ما أصعب وأشق على النفس من أن يشعر الإنسان بغربة نفسيه فى وطنه نعم غربة وجدانية وليست مكانية حينما يجد الانسان الاحتفاء والاحتفال من الأشقاء من أبناء أمتنا العربية ولا يلقاه بين أشقاء وطنه الذى ولد على أرضه
قول الشاعر : * بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام
اللقاء والحوار :
من مواليد محافظة الغربية درس الطب بجامعة الاسكندرية تخصص فى الأمراض الباطنة عمل بمعظم مستشفيات وزارة الصحة وطبيبا لرئاسة مجلس الوزاراء تدرج فى المناصب حتى وصل إلى مدير الإدارة العامة للمستشفيات سافر إلى السعودية وأقام هناك بجدة
بدأ الكتابة فى سن مبكرة حين كان يدرس بكلية الطب ةشجعه على لك أستاذه المهندس محمد توفيق له إصدرات متعددة منها ” الطب فى ضوء الإسلام وكتاب انحطاط الفكر المادى وكلمات وكتابات العلامة ابن الجوزية و كتاب من أعلام المسلمين المعاصرين بين باريس وبكين والذى يتحدث فيه عن خمسين علما من أعلام المسلمين وكتاب عن كبار الدعاة الداعية المهندس محمد توفيق – والذى أسلم على يديه خمسة الاف شخص و قبس من إعجازالقرآن الكريم كتاب عن العالم الربانى الأمام الأكبر محمد الخضر حسين يتكون الكتاب من خمسمائة صفحة
كان للشاهد المصرى و رئيس التحرير هذا اللقاء والحوار معه /
* مفكرنا الحبيب بداية من الذين تأثرت بهم وتركوا علامة بارزة فى شخصيتك ؟
هناك كثير من الشخصيات الرائدة العظيمة تأثرت بها وكان أشدها :
” شخصية العالم الجليل محمد الخضر حسين الذى تولى مشيخة الأزهر وكان أول شيخ للأزهر يستقيل من منصبه ولهذا كتبت عنه كتاب نشر فى ست وعشرين ومائة حلقة
” وتأثرت أيضا بشخصية العالم والمفكر المهندس محمد توفيق والذى غرس بى شعارا واضحا ( اعمل ليراك الله وحده ) هذه الشخصية وهذا الشعار تأثرت به كثيرا وصممت على تقديمها للعالم فقمت على جمع مقالاته واخترت ستمائة مقال وجمعتها فى واحد وسبعمائة صفحة وسميت المؤلف ” مختارات من كتابات مهندس محمدتوفيق “
* إلام نرجع إقلالكم من الظهور على الساحة الثقافية المصرية ؟
” السبب فى ذلك يرجع لعملى الطويل بجدة مما جعلنى فى عزلة مكانية عن مصروكان نشاطى الأكبر حيث أقيم وارتبط بى الكثيرون على الساحة العربية بالسعودية والبحرين وباقى دول الخليج
* ترى ما هو توصيفكم للساحة الثقافية المصرية وما يعتريها حاليا وما سبل عودتها لجادة الطريق ؟
” الساحة الثقافية كسائر الساحات فيها الغث والسمين والجيد والردىء ولذا كان لزاما على المثقف أن يفهم رسالته وأن يقدم للناس الجيد لا الردىء فيقدم للناس ما يؤثر فيهم وينفعهم من منطلق احترام رسالته وليس بحثا عن ظهور كاذب وبريق واه حتى ولو كان المحتوى من الطرائف الاجتماعية الهادفة وليس قصرا على المواعظ والنصائح
* ما هو رأيكم فى التناول الإعلامى مع شخصية دينية لها وزنها ومكانتها مثل فضيلة شيخ الأزهر ؟
” فى الحقيقة كان تناول بعض الإعلاميين وتعاطيهم مع شخصية لها قدرها وثقلها الدينى كفضيلة شيخ الأزهر تمثل حربا ظالمة لم يراعى فيها بعض الإعلاميين أو يحترم التخصصات فتراهم يخوضون دون وعى أو خلفية علمية صحيحة فى مجالين الدين والسياسة لذا يجب على من يتصدى لنقد آراء أو شخص شيخ الأزهر أن يكون على قدر من العلم والمعرفة حتى يزن الأمور بميزان صحيح تحديد شخصية بمثل قدر شخصية شيخ الأزهر ، فيجب على الإعلامى أن يفهم أن هناك فارقا كبيرابين أن أفهم الإسلام وأن أفتى فى الإسلام يقول تعالى :
( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب ) وقال تعالى : ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولو الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم )
وهنا أقول : ليس عندنا فى الإسلام شخصية كهنوتيه ولا وثنية
والسؤال المنطقى لهؤلاء – لماذا لم يعلن بعضهم الحرب على شخصية من أصحاب الديانات الأخرى – لماذا يتحدث عن شيخ الأزهرالعالم وينقضه من لا يعرف حتى نواقض الوضوء ، لابد من أن نحترم التخصص حتى لا يختلط الحابل بالنابل فهناك من الإعلاميين من يؤمن بشعار ( خالف تظهر )
ختاما أقول : لمصلحة من مهاجمة رمز له مكانته وقدره على قدر ما يمثله ولننظر كيف يستقبل ويعامل شيخ الأزهر فى الدول الأخرى عربية أو إفريقية أو آسيوية على حد سواء
أليس من الأولى أن نكون نحن من يقدر له مكانته وما يمثله
* كيف ترى مستقبل الثقافة فى مصر وهل من سبيل لعودة ريادتها ومكانتها ؟
” ثقتى وأملى فى الله كبيرة ولا تنقطع أو تضعف وهذا ليس من قبيل الدروشة فلنا فى القرآن الكريم الهداية والهدى يقول تعالى :
( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) وكذلك قوله تعالى عندما بشرت الملائكة سيدنا إبراهيم ( أبشرتمونى على أن مسنى الكبر فبم تبشرون ) فردت الملائكة ( قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون )
وأقول : لمصر بإذن الله الخير كله فهى فى حفظ الله ورعايته فكم مر بها من أحداث جسام ومازالت وستزال هى مصر صمام الأمان للعروبة والإسلام ولكن أقول أيضا :
” لو عدنا إلى الله لعاد الله إلينا ” فإن لله قوانين وسنن وجنودا فإذا جاء جن\ الله جاء نصر الله ” لذا يجب أن نثق فى شخصيتنا ومقوامتها الإسلامية
* ختاما أستاذنا المفكر لطبيب / كلمة أخيرة لأهل غزة والمقاومة الباسلة هناك ؟
” اسأل الله تعالى لهم النصر وأن يمدهم الله بمدد من عنده وأن يربط على قلوبهم ويجمع وحدتهم وقوتهم وأن يأخذ أعداءهم أخذ عزيز مقتدر فاللهم أنزل بأسك الذى لا يرد على القوم الظالمين أعداءك أعداء الدين