بقلم/السيد شلبي
وأبدا مقالي بسؤال ماذا لو هناك صراع بين الواقع والضمير لمن تكون الغلبه؟،هل للواقع؟ أما للضمير؟، هذا الصراع يقع بين الضمير الحي والواقع المؤلم لأنسان واحد، فقد طرحت هذا السؤال علي صفحتي الخاصه الفيس بوك، وأجاب بعد الاصدقاء عن هذا السؤال، فمنهم من قال الضمير، ومنهم من قال الواقع، ومنهم من قال لا الواقع ولا الضمير، وكان أقوي الأجابات هي أجابة الأخ والصديق الأستاذ أحمد العزاوي(لا الواقع سيفوز ولاحتى الضمير-لان الواقع اذا طغى سينسحب صاحب الضمير واذا الضمير فاز سيصبح صاحب الضمير وحيدا يصارع هذه هى المعادله التى اجبرنا عليها فى زمننا هذا)، ولكن لم تنتهي الأجابة عن هذا السؤال المحير تماما.
فالضمير لا تستطيع التنصل من مصاحبته في مسيرة الحياة؛ احتار في وصفه كثيرون فقالوا عنه: (بوصلة المرء)، (شمعة في قلب كل إنسان ،ربما تؤلمك حرارتها قليلاً لٰكنها تنير الطريق)، (شعاع من نور يتلألأ في أعماق النفس الإنسانية)، الضمير الإنساني :(هو مشاعر في نفوس البشرية جمعاء، تهتدي إلى مبادئ الأخلاق بعفوية وتِلقائية، وتقف إلى جانب المظلومين أو المستضعَفين) ،وقد اختلف العلماء والمفكرون فيما بينهم في التعبير عن (ماهية الضمير)، وفي أنه قابل للصواب أو الخطأ، وقد عرف البعض الضميرعلى أنه قدرة الإنسان على التمييز بين الخطأ والصواب، أو بين الحق والباطل.
فمشكلة أنعدام الضمير مشكلة عصر مشكلة جيل بأكملة، فأصبح كل أنسان علي أستعداد أن يقتل ضميره مقابل مصلحة دنيوية شخصية مؤقتة، أصبح الجميع بلا ضمير
وتتالألأ كلمات الشاعر عندما قال:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقُل خلوت ولكن قل علي رقيب.
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أنَ ما يخفى عليه يغيب.
وفي وقتنا هذا ما أكثر صور انعدام الضمير، وما أسهل أن يختل الضمير، وتتغير أحكامه وتنقلب موازينه. كالطالب الذي يدفعه ضميره ليغش من زميل له في الامتحان، أو كالطبيب الذي شفقة منه على فتاة يجهضها، أو يعمل عملية ليستر فتاة فقدت بكوريتها. أو يكتب شهادة مرضية لشخص غير مريض ليساعده.،أو كالأم التي تستر على أولادها لكي تنقذهم من عقوبة أبيهم، فتغطى أخطاءهم بأكاذيب، أو علي الرجل تقول له قال الله ورسوله يرد بكل وقاحة كبر دماغك عيش حياتك، كيف نعيش الحياة بدون الله ورسوله ومراقبة الله وتنفيذ أوامر رسوله، والموظف المرتشي، فأصبح المجتمع في خلل تام .
نعم فهو صراع شرس بداخل كل أنسان يحتار بين الواقع والحياة والدنيا وبين الضمير والتهذيب والأخرة،ولكن أذا اضطرنا الأمرلمفارقة هذا العالم نعم سنفارق هذا العالم الافتراضي ،ولا اقصد عالم التواصل الأجتماعي، ولكن أقصد عالمنا الذي نعيشه فقد فقدنا لمشاعر كثيرة توقظ ضمائرنا ، نحن للاسف نظن اننا حقيقيون ،ولكن عندما نهرب نلجأ لأمور أهانت الأنسان، وأطاحت بكرامته.
ماعز بن مالك والغامدية فقد ضربوا لنا نموذج رائع من نماذج التربية الإيمانية بإحياء الضمير ورقابة الله عز وجل ، فمازال هذا الأسلوب الإيماني التربوي عميق الأثر في النفوس المسلمة ، كيف لا وهو يجعل الله رقيبا علينا ويجعل تقواه نبراساً لأعمالنا ولمشاعرنا وهواجس أنفاسنا . وقد ذكر القرآن الكريم آيات كثيرة تؤكد معنى التقوى وحقيقتها ،وكلها تصب في هدف واحد وهو إحياء ضمير المسلم ثم يقظته واستمرار يته .
قال الله تعالى: [لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ] {البقرة:286}