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية لقطات من داخل الكنيسة تُظهر الهلع بين الحاضرين.
بعد نحو 5 ساعات من الانفجارات الست، وقع سابع بفندق قريب من حديقة حيوانات دهيوالا، القريبة من كولومبو، وأوقع قتيلين، بحسب هيئة الإذاعة والتليفزيون الحكومية “إس إل آر سي”. وبعد نصف ساعة، وقع انفجار ثامن في العاصمة السريلانكية.
ويُشكّل البوذيون 70 بالمئة من سكان سريلانكا، إلى جانب 12 بالمائة من الهندوس و10 بالمائة من المسلمين و7 بالمائة من المسيحيين، من إجمال عدد للسكان قدره 21 مليون نسمة.
كيف تعاملت السلطات؟
تم تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة والمطار في أعقاب التفجيرات التي وصفها رئيس الوزراء السريلانكي بـ”الجبانة”.
بعد ساعتين من الانفجارات الست، دعا رئيس وزراء سريلانكا رانيل ويكريمسينج إلى عقد جلسة طارئة.
وألغت أسقفية العاصمة السريلانكية كافة مراسم صلوات الفصح المسائية.
وبعد الانفجار السابع، أعلنت سريلانكا حظر التجوال بأثر فوري، ليبدأ من الساعة السادسة مساء اليوم الأحد (بالتوقيت المحلي) وحتى السادسة من صباح الغد.
وعقد وزير التنمية الاقتصادية السريلانكي، هارشا دي سيلفا، اجتماعًا وزاريًا مُصغرًا مع كبار المسؤولين العسكريين، لاتخاذ كافة التدابير اللازمة للحفاظ على سلام البلاد وتسديد الأمن وعودة الهدوء.
كما أعلنت الحكومة حجب مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية وخدمات تبادل الرسائل النصية، بعد وقوع ثامن انفجار بالعاصمة السريلانكية، للحيلولة دون بثّ أنباء “غير صحيحة أو كاذبة” تتعلّق بالتفجيرات، مؤكّدة أنه “إجراء مؤقت فقط”، حسبما قالت الرئاسة في بيان.
وفي الوقت ذاته، أعلنت وزارة التربية والتعليم في سيرلانكا إغلاق كافة المدارس الحكومية غدًا الاثنين وبعد غد الثلاثاء.
إدانات دولية
استنكر قادة العالم الهجمات العنيفة التي هزّت سريلانكا، مُعربين عن بالغ صدمتهم وحزنهم لسقوط ضحايا.
دانت مصر اعتداءات سريلانكا، مؤكّدة أن هذه الأعمال الوحشية الخسيسة التي تستهدف الأبرياء ودور العبادة لن تنجح في تحقيق مآربها. وشدّدت في بيان أصدرته وزارة الخارجية، على وقوفها حكومة وشعبًا مع حكومة وشعب سريلانكا الصديق في تلك المحنة.
ووصف البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، اعتداءات سريلانكا بـ”العنف الوحشي”. وعدّتها رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أعمال عنف مروعة. وغرّدت ماي عبر تويتر: “علينا أن نتوحد للعمل على أن يمارس كل شخص عقيدته بلا خوف”.
كما دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “الأعمال الشنيعة” في سريلانكا. وغرّد عبر تويتر: “حزن عميق بعد الهجمات الإرهابية على الكنائس والفنادق في سريلانكا، ندين بشدة هذه الأعمال الشنيعة. تضامننا مع الشعب السريلانكي وأفكارنا مع جميع أقارب الضحايا في يوم عيد الفصح”.
كما عبر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، عن شعوره بالحزن بعد اعتداءات سريلانكا، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم كولومبو.
وغرد يونكر على تويتر: “علمت بهول وحزن بالاعتداءات التي كلفت هذا العدد من الناس حياتهم. أعبر عن تعازي الحارة لعائلات الضحايا الذين تجمعوا للصلاة بسلام أو جاءوا لزيارة هذا البلد الجميل. نحن مستعدون لتقديم دعمنا.