الهام برعي
حدث عظيم نقطة التحول الكبري لمسيرة الاسلام كان فتح مكة من الوقائع الفاصلة في تاريخ الإسلام التي أعز الله فيها دينه، فبهذا الفتح خسر الكفر أهم معاقله وحماته ببلاد العرب ودخل الناس في دين الاسلام افواجا وكذلك هو نقطة فعلية لاثبات ان الاسلام هو دين المسامحة والسلام
لقد دخل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكة دخول نبي كريم، دخول من أرسله الله رحمة للعالمين، ولم يدخل دخول المنتصرين الجبارين الذين يبطشون وينتقمون من أعدائهم الذين أخرجوهم من ديارهم وأموالهم وآذوهم وقاتلوهم، بل قابل ذلك بالعفو الكريم، والصفح الجميل وقال للكفار (اذهبوا فأنتم الطلقاء )
في اليوم العاشر من شهر رمضان، في العام الثامن من الهجرة النبوية، الموافق يوم (1) من شهر يناير، عام: (630 م):
خرج النبيُّ – صلى الله عليه وسلم- وأصحابُه من المدينة المنورة لفتح مكة المكرمة، وقد سمي هذا العامُ بعام الفتح .
وكان السبب في التعجيل بفتح مكة أن قريشا نقضت ما تعهدت به في صلح الحديبية مع رسول الله، فنصرت قبيلة بكر الموالية لها على قبيلة خزاعة الموالية للرسول, وكان الفتح أعظم انتصارات المسلمين .
إن الفتح المبين الذي أعز الله به جند الإسلام ورد لهم اعتبارهم ورفع به كرامتهم ورءوسهم حتى بلغت عنان السماء فتوجتها، إنه الفتح الأعظم الذي قصم به الله دولة الكفر وأزال به شعائر الشرك ومعالم الطغيان، وأشرقت وجه الأرض مرة أخرى بالتوحيد والتحميد، إنه الفتح العظيم ليس للأرض فقط إنما هو فتح القلوب لدين الإسلام ودخول الناس في دين الله أفواجا..
كان هذا الفتح من أعظم انتصارات المسلمين وبشارة عظمى بقيام دولة الإسلام في أقوى صورها بغروب شمس الكفر والشرك في شبه الجزيرة العربية والعالم من بعدها.