بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
الشعراء ليسوا علماء!! فهم أشخاص أمثالنا وما يميزهم هو قدرتهم في بيان مشاعرهم بطرق جمالية نحن لا نقدر عليها. إذن الشاعر يقول ما يشعر به أو يصف مشاعر الآخرين حسب رؤيته.
وعندما نعاتب فذلك دليل المحبه والاهتمام فلا تحزن من ما يعاتبك بل احزن بمن يلتزم الصمت.لكن العتاب لا يكون أسلوباً فعالاً إلا إذا استخدم في الوقت المناسب . ومع الشخص المناسب الذي يتقبل العتاب اللطيف.
الخلاف في العلاقات الإنسانية أمر وارد وطبيعي , وقد يتعرض له أي منا في أي لحظة , بين الأصدقاء …… لكن المهم والعبرة في النهاية تكمن بطريقة التعامل مع هذا الخلاف , ولذلك أكبر الأثر إما في حل هذا الخلاف لا بل بالبناء عليه في نمو وتطوير العلاقة بين الأشخاص , أو أن يؤدي إلى تعاظمه و يكون سببا لفقداننا من نحب …
يلجأ الكثير من الناس إلى العتاب كوسيلة لحل خلاف مع شخص عزيز وذلك من مبدأ أن ” العتاب غسول القلوب ولغة متعارف عليها بين الأحباب ” ومن منطلق الحرص والحفاظ على العلاقة مع هذا الشخص , وفي النهاية قد ينجح ذلك أو يؤدي للفشل تبعا لطبيعة الأشخاص وثقافتهم ومدى وعيهم ودينهم وأخلاقهم ، الخلاف شئ محتمل بين الأشخاص المقربين كالزملاء أو الأصدقاء وكلما زادت قوة العلاقة كلما زاد حجم الخلاف ،لذلك وجدت ثقافة وفن العتاب حتي يمحي سوء الفهم ويجعل العلاقات تستمر .
فالعلاقات بين البشر تقوم علي الأتفاق والأختلاف فلكل ثقافته وعاداته “فالاختلاف لا يفسد للود قضية” ،يجب أن ينحصر الخلاف في أطار الأختلاف في وجهات النظر فقط دون أن يؤدي الي انهاء العلاقة بأكملها .
وعندما نذكر أن العتاب ” فن ” بحد ذاته فإن ذلك يتطلب منا أن نتقن كيفية ممارسته وإدارته بمهارة من خلال عدة أمور من أهمها أن نقوم بتحديد العتاب , فلا يجب أن يزيد العتاب عن حد معين وأن يتحول الكلام لنوع من التوبيخ , كما لا يجب أن يتم تكرار ما نقوله ولا نلح عليه كثيرا حتى لا يتحول كلامنا لنوع من الهجوم أيضا يجب علينا ألا نتهاون في العتاب فبينما لا يجب أن يزيد عتابنا عن حد معين , يلزم أيضا ألا ينقص عن الحد الذي يجعله فعالا .
وهنا تكمن المهارة , فالتهاون أحيانا يؤدي إلى استسهال الأمر من قبل الآخر والتمادي في عدم مراعاة ما يضايق أو يزعج الطرف الآخر عتاب من نحب يتطلب منا أن نكون مهذبين معه , فلا نجرح في عتابنا , ونتحرى الدقة في ألفاظنا ونبتعد عن الاستفزاز