بقلم. ناريمان حسن
مصر حرة أبية ، لا تعرف الانكسار أو الهزيمة ، لا تعرف الغدر أو الخيانة ، لا تعرف الذل أو المهانة ، قوية بشعبها ، عفية بجيشها ، متينة بمؤسساتها الصلبة ، تصدت لكل عدو ببسالة وصبر ، وافتخرت بوجود جيش قوي ، لا يعرف إلا الانتماء والوطنية ، فأعطى نفسه هدية لوطنه ، وضحى بنفسه من أجل الآخرين .
إنه الجيش المصري ، الذي صال وجال في ميادين الحروب بأشكالها وألولنها وعتادها ، وفي كل مرة يثبت للعالم أنه الجيش المخلص والأبي ، الذي لا يعرف للهزيمة طريق ، ولا يعرف للذل سبيل ، إنه شجاعة رجل ، لا يأبي ولا يهاب أحدا ، يجعل من نفسه وروحه سلعة رخيصة أمام وطنه ، راضيا مقدما ومبتسما ، وهو يعلم علم اليقين ، أنه مقدم على موته لا محالة ، ينهي حياته ولا مجال للشك في ذلك ، ورغم ذلك يبتسم ويضحك ويشعر بقمة سعادته وهو يخدم وطنه ، ويهبه حياته ، التي ليس بعدها حياة ، إلا يقين الشهادة بحياة الآخرة.
الجيش المصري ، مؤسسة عسكرية شريفة ، لها مبادؤها التي لا تعرف التغيير ولا التبديل ، لا تعرف الانحناء ولا التحويل ، فقط تنتمي للوفاء والتضحية ، ولا تنسى أن حياة شعب في رقبته وتحت رعايته .
وعلى الرغم من كل ما يعانيه الجيش من مواجهات مباشرة وغير مباشرة من الأعداء الظاهرين والخفيين ، ورغم ما يخسره الجيش من جنود وعتاد ، ورغم ما يعانيه الجيش من مخاطر غيبية ، إلا أنه لا يعرف التراجع أو الاستسلام ، لا يعرف انتهاك الحريات والمحرمات ، لا يعرف تعدي الحدود على حقوق المدنيين ، مبادؤه السلم والأمان ، لا يسعى للمواجهة إلا لعدو حاول الاقتراب منه ؛ فإنه يتصدى له بكل ما أوتي من قوة ، لا يثنيه عن هدفه أي شئ ، ولا يصرفه عن مبدئه أية قوة ، يحترم الجميع حتى يرى منه الغدر، فهو يكون كالأسد المغوار الذي لا يعرف إلا الانتقام.
المؤسسة العسكرية جندية وشرف ، ليس فقط بالمبادئ والأسس التي يعيش عليها ، بل بأفعاله ووطنيته الجياشة التي تحيط بأنفاسه وأركانه وجوارحه ، تجاه كل مواطن مصري يعيش في وطنه .
والجندي المصري لا يعرف الخوف أو الفزع أو الهلع ، وما حدث من قرار رجل الجيش المخلص الفدائي الذي دهس سيارة محملة بالمتفجرات التي تزيد عن 100 طن ، وهو يعلم كل اليقين أنه سيموت ، ولكن هذا لم يثنيه عن عمله ، ولم يصرفه عن طريقه ، بل صار وواجه تلك السيارة فقط ليحمي غيره من زملائه والمواطنين.
فالجيش المصري رجال لا يهابون الموت ، ولا يخشون أحدا إلا الله.
حفظ الله جيش مصر الأبي ، وحفظ الله شعب مصر العظيم.