المستشارة الدولية الدكتورة / هايتي فاروق
بعيدا عن روابط التاريخل التي قد تحركني كمصرية صوب أي من الطرفين السوداني ام الاثيوبي في نزاعهما حول الفشقة …فانني لن اتحدث سوى لغة واحدة فقط ، لغة الموثق.. الواثق… فيما تحت يده من ثبوتيات رسمية لا يمكن دحضها … وحينما اتحدث عن الفشقة تحديدا فإنني افتح ملف العبث بالتاريخ وبالاتفاقيات وهو الملف الممنهج الذي حيك ضد مصر ثم السودان عقب ان وقعت مصر اتفاقية 15 مايو 1902 الحدودية , أو لنقل وقعت مصر في هذا الاتفاق …كيف ؟ ولماذا ؟ هذا ما سأجيبكم عليه الان …ولكن دعوني أولا احدد مفهوم وحدود أرض الفشقة … حيث تبلغ طول “الحدود الدولية” في ولاية القضارف المشتركة بين الجانبين السوداني والأثيوبي نحو (265) كلم، ويقدر حجم الأراضي الزراعية االتي تم التعدي عليها من قبل الإثيوپيين بنحو مليون فدان بما يعرف بأراضي الفشقة ، والتي تمتد من سيتيت، وباسلام شرقا حتى منطقة القلابات جنوبي القضارف، وهذه المنطقة نجم عنها اضطرابات حادة بين الطرفين فقدت فيها أرواح عزيزة، رغم أن كافة ترتيبات ترسيم الحدود بين البلدين كانت قد اكتملت، حيث تم تحديد إحداثيات خط قوين”، الذي تم رسمه في العام (1902)م، ضمن معاهدة أديس ابابا 1902 ففي فترة الحكم الثنائي (البريطاني – المصري)، وبموجب مذكرة تقدم بها اللورد “كتشنر” حاكم السودان- آنذاك-، بعد مواقفة الحكومة البريطانية والمصرية تم الترسيم بواسطة الميجور “قوين”، الذي أصبح الخط الحدودي يعرف اليوم باسمه،، وفي العام (1963) صادقت الدول الأفريقية بمنظمة الوحدة على عدم تغيير الحدود المرسومة بواسطة الاستعمار، واعتمادها حدودا فاصلة بين الدول المستقلة، وبالتالي أصبح خط “قوين” هو المعترف به دوليا بين السودان وإثيوپيا. والسؤال الان ما هو خط قوين كما اصطلح على تسميته ؟ ومن هو قوين ؟ هو وتصحيحا لمسماه اسمه : الميجور جون جوين جريفث Major John Gwynne Griffith فعقب توقيع الحاكم المصري العام في السودان (مفوضا عن خديوي مصر ) على اتفاقية 15 مايو 1902 الحدودية مع حاكم الحبشة (منليك الثاني )واريتريا وبريطانيا وايطاليا وتحديدا في الثالث من نوفمبر عام 1903 قام الميجور جوين واللورد كتشنر بتحديد الحدود الصحيحة التي أتت بها إتفاقية 1902 وتم رسم خارطة هامة جدا لشكل الحدود الجديد وجاءت هذه الخارطة في نسختين يتيمتين أحداهما حفظت بالارشيف البريطاني وهي النسخة التي طالتها أيد خبيثة وتم استبدالها بخارطة دولة ليبيريا المؤرخة عام 1914 ..واختفت الخارطة الأصلية من ارشيف الدولة البريطانيهً والحمد لله ان النسخة الاخرى بأرض الكنانه وفي هذه الخارطة تم وضع ملاحظة باللون الاحمر في جانب الخريطة الايسر أنه تم التلاعب والتحريف في تنفيذ نص المادة الأولى من اتفاقية 15 مايو 1902 فحددت خطا أحمر غير متقطع كخط حدود افرزته الاتفاقية بالمخالفة للبند الاول من الاتفاقية التي تجعل من الخط المتقطع الاحمر هو الانعكاس الصحيح لاتفاقية 1902 … فأعطى هذا التحريف لمضمون الاتفاقية لإثيوبيا مثلثا لم تمنحه لها اتفاقية 1902 الحدودية ، وبموجب هذا النص الصريح تم العبث بشكل وهيئة الحدود وكأن سيناريو التحريف والتزييف هو صنيعة استعمارية قديمة لحرمان شعوب من مقدراتها … وسؤالي الان الذي اجدني لا استطيع تجاهله : أي خط قوين يعنيه أطراف الخلاف حول الفشقة ؟ هل هو الخط السليم أم المحرف ؟ وهل اتفاق الحدود الذي عقد بين اثيوبيا واريتريا واعتمد اتفاقية ١٩٠٢ دستورا له ورد به ذات التحريف ؟ وهل ارض بني شنجول المقام عليها سد النهضه : ضمن ثنايا هذا التحريف ، اعلم ان منشوري غير مفهوم للبعض من أصدقاء الصفحة وهو صادم أيضا لاصحاب التخصص من اصدقاءي ومتابعي ولكن هذه هي الحقيقة المجرده .. # الفشقة التي قصمت ظهر البعير