ماأصعب أن يشعر الإنسان بالغربة وهو فى رحاب الوطن ، بالقيد وهو فى رحابة الوطن ، فما أشدهما على النفس – ورغم كل ذلك حلق شاعرنا فى رحابة النفس ليسبر أغوارها ويجتاز أحزانها فقد أدرك أن موهبته لابد لها من أن تحلق لتعيد الروح إلى جسد الأمة وتعهيد تشكيل وجدان أبنائها لذا فنجده ” ينحت الصورة الرائعة من اللغة على نحو ما تنحت التماثيل أشعر من خلال ومضات الجمال فى أشعاره بأنه يؤمن بأن الجمال الحقيقى هو ما تجرد من الفائدة
فما أروعك أيها السلطان ” أبو ديوان ” حينما اعتمدت على ما نسميه ” تراسل الحواس ” فكل حاسة لديك اسلمت وظيفتها لحاسة أخرى مستخدما إياها كأنها وظيفتها
وأبلغك يوم أن قلت واصفا الداء : “لقد انزوى سحر التطبيق بانحراف سلوكات الأصنام، بين سراديب التنظير المبتذلة والدونية المقيتة، فانخفضت أسهم الأدب العربى فى بورصة العولمة والرقمنة والفرق البحثية والمشروعات القومية العملاقة.”
ولى فى أشعارك الكثير والكثير من الارهاصات لكننى لن أكلف القارىء مزيدا من المشقة فى متابعة تعليقى لأتركه ينعم حد الاستمتاع بكلماتك وحروفك التى تثير فى نفوسنا الكثير من الشجن ولتعمل أبياتك فى نفس القارىء ما تعمله
فإليك عزيزى القارىء إحدى درر سلطان الشعر رائد مدرسة الجن الحبيب أبى ديوان “
مسابقهْ كطفلةٍ مراهقهْ.. كنوزها مُغَلَّقَهْ أسوارها كالكبرياء شاهقهْ وكلُّكمْ- حتى أنا- لا فائزين؛ خاسرٌ، سِرًّا تَعَانَى الحبَّ مراتٍ فخانَ لحْظَةً تشدَّقَهْ كعاشقٍ سكرانَ.. روَّضَ الدُّخَانُ عيْنَهُ النومَ؛ لِطيفٍ قد يزورُ وهْيَ في سريرهِ مدينةٌ محقَّقَهْ! وطِئها كابوسُه فزخرف الدموع في لذته المُنَمَّقَهْ ومرَّر الظلامَ من بلَّورِ عطرِها شفيفًا كالندى حين أناخ للندى سُرَادِقَهْ بصوتِها الشَّتْوِيِّ: يا أستاذُ، يا… ما أعْمَقَه! لو فخَّمَتْ مرَقّقَهْ تَرْفُلُ في مَرْمَرهاِ الغضِّ وَميضًا ألْفُ ألْفِ زَنْبَقَهْ لولا تضاريسُ رعَتْ حديقَةً مُحَلِقَهْ.. لكنَّها مُشقَّقَهْ منْ كتِفٍ تعْرَى حنينًا “للترِنْدِ” والجمهور تغريه الغصونُ المُورِقَهْ كأنّها من كوكبٍ… أو طَبَقَهْ… غمَّازَتاكِ كِذْبةٌ علويَّةٌ.. رسولها البصَّاصُ لفَّ السوقَ- وهْوَ قَطُّ- لمْ يمْلِكْ- سواكِ- ورَقَهْ باع مياسيرُ لهُ بضائعَ الحيِّ الفقيرِ صَدَقَهْ”من أجل عينيك” نئنُّ تحتَ خطِّ الشَفَقَهْ مزاجكِ المشغول- لم يحذف خميسًا مثلنا- بالرقَّةِ المَنْسيَّةِ المُلْقاةِ خلْفَ النَّفَقَهْ …أعمارَنا… عنْ لقْمَةٍ، حين يمدُّ العَيِّلُ الأصغرُ لي… أو… عُنَقَهْ إمَّا المساحيقُ.. وإمَّا الماءُ؛ لمْ نطْمَعْ؛ فذا مُصارِعٌ بأقْصَى الركنِ ينْسَى شَبَقَهْ مُغَبَّرًا بالهَمِّ إذْ يخلعُ عنْ تجْربةِ الرعاةِ رِعْشةَ الشتاءِ كيف تخلعينَ- رفْقًا- كلَّ يومٍ حدَقَهْ؟!