كتب لزهر دخان
ليس في الدنيا أعصاب أصلاً، ولكن الدفاتر أنجبتها . ومن نواحي كثيرة وجهات كثيرة أصبحت مادة الأعصاب علم يضاف إلى العلوم الكثيرة. التي يتلقاها الإنسان بشكل مباشر من المدرسة أو بشكل مستقل وعفوي نظمته التقاليد ،من خلال العيش العادي . ومع هذا المفهوم والمعروف يبقى الشاعر الحمود يتسائل هل يا ترى للدفاتر أعصاب . فيقول في بداية قصيدته “وأنا ”
أنا مُتعَبٌ ودَفاتري تَعِبَتْ معي
هلْ للدفاترِ يا تُرى أعصابُ ؟
ولآن الشاعر لم ينتبه إلى أنه متعب .ومارس الكتابة كي يروح عن نفسه وينصح أهله والأمم . ومع هذا سيتلاعب بأعصابهم . علينا أن ننتبه إلى أعصابنا . ونسخط خارج أجسادنا وبعيدا ًعنها . أما هو فقد أختار للمشكلات مدفنا ًفي داخله سماه الأضلع .
وأنا دَفنتُ مواجعي في أضلُعي
قد خُطَّ هَمّيَ بَينَهُنَّ كِتابُ
وأصبح من تأليف الهم الخاص بالشاعر فيصل أحمدالحمود
ديوان إن صح التعبير إسمه كتاب الهم . نختار لكم منه هذا الأسبوع هذا البيت الغامض
قَطَعَتْ مُدىً سُبُلَ الهَناءِ بخافِقي
و شِغافُ قلبي باللهيبِ مُصابُ
ثم بعدما تقلب الشاعر بينه وبين نفسه وتعذب وحده وزار مقابر توجد فيها ” أعصابه ” وحده . تمكن من صناعة بيت شعر يجاملنا به، ويخفي المقتل خلفه . فقال :
و دُروبُ قلبيَ شَرَّعتْ أبوابَها
سَعِدَتْ بِعطرِ زُهورِها الأحبابُ
حُزنٌ وحُبٌّ في الفؤادِ إستوطنا
لم يستَطِعْ فَصلَ اللقاءِ حِجابُ
فالحُبُّ شَوقٌ للجميعِ يَشُدُّني
والحُزنُ حُبّي ذاكَ ليسَ يُجابُ
فيصل أحمدالحمود